وداعًا لطفي لبيب: بطل حرب أكتوبر الذي منح الشاشة 400 عمل فني ورحل بعد نزيف الحنجرة

رحل عن عالمنا الفنان المصري القدير لطفي لبيب عن عمر يناهز 78 عامًا، بعد صراع مرير مع المرض. كان الفنان الراحل يعاني من مضاعفات صحية بدأت بجلطة دماغية قبل سنوات، أثرت على قدرته على الحركة والنطق، وتسببت في تدهور حالته بشكل ملحوظ. في الفترة الأخيرة، تعرض لطفي لنزيف حاد في الحنجرة نتيجة التهاب رئوي، ما أدى إلى نقله لقسم العناية المركزة عدة مرات حتى وافاه الأجل.
لطفي لبيب لم يكن مجرد اسم في عالم الفن، فقد ترك بصمة استثنائية بأداء تلقائي وكاريزما مميزة. بداية مسيرته الفنية كانت من خلال خشبة المسرح، ثم انتقل إلى السينما والتلفزيون مضيفًا لرصيده الضخم من الأعمال، ما يقارب 400 عمل فني متنوع. هذا الرصيد جعله واحدًا من أعمدة الفن في مصر والعالم العربي.
مسيرة لطفي لبيب الفنية شهدت تنوعًا في الأدوار، فجسد شخصيات درامية وكوميدية وإنسانية. من أبرز أعماله السينمائية "عسل إسود" و"يا أنا يا خالتي"، وفي التلفزيون كان له ظهور مؤثر في "رأفت الهجان" و"ضمير أبلة حكمت". يتميز لطفي بإتقانه لأدوار الرجل المتزن والهادئ، وهو ما جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب جمهوره.
لكن خلف الأضواء، كان لطفي لبيب بطلًا حقيقيًا بعيدًا عن الأدوار التي لعبها. فقد كان أحد المشاركين في حرب أكتوبر المجيدة، ما يعكس شخصيته الوطنية الأصيلة. كما كان معروفًا بعلاقاته الإنسانية داخل الوسط الفني، حيث حظي بتقدير واحترام زملائه الذين حرصوا دومًا على مساندته في أزماته الصحية الأخيرة.
نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي، كان من بين أولئك الذين أشاروا إلى الحالة الحرجة التي عاشها لبيب في أيامه الأخيرة، ودعا جمهوره للدعاء له في لحظات محنته. كذلك، كان الأب بطرس دانيال من الشخصيات الداعمة له، سواء بالزيارات أو بالتعبير عن أعمق تمنيات الشفاء.
قدم لطفي لبيب نموذجًا مميزًا للفنان الذي لا يستهان بقيمته الفنية والإنسانية. برحيله، خسر المجتمع الفني شخصية مناضلة لها تأثير كبير في السينما والتلفزيون والمسرح. يتذكره الجمهور أعماله الضخمة وإنسانيته قبل أي شيء آخر، داعين له بالرحمة والمغفرة بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط