قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

مختلف عن كل التطبيقات الرائجة.. الإعلان عن تطبيق يحمل اسم غريب ويهدد عرش تيك توك وانستجرام

مختلف عن كل التطبيقات الرائجة.. الإعلان عن تطبيق يحمل اسم غريب ويهدد عرش تيك توك وانستجرام
نشر: verified icon سما أحمد 19 أكتوبر 2022 الساعة 11:20 مساءاً

تصدر تطبيق BeReal  المرتبة الاولى وحقق نجاحًا كبيرًا في العديد من البلدان حول العالم وذلك بسبب مميزاته الغير مسبوقة.

«كن حقيقيا» (BeReal)! وكأنه نداء استغاثة تُطلقه خوارزميات الشبكة العنكبوتية علّه يخترق آذان مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ومدمنيها، لكن تلك العبارة هي في الواقع اسم تطبيق جديد يطمح لأن يكون عكس كل المنصات الرائجة.

 

تأسس تطبيق «BeReal» - وترجمتُها الحرفية «كن حقيقياً» - في نهاية عام 2019 في باريس، على أيدي رائدَي أعمال فرنسيَّين. تزامن ذلك مع بدء انتشار جائحة «كورونا»، والتزام الناس منازلهم، حيث انشغلوا بمنصات كانت رائجة أصلاً، مثل «إنستجرام» و«تيك توك» و«نتفليكس»، إضافةً إلى منصات أبصرت النور على هامش الجائحة، مثل «كلوب هاوس».

كان على تطبيق «BeReal» أن ينتظر أكثر من سنتَين، حتى يخترق زحمة المنصات ويتصدّر المرتبة الأولى على متجر «أبل ستور» للتطبيقات الإلكترونية، بين يوليو وسبتمبر 2022.

تأسس تطبيق «BeReal» - وترجمتُها الحرفية «كن حقيقياً» - في نهاية عام 2019 في باريس، على أيدي رائدَي أعمال فرنسيَّين. تزامن ذلك مع بدء انتشار جائحة «كورونا»، والتزام الناس منازلهم، حيث انشغلوا بمنصات كانت رائجة أصلاً، مثل «إنستجرام» و«تيك توك» و«نتفليكس»، إضافةً إلى منصات أبصرت النور على هامش الجائحة، مثل «كلوب هاوس».

كان على تطبيق «BeReal» أن ينتظر أكثر من سنتَين، حتى يخترق زحمة المنصات ويتصدّر المرتبة الأولى على متجر «أبل ستور» للتطبيقات الإلكترونية، بين يوليو وسبتمبر 2022.

ما هو «BeReal»؟

بمجرّد تحميل التطبيق، يصبح المستخدم جزءاً من مجتمع «BeReal» الضيّق إلى حدٍّ ما، فهو لا يجمعه مبدئياً سوى بأصدقائه المقرّبين، وكأنه يستبدل جلسة حميمة بينهم بلقاء سريع عبر الهاتف الذكي.

تنص قواعد اللعبة على تلقّي إشعار مرةً واحدة كل يوم، يرسله التطبيق في اللحظة ذاتها إلى كل متابعيه، ويدعوهم من خلاله إلى التقاط صورة «سيلفي» لأنفسهم، فيما تتكفّل العدسة بالتقاط صورة ثانية لما هو أمامهم مباشرةً. يجب أن يحصل ذلك في دقيقتَين لا أكثر. لا وقت أمام المستخدم - إذاً - كي يرتّب هندامه، أو كي يختار الديكور المحيط به.

الأهم من ذلك كله، أن «BeReal» خالٍ تماماً من خاصية «الفلتر»، أو تعديل الصور. وهنا يكمن لبّ الفكرة: اظهرْ على حقيقتك، عفوياً كما أنت، متخففاً من كل ما يجمّلك أو يُلبسك أقنعة.

يأتي الإشعار في أي لحظة من اليوم: «حان الوقت لتكون حقيقياً. لديك دقيقتان لتلتقط صورة وترى ما يفعله أصدقاؤك». قد تباغت الرسالة المستخدم في وقت لا يتوقعه من الصباح الباكر، أو في ساعات متقدّمة من الليل. أما الذي لا يلتقط الصورة وينشرها خلال الدقيقتين المتاحتَين، فباستطاعته أن يفعل ذلك لاحقاً، إلا أن أصدقاءه المتابعين يتلقّون رسالة بأنه لم يلتزم بالتوقيت المفروض.

