قم بمشاركة المقال
تقع قرية "ليمونيه سول غاردا" على ضفاف بحيرة غاردا في شمال منطقة لومبارديا الإيطاليا، وهي وجهة غير عادية لا يتخطّى عدد سكانها الألف نسمة.
إنها البقعة الشمالية الأقصى في العالم بأسره حيث ينمو الليمون بشكل طبيعي. وتتمتع القرية بمناخ معتدل على نحو استثنائي.
اقرأ أيضاً
وربما أدى هذا المزيج من العوامل إلى ادعاءات القرية بوجود "إكسير" سري لتمتعهم بحياة صحية وطويلة.
ويبدو أن العديد من السكان المحليين ينعمون بقدرة كبيرة على الهضم تسمح لهم بتناول الكعك المليء بالكريمة واللحوم الباردة الدهنية، من دون أن يثير ذلك قلقهم بشأن تمدّد محيط خصرهم أو إصابتهم بأمراض قلبية.
اقرأ أيضاً
ومنذ 40 عامًا، يخضع سكان "ليمونيه سول غاردا" للمراقبة العلمية، من خلال اختبار القرويين الحاملين لهذه الجينات كجرذان معملية.
وقاد سيزار سيرتوري، أستاذ علم العقاقير السريري في جامعة "ديليي ستودي دي ميلانو"، الفريق الذي حدّد أولاً ما أطلق عليه سكان ليمونيه المحليون بروتين "الإكسير"، وأطلقوا عليه اسم A-1 Milano.
اقرأ أيضاً
وقال إنّ الناس في ليمونيه لديهم مستويات متدنية على نحو استثنائي بالكوليسترول الجيد، الذي يبدو نتيجةً لطفرة جينية داخل حامل البروتين.
وأوضح: "انخفاض نسبة الكوليسترول الجيد يعد أمرًا سيئًا ويؤدي إلى مشاكل في القلب مثل السكتات الدماغية المحتملة.. لكنه يحمل تأثيًرًا إيجابيًا عكسيًا لدى هؤلاء السكان المحليين".
اقرأ أيضاً
وفي عام 2000، قام سيرتوري وفريقه بتصنيع بروتين ليمونيه وحقنه في الأرانب. وشهدت الحيوانات انخفاضًا كبيرًا في الجلطات الدموية بشرايينها.
واكتشف أن الجين السائد في ليمونيه موجود في الحمض النووي لدى الأطفال البالغين من العمر خمس سنوات، والشباب، وكبار السن على حد سواء.
وتم التعرف على الجين لأول مرة في دم سائق قطار ليمونيه، الذي تعرض لحادث في ميلانو وتم نقله إلى المستشفى.
حيّر الأطباء الذين عالجوه من نتائج دمه المذهلة، وشرعوا بإجراء حملة فحوص واسعة النطاق في القرية.
ويقول جوليانو سيغالا: "كنت مجرد طفل عندما تم اختبار دمي لأول مرة، وكان الأطباء يأتون بانتظام لمراقبة سلوك الجينات لدينا".
وتابع: "حقيقة أنّي أحمل هذا الجين يمنحني نوعًا من التأمين على حياتي.. أشعر بالحماية الصحية، وأثق أنني لن أعاني من انسداد الشرايين، أو أموت بسبب نوبة قلبية عندما أتقدم في العمر".
ويقول سيرتوري إن هذه الطفرة الجينية تنفرد بها ليمونيه، ولا يمكن العثور عليها حتى في القرى المجاورة.
ويعتقد أنطونيو جيراردي، صاحب فندق محلي قام بتتبع شجرة العائلة بأكملها، أن البيئة المحيطة، والمناخ، والمنتجات الطبيعية تلعب دورًا رئيسيًا.
ويقول: "يمكن أن يكون هذا المناخ دافئًا على مدار العام، ليس لدينا ثلوج أو جليد، وهذا سبب نمو الليمون في المنطقة الشمالية هنا منذ قرون".
وتابع: "وربما يعود الفضل في ذلك إلى زيت الزيتون البكر الاستثنائي الذي نتناوله جميعًا، وأسماك البحيرة الطازجة التي نأكلها".