قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

تقليد سياحي غريب مليون يورو يلقيها السياح في نافورة بإيطاليا لكن إلى أين تذهب؟

تقليد سياحي غريب مليون يورو يلقيها السياح في نافورة بإيطاليا لكن إلى أين تذهب؟
نشر: verified icon علي عبدالنور 24 أكتوبر 2022 الساعة 08:20 مساءاً

إذا زرت إيطاليا أو رأيت بعض مقاطع الفيديو من مدينة روما، غالبا سيلفتك التقليد المتبع من معظم زائري روما بزيارة نافورة تريفي (Tre Vie) وإلقاء العملات المعدنية هناك، وهو تقليد لا يقوم به السياح وحسب، بل حتى زعماء العالم، ولو على سبيل الدبلوماسية وتخفيف حدة المؤتمرات السياسية والاقتصادية الكبيرة.

ففي أكتوبر/تشرين الأول 2021، اتبع معظم قادة دول العالم المشاركين في قمة مجموعة الـ20 لأكبر اقتصادات العالم هذا التقليد الذي يمارسه زائرو النافورة منذ مئات السنين، إذ وقف 15 من قادة الدول المشاركة موجهين ظهورهم للنافورة، وألقوا 15 يوروا معدنيا فيها.

وتقول الأسطورة إنك إذا رميت عملة معدنية باليد اليمنى من فوق الكتف الأيسر في النافورة فستعود إلى روما، أما إذا رميت عملتين فإنك ستقع في حب إيطالي جذاب، وإذا رميت 3 عملات فسوف تتزوج الشخص الذي قابلته، كما أشار موقع "روما" السياحي الصادر باللغة الإنجليزية.

في الواقع، هذه الأسطورة نشأت في عام 1954 مع فيلم "3 عملات في النافورة" (Three Coins in the Fountain) الأميركي، ورغم ذلك فإنها تشجع السياح وزائري المدينة على ترك يورو معدني أو أكثر خلفهم في أرضية هذه النافورة.

يبلغ عدد هذه العملات التي تلقى في النافورة كل عام نحو مليون يورو، حسب تقرير نشر في 2021 لوكالة أنباء رويترز، بينما أشار تقرير سابق لمجلة "فوربس" (Forbes) الأميركية يعود لعام 2019 إلى عدد أكبر قد يصل إلى 1.5 مليون يورو سنويا، أي في المتوسط بين 2.7 ألف حتى 4 آلاف يورو يوميا، وذلك ما يجعلنا نتساءل: أين تذهب أموال نافورة تريفي؟

 أين تذهب أموال نافورة روما؟

يعتقد البعض أن العملات تذهب بالأساس إلى ترميم وتنظيف المعلم السياحي، لكن هذه العملية في الواقع تحتاج إلى رقم أكبر مما يلقيه السياح، إذ أشار تقرير لـ"رويترز" نشر في عام 2015 إلى دفع دار الأزياء الإيطالية الشهيرة "فيندي" (Fendi) نحو 2.2 مليون يورو لتعمير وترميم النافورة في العام السابق، وكان هذا الترميم الأكبر للنافورة والأول بعد ربع قرن على آخر ترميم كبير للنافورة، وقد تطوعت بتكفّله دار الأزياء باتفاق مع الحكومة الإيطالية، بعد تقارير عن مخاوف من سقوط أوراق الغار الحجرية من الواجهة وافتقاد النافورة لبعض القطع.

أما العملات النقدية التي تجمع من النافورة فذهبت هذا العام، مثل الأعوام السابقة واللاحقة، إلى تمويل الأعمال الخيرية. وتجمع العملات المعدنية (أو حتى تشفط بالمكنسة الكهربائية) وتوزن وتنظف، ثم تعطى إلى جمعية خيرية كاثوليكية تدعى "كاريتاس روما" (Caritas Roma) لمساعدة الفقراء والمشردين في روما. ورغم أن الهدف نبيل، فقد وقعت بعض الخلافات حوله.

في عام 2019، نقل أن مجلس مدينة روما كان في خلاف مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية على مصير العملات المعدنية التي تلقى في نافورة تريفي، وأشارت وثيقة مسربة إلى أن عمدة روما حينئذ، فرجينيا راجي، وفريقها كانوا يتطلعون إلى الاحتفاظ بالمال لاستخدامه لتحسين البنية التحتية للمدينة.

وبعد مدة وجيزة من انتشار الأخبار، أكدت رئيس البلدية أنها ستستمر بالفعل في تقديم الأموال لجمعية خيرية محلية في روما، للمساعدة في دعم المجتمعات الفقيرة والمشردة في روما.

واقترحت إدارة راجي استخدام الأموال لدعم البنية التحتية للمدينة لأول مرة في عام 2017، لكن الاقتراح أغلق على الفور من قبل أعضاء الكنيسة، ثم أعيد فتح الموضوع بعد عامين، قبل أن يغلق أيضا لمصلحة الجمعية الخيرية.

وفي عام 2001، أوقف رئيس البلدية فرانشيسكو روتيلي أخذ أي جزء من هذه العملات المعدنية، وقرر أن تذهب كلها إلى المؤسسة الخيرية السالفة الذكر لدعم مطابخ الحساء والملاجئ وأي جهود أخرى قد يكون لها تأثير إيجابي على المجتمعات الفقيرة في روما.

يذكر أن الجمعية الخيرية "كاريتاس روما" أُسّست في عام 1971، أما النافورة بشكلها الحالي فقد أُسّست في عام 1762، بينما تعود أصولها إلى عام 19 قبل الميلاد.

سرقة العملات

بمناسبة الحديث عن نافورة تريفي وأموالها، فقد تتساءل أيضا إن كان هناك بعض الزوار الذين يحاولون أخذ هذه الأموال؛ لقد حدث ذلك بالفعل.

ذكرت مدونة تدعى ناتالي، في مدونتها "آن أميركان إن روم" (An American in Rome)، أنها عندما زارت روما لأول مرة في عام 2004 رأت امرأة متسولة تتجول بمغناطيس مثبت على عصا طويلة لسرقة أكبر عدد ممكن من العملات المعدنية من النافورة.

كما اشتهرت قصة رجل يعرف باسم "دا آرتاجنان" (D’Artagnan) تسلل إلى النافورة ليلا وحاول سرقة العملات، لكن الشرطة الإيطالية حاولت منعه، فاحتج بمحاولة طعن نفسه، قبل أن ينتهي الموقف بسلام.

ولتجنب مثل هذه المواقف، تنظم الشرطة دوريات منتظمة حول نافورة تريفي، كما وضعت قوانين تفرض غرامات ضخمة على القفز في ماء النافورة، وبالفعل ساعدت هذه التشديدات على تقليل فرص سرقة أموال النافورة، إذ ذكرت الجمعية الخيرية أنه بعد التضييق على سرقة العملات المعدنية زادت قيمة ما يصلها بنحو 20-30%.

يشار إلى أن النافورة التي يبلغ عرضها نحو 20 مترا وارتفاعها 26 مترا هي أكبر نافورة في المدينة الإيطالية، واسمها تريفي أو (Tre Vie) يعني "3 طرق" إذ تعدّ هذه النافورة نقطة التقاء لـ3 شوارع رئيسة وسط روما.

علي عبدالنور

علي عبدالنور

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد