قم بمشاركة المقال
باحثون من جامعة ويست مينيستر البريطانية، مشروعاً يدعى "آروم آتوم"، يهدف لإعادة تركيب الروائح الموجودة في الفضاء.
ويمكن للباحثين أن يقدموا افتراضات عن الروائح الموجودة في الفضاء أو في أي مكان من مجرتنا، طالما أن المواد الكيميائية المؤلفة لها موجودة على الأرض.
اقرأ أيضاً
ولا يستطيع رواد الفضاء أن يجربوا شم رائحة الفضاء لأن أنوفهم لن تعمل في الخواء، فضلا عن عدم قدرتهم على خلع خوذاتهم.
ولكن عددا من رواد الفضاء ذكروا أنهم استطاعوا شم الفضاء بشكل غير مباشر بعد خروجهم من السفينة والمشي خارجا.
اقرأ أيضاً
وقال رائد الفضاء دونالد بيتيت من الوكالة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) إنه شم رائحة شبيهة بأبخرة اللحام، في حين ذكر رائد الفضاء تيم بيك من الوكالة الفضائية الأوروبية أنه شم رائحة شواء صيفي في بريطانيا.
وأشارت باحثة الدكتوراه مارينا بارسنلا، قائدة الفريق البحثي، إلى أن الذرات الموجودة في الجدول الدوري على الأرض، هي ذاتها الذرات التي تشكل النجوم والكواكب والمذنبات وجميع الأجسام المادية في الكون.
اقرأ أيضاً
وتُدعى دراسة التفاعل بين هذه الذرات ضمن بيئة فضائية، لإنتاج مركبات معروفة وأخرى مجهولة، بالكيمياء الفضائية.
وقالت بارسنلا: "عند دراستي لكيمياء الكواكب الشمسية؛ مثل المريخ ونبتون وغيرها، كنت أتساءل عن رائحتها، ومن هنا استوحيت فكرة المشروع"؛ وفقا لموقع إنترستنغ إنجنيرينغ.
اقرأ أيضاً
واعتمد الباحثون على تجارب رواد الفضاء في مهمات "أبولو" التي ذهبت إلى القمر، ومهمات محطة الفضاء الدولية.
وشبه رواد فضاء تجربة الشم الفضائية بأشياء مختلفة؛ مثل اللحم أو المطاط المحروق، واستخدم الباحثون البيانات المتوفرة لوصف تلك الروائح، وصناعة عطور فضائية.
وأطلق الباحثون اسم "سبيس" على رائحة تتطابق مع تجربة بيتيت في شم رائحة معدنية حلوة عند فتح القفل الهوائي للسماح لرواد الفضاء بالمشي خارج السفينة، ويشير اسمها إلى الرحلة الكاملة حول الأرض.
وأعلن الباحثون عن 4 أنواع من الروائح الفضائية حتى الآن، في حين أعاد الباحثون تركيب 24 رائحة.
وقالت بارسنلا: "أنشأنا رحلة من الروائح، تنطلق من الأرض إلى مركز مجرة درب التبانة، مرورا بالقمر والمريخ والكواكب الأخرى، ومنها رائحة المشتري المفضلة عندي لتعقيدها المشابه لتعقيد الكوكب".
وبخصوص الروائح على الكواكب الأخرى فمهما استنشقت من روائح على الأرض فمن المؤكد أن رائحتها أفضل بكثير من الخيارات المتاحة على بعض الكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي، هذا ما يعتقده العلماء بحسب مقال نشره موقع الأكاديمية الأسترالية للعلوم.
ويذهب المقال إلى أن الغاز المحيط بالمريخ يتكون أساسا من الحديد والمغنيسيوم والكبريت والأحماض وثاني أكسيد الكربون، ولا يستطيع البشر التنفس على المريخ، وهو أمر جيد لأن رائحته نتنة، فاستنادا إلى تركيبة الكوكب والجو المحيط به استنتج الباحثون أن رائحة الجو على المريخ تشبه رائحة البيض الفاسد.
أما كوكب المشتري -هذا الكوكب العملاق مع هالة الغازات الحائمة حوله- فرائحته تختلف باختلاف الطبقة التي ستستنشقها.
فالطبقات الأخف رائحتها تشبه رائحة غاز الأمونيا (منتجات التنظيف والبول)، أما رائحة الطبقات الأعمق قليلا فتشبه رائحة الأمونيا والبيض الفاسد معا، وعندما تسافر (نظريا) إلى الطبقات الأثقل ستستنشق كبريتيد الهيدروجين (البيض المتعفن) ثم سيانيد الهيدروجين الذي تشبه رائحته اللوز المر أو معجون اللوز.
وتتكون الطبقات الخارجية لكوكب أورانوس في الأغلب من الهيدروجين والهيليوم، والتي هي عديمة الرائحة إلى حد كبير، كما تحتوي على نحو 2% من الميثان، وهو ذو رائحة نتنة، ولكن ليس بما يكفي للتأثير على رائحة الكوكب الكلية.
ومع ذلك، إذا سافرت إلى داخل الكوكب فستجد غازات أخرى، مثل كبريتيد الهيدروجين والأمونيا والميثان وثاني أكسيد الكربون قبل الوصول إلى بحر معدني من الأمونيا السائلة والمياه والميثان، وبوجود مثل هذه المركبات الموجودة في أعماق الكوكب فإن الروائح لا يمكن تمييزها مع الاكتفاء بالقول إنها ليست لطيفة.
أما جارنا القريب فينوس فتنبعث منه رائحة ثاني أكسيد الكبريت (رائحة بيض فاسد).
وبما أنه لم يزر أي إنسان أيا من هذه الكواكب مباشرة فلا يمكن معرفة آلية الشم في الفضاء، ولمعرفة نوع الغازات يستخدم الباحثون مجموعة من الأساليب، بما في ذلك دراسة تركيبها الكيميائي واستخدام تقنيات مثل التحليل الطيفي، والتي تكشف عن الأطوال الموجية الفردية للضوء المنبعثة من الغاز.
فالهيدروجين والأكسجين والميثان والنيتروجين وغيرها لديها بصماتها الفريدة التي ينبعث منها ضوء بطول معين، لذلك يمكن للباحثين أن يطابقوا هذه الأطوال بما يقابلها من غاز، مما يمكنهم من معرفة نوع الغاز وكميته على الكوكب.