تعيش الصورة يوماً، إلى أن يصل إشعارٌ آخر في اليوم التالي ليمحوها، وتُعاد الكرّة من جديد. تبدو العملية سهلة وبسيطة، إلا أنها تنطوي على أهداف واضحة ومهمة؛ إذ تخترق «BeReal» المشهديّة الافتراضية، في توقيت يغرق فيه روّاد صفحات التواصل الاجتماعي وسط أمواجٍ عاتية من التصنّع، واللهاث خلف الأرقام والمشاهدات والانتشار.

لا ينصّب التطبيق نفسه منافساً لأي منصةٍ أخرى، غير أن شعبيته المتصاعدة توحي بأن الناس ملّوا من الزيف الطاغي على عالم شبكات التواصل. العفوية والطبيعة هما السيف الذي يواجه به «BeReal» ملايين «الفلاتر» التي تجعل كل وجه يبدو أجمل، لكنه سيفٌ ذو حدّين: فهل الجميع جاهز للتخلّي عن أساليب الجمال المزيّف التي توفّرها منصات كـ«إنستجرام» و«تيك توك» مثلاً؟ وإذا كان جزء من المتابعين جريئاً بما يكفي للظهور على حقيقته، ومن دون «روتوش» للعينين أو للبشرة أو للخصر، فهل المشاهير و«المؤثرون» مستعدون لفعل ذلك، وبوتيرة يومية؟

كانت المنصة واقعية وصريحة منذ البداية؛ إذ أوضحت للمتابعين أنها ليست المكان الذي يحوّلهم إلى مشاهير أو مؤثرين، لكنّ رسالتها المدافِعة عن الصدق والبساطة لم تقتصر على الشكل، بل تعدّته إلى يوميات الناس الخالية من كل بهرجة ومثالية. تطرق أبوابهم في أوقات غير متوقّعة، وهي على الأغلب أوقات يقومون فيها بأمور اعتيادية كالدرس، أو مشاهدة التلفزيون، أو غسل الصحون... لا مكان للمثاليات هنا، ولا للابتسامات المزيّفة، ولا للحظات الفرح المصطنع. تختصر دقيقتا «BeReal» معظم ساعات النهار، فالحياة على هذه المنصة تشبه الواقع. هي ليست عبارة عن رحلات استجمام، وسهرات صاخبة، وفيديوهات استعراضية، وموائد عامرة، كما هي الحال في غالبية «القصص» التي يرويها «إنستجرام».

انعكس الملل من المثاليات الزائفة إقبالاً على «BeReal»، لا سيّما من قِبل جيل الألفية الثالثة (Gen Z) الذي عثر فيها على عنصر الانتماء. مع العلم أن التطبيق ليس المكان المثالي؛ فهو، كما سواه، يحفّز على التلصص افتراضياً على حياة الآخرين، لكنه على الأقل لا يقوم بذلك 24 ساعة في اليوم، بل لدقائق معدودة. ومن ثم، فهو لا يشكّل مضيعة للوقت.

تعيش الصورة يوماً، إلى أن يصل إشعارٌ آخر في اليوم التالي ليمحوها، وتُعاد الكرّة من جديد. تبدو العملية سهلة وبسيطة، إلا أنها تنطوي على أهداف واضحة ومهمة؛ إذ تخترق «BeReal» المشهديّة الافتراضية، في توقيت يغرق فيه روّاد صفحات التواصل الاجتماعي وسط أمواجٍ عاتية من التصنّع، واللهاث خلف الأرقام والمشاهدات والانتشار.

لا ينصّب التطبيق نفسه منافساً لأي منصةٍ أخرى، غير أن شعبيته المتصاعدة توحي بأن الناس ملّوا من الزيف الطاغي على عالم شبكات التواصل. العفوية والطبيعة هما السيف الذي يواجه به «BeReal» ملايين «الفلاتر» التي تجعل كل وجه يبدو أجمل، لكنه سيفٌ ذو حدّين: فهل الجميع جاهز للتخلّي عن أساليب الجمال المزيّف التي توفّرها منصات كـ«إنستجرام» و«تيك توك» مثلاً؟ وإذا كان جزء من المتابعين جريئاً بما يكفي للظهور على حقيقته، ومن دون «روتوش» للعينين أو للبشرة أو للخصر، فهل المشاهير و«المؤثرون» مستعدون لفعل ذلك، وبوتيرة يومية؟

كانت المنصة واقعية وصريحة منذ البداية؛ إذ أوضحت للمتابعين أنها ليست المكان الذي يحوّلهم إلى مشاهير أو مؤثرين، لكنّ رسالتها المدافِعة عن الصدق والبساطة لم تقتصر على الشكل، بل تعدّته إلى يوميات الناس الخالية من كل بهرجة ومثالية. تطرق أبوابهم في أوقات غير متوقّعة، وهي على الأغلب أوقات يقومون فيها بأمور اعتيادية كالدرس، أو مشاهدة التلفزيون، أو غسل الصحون... لا مكان للمثاليات هنا، ولا للابتسامات المزيّفة، ولا للحظات الفرح المصطنع. تختصر دقيقتا «BeReal» معظم ساعات النهار، فالحياة على هذه المنصة تشبه الواقع.

