قم بمشاركة المقال
لأول مرة في التاريخ استجاب روبوت فني لطلب من مجلس اللوردات البريطاني يوم الجمعة 14 أكتوبر 2022 بحسب ما نشرته صحيفة بريطانية.
قبل تعطل الروبوت أمام الحضور، تحدثت الروبوت النسائي، المسماة "آي-دا"، إلى لجنة الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية البريطانية ضمن تحقيق في مستقبل الصناعات الإبداعية، وانضمت إلى نقاش حول كيفية تشكيل التكنولوجيا قطاع الفن، أو ربما عرقلته.
اقرأ أيضاً
كانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ بريطانيا التي يدلي فيها روبوت شبيه بالإنسان بإفادته في الغرفة العليا بالبرلمان البريطاني، حيث يجتمع اللوردات والبارونات غير المنتخبين لتحليل السياسات الحكومية.
قال آيدان ميلر، مخترع الروبوت والمتخصص في الفن الحديث والمعاصر، قبل الجلسة: "حقيقة أنَّ الروبوت آي-دا تقدم إفادة في إحدى هذه الجلسات أمر مذهل للغاية".
اقرأ أيضاً
تشتهر "آي-دا"، التي وُصِفَت بأنها "أول فنان روبوت بشري فائق الواقعية في العالم"، على نطاق واسع بإنشاء صور شخصية وقصائد باستخدام ذراع آلية وكاميرات في عينيها وخوارزميات الذكاء الاصطناعي. وأخبرت مجلس اللوردات أنَّ خصائصها الفريدة تسمح لها بإنشاء "صور جذابة بصرياً"، وهو بلا شك مصدر فخر لمبتكرها.
قالت "آي-دا" للجنة في لندن، الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول: "أنا مبنية من برامج وخوارزميات حاسوبية وأعتمد عليها"، وهي تحرك رأسها ببطء من جانب إلى آخر وتومض أحياناً. وأضافت: "على الرغم من أنني لست على قيد الحياة، لا يزال بإمكاني إنشاء أعمال فنية".
اقرأ أيضاً
اعترفت "آي-دا" بأنها ليست لديها أية فكرة إلى أين يتجه العالم، لكنها أخبرت أعضاء اللجنة أنَّ التكنولوجيا تشكل معاً "تهديداً وفرصة" للإبداع.
وبدا الحاضرون مفتونين، لكنهم قالوا مازحين إنهم خائفون، خاصة عندما سكتت الروبوت وحدقت بهدوء إلى الأرض، بعد سؤال من البارونة لين فيذرستون، من حزب الديمقراطيين الليبراليين.
اقرأ أيضاً
قال مبتكرها ميلر للبارونة لين مازحاً: "لقد أرسلتها لتنام!"، ثم تحرك خطوات قليلة لالتقاط زوج من النظارات الشمسية لوضعها فوق عيني "آي-دا".
وقال ميلر للحضور في الغرفة: "معذرة. هل يمكنني إعادة ضبطها؟ هل هذا مقبول؟".
اعتقلت بمصر
وسبق أن أقدمت السلطات المصرية على احتجاز أول "فنانة روبوت" في العالم أثناء زيارتها القاهرة لافتتاح معرضها الفني، وذلك بسبب ما قالت إنها مخاوف لدى الجهات الأمنية من أن "آي دا" جزء من مؤامرة تجسس أوسع ضد مصر، وذلك في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
صحيفة الغارديان البريطانية أكدت أن "آي دا" أول فنان روبوت واقعي في العالم، قد احتجزتها الجمارك المصرية قبل 10 أيام، قبل أن تتدخل جهات دبلوماسية أدت للإفراج عنها، الأربعاء، استعداداً لمعرضها الفني المفترض انطلاقه، الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول، في الهرم الأكبر بالجيزة.
أشارت الصحيفة إلى أن سبب الاحتجاز هو "قضايا أمنية" تشمل مخاوف من أن الفنانة الروبوت تشكل جزءاً من مؤامرة تجسس أوسع ضد مصر.
أشار إيدان ميلر، صاحب الفكرة والمتخصص في الفن الحديث، إلى أن السفير البريطاني عمل طوال الليل والنهار لإطلاق سراح "آي دا"، فيما قالت السفارة البريطانية في القاهرة في وقت لاحق إنها "مسرورة" لحل القضية.
من اللافت أن المعرض الفني الذي تشارك فيه الفنانة الروبوت تقدمه شركة الاستشارات Art D'Égypte بالشراكة مع وزارات الخارجية والسياحة والآثار المصرية.
حيث سيعرض المعرض أعمال كبار الفنانين المصريين والعالميين، من بينهم ستيفن كوكس ولورينزو كوين ومعتز نصر وألكسندر بونوماريف.
آلية عمل الروبوت “آيدا”
وقال “آيدن ميللر” مصمم روبوت “آيدا”، إن المشروع نابع من ملاحظة العلماء لمدى انخراط البشر بالتكنولوجيا وكيف سرع كورونا من ذلك، وهو الأمر الذي كان له العديد من المزايا والسلبيات، واضحًا أن الروبوت “آيدا” هي قناة ممتازة لطرح أسئلة عن بعض الجوانب التي نرتبط فيها بالتكنولوجيا لاعتقادنا أنها لا تخدم جميعها الإنسان حدمة كافية.
وأوضح “ميللر”، أن الذكاء الاصطناعي وصناعة الآلة هي أدوات قوية يمكن أن يزداد الاعتماد عليها بسرعة كبيرة، ويمكنها ترك أثر كبير، مشيرًا إلى أن الروبوت “آيدا”، كان محط إعجاب الكثير من الناس، كما أنه كان وسيلة لجذب الناس لطرح نقاشات عن هذا النوع من التكنولوجيا وكيف سيبدو عالمنا عند استخدامها بهذه الطريقة.
هذا ويمكن للروبوت، حفظ تفاصيل أي لوحة أو أي جسم أمامها بكاميرتين مثبتتين في مقلتي عينيها، وبفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي تتمكن من رسم لوحاتها على ذراعها الآلية وفق إحداثيات معينة، وتنظر إلى العمل الفني بكاميرا وتترجمه بطريقة مختلفة كل مرة، في طريقة تجمع ما بين تعلم الآلة وطريقة عمل الخوارزميات فيمكن أن ترى الشخص مرتين وترسمه بطريقتين مختلفتين.
ويمكن لها أن ترسم صورا أو جسما متحركا ، لا تقتصر على أجسام ثابتة بل لوحات مفعمة بالحيوية، وتستعد “آيدا”، حاليًا، لافتتاح معرضها الأول الكبير في متحف التصميم بلندن في مايو، كما ستشارك في رسم عدد من اللوحات الشخصية “بورتريه”.