قم بمشاركة المقال
في واقعة غريبة، سرقت العديد من القطع الأثرية من كلية الآثار بجامعة سوهاج جنوب مصر ، وقد خطط للعملية 3 طلاب بمساعدة والد أحدهم، تمكنوا على إثرها من سرقة 59 قطعة أثرية نادرة من متحف الكلية، قبل أن تمسكهم أيادي الأجهزة الأمنية.
وبحسب بيان لوزارة الداخلية، حدد الطلاب خطة محكمة للسرقة مكنتهم من الاستيلاء على القطع الأثرية، كانت مقسمة إلى أدوار محددة لكل منهم، طالبان يقومان باقتحام المتحف ليلا وسرقة القطع، وطالبة تنتظر بالسيارة في الخارج لنقل المسروقات، بينما تكون مسؤولية والد أحد الطالبين بيع المسروقات الثمينة.
اقرأ أيضاً
وأقدم الطلاب على تنفيذ خطتهم، مستغلين انتهاء اليوم الدراسي وحالة الهدوء التي تسيطر على الحرم الجامعي ليلا، وبدأ تنفيذ المخطط الإجرامي مساء يوم السبت الماضي، بعد انصراف جميع الطلاب وأعضاء التدريس والموظفين ولم يتبق سوى عدد محدود من الأمن الإداري الذي يتواجد على البوابات الرئيسية بعيدا عن مبنى الكلية المتواجد بها المتحف الأثري.
وكان الطالبان استطاعا تهريب “قطعة حديدية" خلال اليوم الدراسي وإدخالها داخل أسوار الجامعة، وباستخدام تلك القطعة تمكن الطالب الثاني من فتح باب المتحف، بينما قام الأول بحجب رؤية كاميرا المراقبة حتى تمكن وزميله من فتح الباب بهدوء.
اقرأ أيضاً
عقب دخول الثنائي إلى متحف الكلية كانت زميلتهما تنتظرهما بسيارتها خارج أسوار الجامعة، وقاما بالاستيلاء على القطع الأثرية ووضعها بحقيبة ظهر وبعض الأكياس البلاستيكية.
بعد تنفيذ السرقة في هدوء تام، اتصل أحدهما بالطالبة وطلب منها الاقتراب من مكان متفق عليه مسبقا بعيدا عن أعين أفراد الأمن المتواجدين على البوابات الرئيسية، وتمكن الطالبان من تسلق سور الجامعة وسلما زميلتهما المسروقات، التي كشفت عنها أجهزة الأمن أنها عبارة عن 59 قطعة نادرة، ثم انصرفا واستقلا سيارة أجرة “تاكسي”.
اقرأ أيضاً
وصلت الطالبة بعد مدة قصيرة وكذلك الطالبان لمكان متفق عليه كان في انتظارهم بداخله والد أحدهم الذي تسلم بدوره المسروقات وقام بإخفائها تمهيداً لبيعها.
لكن قبل إتمام عملية البيع وبعد مرور 48 ساعة على واقعة السرقة التي أثارت جدلا واسعا في مصر خلال الساعات الماضية، أعلنت وزارة الداخلية القبض على المتهمين الأربعة وبحوزتهم القطع الأثرية الـ59 المسروقة.
اقرأ أيضاً
واكتفت وزارة الداخلية بكشف تفاصيل واقعة السرقة بناءً على أقوال المتهمين أمام المباحث الجنائية بمديرية أمن سوهاج، فيما لم تكشف تفاصيل كيفية الكشف عن المتهمين والقبض عليهم، وحولتهم للنيابة لمباشرة التحقيقات.
نزيف الآثار
وتعاني مصر من عمليات واسعة لنهب وتهريب الآلاف من آثارها منذ عشرات السنين، ويرجع بعض المختصين تزايد جرائم نهب الآثار إلى ضعف تطبيق القوانين ومشاركة شخصيات نافذة في عصابات وتهريب الآثار، فضلًا عن ضعف نظم الحراسة على الكثير من الأماكن الأثرية، وعدم تسجيل وتوثيق آلاف القطع الأثرية المكدسة في مخازن كثيرة على امتداد البلاد.
وتشير أرقام وزارة الآثار المصرية إلى أن أكثر من 32 ألف قطعة أثرية فقدتها مصر على مدار أكثر من 50 عامًا، وهي تشير إلى الآثار المسجلة فقط.
وعلى مواقع التواصل عبّر العديد عن استيائهم من سرقة المتحف، فيما اتهم نشطاء إدارة الجامعة والكلية بـ”الإهمال المباشر” لعدم قدرتهم على تأمين غرفة فيها مقتنيات أثرية، بينما طالب آخرون بإقالتهم على خلفية الواقعة.