هي ليست عبارة عن رحلات استجمام، وسهرات صاخبة، وفيديوهات استعراضية، وموائد عامرة، كما هي الحال في غالبية «القصص» التي يرويها «إنستجرام».

انعكس الملل من المثاليات الزائفة إقبالاً على «BeReal»، لا سيّما من قِبل جيل الألفية الثالثة (Gen Z) الذي عثر فيها على عنصر الانتماء. مع العلم أن التطبيق ليس المكان المثالي؛ فهو، كما سواه، يحفّز على التلصص افتراضياً على حياة الآخرين، لكنه على الأقل لا يقوم بذلك 24 ساعة في اليوم، بل لدقائق معدودة. ومن ثم، فهو لا يشكّل مضيعة للوقت.

تطبيق قابل للاستمرارية؟

حسب الأرقام المتداولة، جرى تحميل تطبيق «BeReal» أكثر من 53 مليون مرة حول العالم حتى اللحظة. وحدَهما شهرا سبتمبر وأكتوبر راكَما 25 مليون تحميل. لا اشتراكات مطلوبة، ولا إعلانات تُزعج المستخدمين، كما يحصل أخيراً على المنصات الأخرى.

يكتفي القيّمون على «BeReal» بالتمويل والاستثمارات التي بلغت 30 مليون دولار كمرحلة أولى، وسط توقّعات بأن ترتفع قيمة المنصة إلى 600 مليون إذا استمرّ النموّ على هذا المنوال، غير أن النموّ وتحدّي الاستمرارية دونهما عقبات تبدأ بجذب مزيد من المتابعين، ولا تنتهي بإدخال تحديثات إلى التطبيق قد تجرفه إلى حيث لا يريد على مستوى الفكرة والهدف.

حتى الآن، يصرّ مؤسِّسا «BeReal» ومديرو المنصة، على عدم اتّخاذ أي خطوة قد تكلّفهم خسائر فادحة، كما حصل مع «فيسبوك» و«سناب شات». يحافظون على فريقٍ صغير (نحو 130 موظفاً) يركّز كل اهتمامه على تطوير المنتَج. في المقابل، يحثّهم المستثمرون على إدخال تحديثات وخاصيات جديدة تحول دون مصيرٍ مشابه لمصير «كلوب هاوس» الذي لم يعمّر.

من الصعب إطلاق توقّعات حول استمرارية التطبيق، لكن رقم المستخدمين النشطين يشكّل مؤشراً مثيراً للريبة. هم 10 ملايين من أصل 53 مليوناً، أي أقل من خُمس العدد الإجماليّ... إلا أن ذلك لم يحُل دون تَنبّه كلٍ من تيك توك وإنستغرام إلى الثورة التي أحدثَها BeReal، فها إنّ المنصتين تختبران خاصياتٍ مشابهة لما يقدّم. تسعيان إلى محتوىً أكثر حقيقيةً، بعد سنواتٍ طال خلالها "حُكم الفلتر".

مزايا لا تتوفر في تطبيق BeReal

هناك مزايا أخرى مهمة غير متوفرة في التطبيق، وأهمها أن تطبيق BeReal لا يمنحك أي إمكانية لتعديل الصورة وتصفيتها، ما عليك سوى استخدام صورة جهازك ورفع الصور كما هي دون إجراء أي تغيير قبل النشر أو حتى بعده، وإن كنت تبدو بحال مزرية في إحدى الأيام، فذلك سوء حظ عليك أن تتقبله وتبقى على طبيعتك دون إخفائه.

عن تطبيق BeReal

يتوفر BeReal، المملوك لرائد الأعمال الفرنسي Alexis Barrett، لنظامي iOS و Android ولديه أكثر من 300000 مستخدم شهريًا، تم الإبلاغ عنه في مايو الماضي.

سيجد أي شخص يفتح حسابًا ويتصفحه تلقائيًا الصور الملتقطة على سبيل المثال صورة لفتاة مستلقية على الأريكة تقرأ كتابًا، أو مجموعة من المراهقين يأخذون استراحة بين الدروس. لا شيء في هذا التطبيق خيالي أو مزيف. لا يوجد سوى صور حقيقية على هذا التطبيق تكشف حقيقة حياة الناس.

سما أحمد

سما أحمد

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد