قم بمشاركة المقال
أوضح المدرب الوظيفي بريان كريلي أنه عندما يريد صاحب العمل أن يُحبط أحد موظفيه، ولا يترك له خيارا سوى مغادرة الوظيفة؛ فإنه يبدأ في طرده بهدوء وبطء، عبر خطوات خفية تستهدف وقف تطور حياته المهنية.
وهي الخطوات التي قد تؤدي في المقابل، إلى رد فعل من الموظف، يُسمى "المغادرة الصامتة"، حيث يواصل العمل على قدر متطلبات الوظيفة، دون أي زيادة.
اقرأ أيضاً
في الوقت الذي كثر فيه الحديث حول مصطلحي "الطرد الهادئ"، الذي يتعلق بسلوك المدير، عندما يعتبر طرد أحد الموظفين أمرا مفروغا منه؛ و"المغادرة الصامتة"، الذي يتعلق بسلوك الموظف، عندما يضع حدودا لمدى استعداده للاستمرار في العمل، والمهام التي يمكنه القيام بها.
يشير عالم النفس والأكاديمي الأميركي بول سبيكتور، إلى 3 شروط أساسية، لا بد من توافرها في أي بيئة عمل؛ ويؤدي غيابها أو غياب أي منها، إلى تقويض مشاركة الموظفين، وافتقارهم للتحفيز؛ ومن ثَم الدخول في دوامة متبادلة بين "الطرد الهادئ"، و"المغادرة الصامتة". وهذه الشروط هي:
اقرأ أيضاً
المكافأة: حيث من الصعب أن يُقدم الموظف أداء كاملا، إذا لم يتلقَّ ما يستحق من مكافآت على جهوده؛ سواء كانت هذه المكافآت مادية، كراتب قابل للزيادة وترقيات مُستحَقة؛ أو معنوية، مثل تلقيه ثناء وتشجيعا من مديريه، وهو حافز قوي له في العمل.
التقدير: حيث يحتاج الموظف إلى معرفة أنه مرئي ومسموع، وأن ما يفعله مُهم، وأن الإدارة تعترف بجهوده.
اقرأ أيضاً
الدعم: فعندما يكون العمل صعبا ومُرهقا، يحتاج الموظف إلى دعم من مديريه للمساعدة في إنجازه.
أيهما يسبق الآخر؟
اختلف الخبراء في تحديد أي من الأمرين يسبق الآخر، الطرد أم المغادرة؟ فأحيانا "يمكن أن يتسبب الطرد الهادئ في المغادرة الصامتة، لشعور الموظف أن المسؤولين في العمل لا يتمسكون به"؛ كما ذكرت خبيرة التوظيف، بوني ديلبر، لموقع "هاف بوست" (Huffpost).
اقرأ أيضاً
وتضيف أن "المشكلة تبدأ من المدير؛ عندما يتوقف عن التعامل مع الموظف، ولا يستثمر فيه، أو يُطوره، أو يُخصص وقتا لدعمه؛ حتى يبدأ الأخير في الانسحاب، بعد تلقي إشارات مفادها أنه ليس له مستقبل في هذه الشركة، وأن عليه البحث عن عمل آخر".
وتعتبر ديلبر أن "المهمة الأولى للمديرين في أي عمل، هي التأكد من أن أعضاء فريقهم سعداء وناجحون؛ وإزالة العقبات والحواجز من طريق نموهم المهني"؛ ومن ثَم فإن "أي مكان لا يكون المديرون فيه قادرين على تحقيق ذلك، ليس بيئة عمل يمكن التقدم فيها".
بينما يرى جوريك إن جي، المستشار الوظيفي أنه "أحيانا، يكون الأمر متعلقا بأداء الموظف؛ عندما يكرر مديره إبداء الملاحظات، من دون أن يجد الاستجابة التي يتوقعها، مما يجعله يلجأ إلى الطرد الهادئ".
فيما يلي 5 إشارات شائعة تدل على بدء الطرد الهادئ -الطويل المدى نسبيا- من الوظيفة؛ وفقا للخبراء:
تكليف آخرين بالمهام بدلا منك
يقول إن جي، "عندما يعهد مديرك بالمشاريع المفضلة إلى زملاء آخرين بدلا منك؛ حتى بعد أن تكون تلقيت وعدا بأنه سوف يكلفك بها. فكأنه يقول لك (أنا لا أثق بك، ما يجعلني أعطي الأعمال المهمة لمن يقوم بها بشكل جيد)".
التهرب من الحديث معك
من أقوى المؤشرات على طردك بهدوء، عندما تشعر أن مديرك يتجنب الحديث معك، أو يحاول أن يبدو مشغولا، ويشيح بوجهه عنك، ويضعك في موقف محرج للغاية؛ كما يقول جوريك إن جي. وهو ما أكدته بوني ديلبر في منشور لها على "لينكد إن"، قائلة "إن تأجيل اجتماعات الموظف أو إلغاءها، علامة شائعة على الطرد الهادئ".
تحول خطط تحسين الأداء إلى فخ لدفعك للخارج
رغم أن خطط تحسين الأداء -"بي آي بي" (PIP)- توضع لتحديد المشكلات التي تحتاج إلى حلول، ثم لقائمة بالأهداف، وجدول زمني لتحقيقها؛ وتمثل فرصة للموظفين للتطور، فإنها قد تتحول إلى أداة في يد مديرك من أجل طردك بهدوء، من خلال تكليفك بخطة تعجيزية وغير قابلة للتنفيذ في الواقع، ثم اتهامك بعدم تطبيقها بشكل صحيح وفي التوقيت المناسب.
إذا كانت عناصر الخطة غير قابلة للتحقيق في الإطار الزمني المحدد، أو إذا كان رئيسك لا يقدم لك دعما لكي تنجح فيها، فهي رسالة مُفادها "نريدك أن تستقيل".
لا علاوات ولا مكافآت ولا ترقيات
عندما يتجاهل رئيسك حقوقك الأساسية، ويتجاوزك في الترقيات باستمرار، على الرغم من أنك تعمل بجد مثل أقرانك؛ ولا يقدم تفسيرا لسبب حصول زملائك على علاوات ومكافآت، دون أن تحصل أنت على شيء؛ فهو يطردك بهدوء.
القبول بالنقل أو المغادرة
هناك دليل آخر على أنك تُطرَد من عملك بهدوء، وهو عندما يُخبرك رئيسك، دون تدخل منك، إذا أردت الاحتفاظ بوظيفتك، فسيتعين عليها الانتقال إلى بلد أو مدينة أخرى؛ وأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك الاستمرار في الوظيفة من خلالها؛ فالرسالة هي "القبول أو المغادرة".