قم بمشاركة المقال
كشفت دراسة علمية حديثة عن التصور العام الذي يبدو على أدمغة البشر بعد بلوغهم سن الأربعين.
وتمكن الباحثون من رسم تصور عام بشأن كيفية تغير الدماغ الشبكي على مدار حياتنا، موضحين أنه في وقت مبكر في سنوات المراهقة والشباب يبدو أن لدى الدماغ العديد من الشبكات المقسمة مع مستويات عالية من الاتصال الداخلي، ما يعكس القدرة على حدوث معالجة متخصصة، وذلك حسبما أفاد موقع «بوابة الوفد» نقلاً عن «Big Think».
اقرأ أيضاً
وذكروا أنه بعد الأربعين من العمر، تبدأ أدمغتنا في الخضوع لعملية إعادة توصيل جذرية تؤدي إلى تكامل وترابط الشبكات المتنوعة على مدى العقود التالية، مع تأثيرات مصاحبة على الإدراك.
ورأى فريق البحث أن هذا التصور يبدو منطقياً، لأن تلك المرحلة العمرية تتضمن الوقت الذي يتم فيه تعلم كيفية ممارسة الرياضة والتحدث باللغات وتنمية المواهب.
اقرأ أيضاً
وأكدوا أن حدوث التغير يبدأ في منتصف الأربعينيات من العمر، إذ يصبح الدماغ أقل ارتباطاً داخل تلك الشبكات المنفصلة وأكثر ارتباطاً عالمياً عبر الشبكات.
وبحلول الشخص للثمانينيات من العمر، يميل الدماغ إلى أن يكون أقل تخصصاً على المستوى الإقليمي بدلاً من أن يكون متصلاً ومتكاملاً على نطاق واسع، فيما يوصف بأنه «إعادة توصيل الأسلاك» الذي تكون له تأثيرات ملموسة على الإدراك، وفقاً للدراسة.
اقرأ أيضاً
وأشار الباحثون إلى أن كبار السن يميلون إلى إظهار تفكير أقل مرونة، مثل تكوين مفاهيم جديدة والتفكير المجرد وتثبيط أقل للاستجابة، فضلاً عن انخفاض مستويات التفكير المنطقي الرقمي واللفظي.
وقالوا إنه يمكن رؤية هذه التغييرات في الوظائف التنفيذية أولاً عند البالغين في العقد الخامس من حياتهم.
اقرأ أيضاً
وأضافوا أن المهام التي تعتمد في الغالب على عمليات تلقائية أو تمارس جيداً تكون أقل تأثراً بالعمر أو ربما تزيد بشكل طفيف عبر العمر، مثل المفردات والمعرفة العامة.
ورجَّح الباحثون أن التغيرات التي تحدث في الدماغ لأنه عضو متعطش للموارد ويستحوذ على كميات كبيرة من غلوكوز السكر البسيط، مشيرين إلى أن دماغ البالغين يمثل 2% تقريباً من إجمالي وزن الجسم، ولكنه يتطلب نحو 20% من إجمالي إمدادات الغلوكوز.
ولكن مع التقدم في السن، يميل جسم الإنسان إلى التباطؤ ويصبح الدماغ أقل كفاءة، لذلك لا يقتصر الأمر على حصول الدماغ على نسبة أقل من الغلوكوز فحسب، بل إنه أيضاً لا يستخدم الوقود بشكل جيد.
وبالتالي، من المحتمل أن تكون التغييرات الشبكية ناتجة عن إعادة تنظيم الدماغ لنفسه، ليعمل كما يمكنه مع تضاؤل الموارد وتقادم الأعضاء.
ولفتو إلى أنه يمكن للنظام الغذائي السليم والتمارين الرياضية المنتظمة ونمط الحياة الصحي أن يبقي العقل في حالة عمل جيدة ويوقف تغييرات الشبكات أحياناً في سن الشيخوخة.
وأكدوا أنه خلال السنوات الأولى من الحياة، يكون هناك تنظيم سريع لشبكات الدماغ الوظيفية، ثم يتم تحسين الشبكات الوظيفية حتى نحو العقد الثالث والرابع من العمر.