68 مليون مصري أمام صناديق الاقتراع اليوم: لماذا قد تكون انتخابات الشيوخ 2025 الأقل مشاركة رغم وجود 8 آلاف لجنة؟

بدأ اليوم، الأحد 4 أغسطس، انطلاق الانتخابات البرلمانية لمجلس الشيوخ لعام 2025 في الداخل المصري، حيث من المتوقع أن يتقدم نحو 68 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع المتوزعة على أكثر من 8 آلاف لجنة انتخابية. تأتي هذه الانتخابات وسط توقعات ضعيفة للمشاركة رغم دعوات الأجهزة الرسمية والأحزاب السياسية للحث على المشاركة في هذه الاستحقاقات الدستورية.
يشير مراقبون إلى أن التحديات الرئيسية التي قد تؤدي إلى انخفاض المشاركة في هذه الانتخابات تتركز حول محدودية المنافسة، حيث تخوض انتخابات مجلس الشيوخ "القائمة الوطنية الموحدة" المكونة من 13 حزباً عملاً مشتركاً بينها قيادة حزب "مستقبل وطن"، متفوقة بقائمة واحدة فقط في نظام القوائم. يُتوقع أن تصل نسبة الأصوات اللازمة للفوز بالتزكية إلى 5% فقط، مما يقلل من أهمية التنافس ويدفع العديد من الناخبين للعزوف عن المشاركة.
وفقاً للخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو الشوبكي، فإن تاريخ انتخابات الشورى (السابقة لمجلس الشيوخ) عادة ما يظهر نسب مشاركة منخفضة مقارنة بمجلس النواب، الذي يثير اهتماماً شعبياً أكبر. في عام 2020، بلغ نسبة المشاركة فقط 14.2%، وهي نسبة ليست بعيدة عن التوقعات الحالية، خاصة في ظل التنافس المحدود.
الجوانب التنظيمية للانتخابات قامت تحت إشراف الهيئة الوطنية للانتخابات، التي أكدت اكتمال استعداداتها الإدارية والفنية. وقد شملت هذه الاستعدادات توفير 500 جهاز كمبيوتر و100 ماسح ضوئي لرقمنة المستندات، إلى جانب وسائل متنوعة لتوفير الراحة للفئات القضائية العاملة خلال مراحل التصويت.
على صعيد آخر، أظهرت نتائج التصويت للمصريين بالخارج عملية نظمها القائمون في 136 مقراً انتخابياً في 117 دولة. وقد انتهت مساء السبت عملية الاقتراع في الخارج بكاليفورنيا، آخر اللجان التي أغلقت أبوابها.
مراقبون سياسيون يرون أن هذه الانتخابات، رغم أنها تُجرى في مناخ محاط بالتحديات الإقليمية والدولية المختلفة، تقدم نظرة على وضع العملية الديمقراطية في البلاد. في خلفية المشهد، تبرز تساؤلات حول مدى فعالية مجلس الشيوخ كبديل برلماني في بيئة سياسية تحكمها تعددية محدودة ومنافسة غير مكتملة.
على الرغم من التحديات، يدعو القائمون على العملية الانتخابية الشعب المصري إلى تأدية واجبهم الدستوري بالمشاركة الفاعلة في هذا الاستحقاق المهم. ويعتبر كثيرون أن صوت المواطن هو الذي يبني مستقبل الوطن، ويصيغ مسار تطوره الديمقراطي.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط