قم بمشاركة المقال
يتمتع الحمض النووي بالعديد من الخصائص التي تجعله اختيارًا مثاليًّا لتخزين المعلومات وليس فقط الشفرة الجينية، لكن ليس بإمكانه بعد أن يحل محل وسائط التخزين الإلكتروني التقليدية مثل الأقراص الصلبة لكن أيصا يستطيع العلماء من خلاله اكتشاف الكثير من الأشياء.
ومع التحسُّن الذي طرأ على أساليب التسلسل، يستخدم الباحثون حاليًّا -في مجالات مثل الهندسة الكيميائية- الحمض النووي كمسجل جزيئي يتيح لهم توليد البيانات بسرعات غير مسبوقة.
اقرأ أيضاً
بهذه الطريقة، يُستخدَم الحمض النووي حاليًّا في كلٍّ من "قراءة" المعلومات و"كتابتها"، وهذا التقدم يمكن أن تترتب عليه آثار كبيرة في تسريع عملية تطوير الأدوية وعلاج الأمراض.
ومؤخراً أصبح بإمكاننا معرفة الطول الذي سيكون عليه أطفالنا في المستقبل عندما يكبرون بشكل أكثر دقة، بفضل تحليل جديد للحمض النووي توصل إليه باحثون.
اقرأ أيضاً
وفي دراسة استندت إلى الحمض النووي لأكثر من 5 ملايين شخص، وأجرتها "جامعة كوينزلاند" الأسترالية فإن "هذا البحث يعتبر أكبر تحليل جيني على الإطلاق لطول الطفل".
ونقلت صحيفة "مترو" البريطانية يوم الجمعة، عن مؤلفي الدراسة قولهم إنها "تسد فجوة كبيرة في فهم كيفية حساب الاختلافات الجينية للاختلافات في الطول".
اقرأ أيضاً
وأضافت الصحيفة أن "أكثر من مليون شخص ممن شملتهم الدراسة هم من أصول غير أوروبية بما فيها أصول أفريقية وشرق آسيوية ولاتينية وجنوب آسيوية".
وقال الدكتور لويك ينجو، من "جامعة كوينزلاند" والمؤلف الأول المشارك في الدراسة: "يتم تحديد 80% من فروق الطول بين الناس من خلال عوامل وراثية".
اقرأ أيضاً
وأضاف ينجو: "وجدنا نحو 12 ألف متغير يفسر 40% من الاختلافات في الطول ما يعني أننا فتحنا الباب لاستخدام الحمض النووي للتنبؤ بالارتفاع بشكل أكثر دقة من أي وقت مضى".
وأوضح أن "أفضل توقع لطول الطفل في الوقت الحاضر يتم عبر استخدام متوسط طول والديه البيولوجيين"، مشيرا إلى أنه "باستخدام هذه البيانات الجينية الجديدة، سيتمكن أطباء الأطفال من الحصول على تقدير أفضل".
وتابع: "سيريح عقول الوالدين إذا كان الأطفال ينمون كما تتوقع جيناتهم، أو سيؤدي إلى مزيد من التحقيقات الطبية ويساعد في التعرف على المشكلات المحتملة في وقت أقرب".
بدورها، قالت الدكتورة إيريني مارولي، المؤلف الأول المشارك للدراسة والمحاضر الأول في علم الأحياء الحسابي في "جامعة كوين ماري" في لندن: "لقد حققنا إنجازًا في دراسة الحمض النووي لأكثر من خمسة ملايين شخص والذي كان يعتبر على نطاق واسع مستحيلًا حتى وقت قريب".
وذكرت مارولي أن "هذه الدراسات الجينومية ثورية وقد تحمل مفتاح حل العديد من التحديات الصحية العالمية... لذا فأنا اقول إن إمكاناتها مثيرة للغاية".
واضافت: "إذا تمكنا من الحصول على صورة واضحة لسمات مثل الطول على مستوى الجينوم، فقد يكون لدينا نموذج أفضل لتشخيص وعلاج الحالات المتأثرة بالجينات مثل أمراض القلب أو الفصام، على سبيل المثال".
وأردفت: "إذا تمكنا من رسم خريطة لأجزاء معينة من الجينوم لصفات معينة، فإن ذلك يفتح الباب أمام العلاجات الشخصية المستهدفة على نطاق واسع والتي يمكن أن تفيد الناس في كل مكان".
ولفتت الى أن "النتائج التي تم التوصل إليها يمكن أن تساعد الأطباء في تحديد الأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الطول المتوقع وراثيًا، والذي قد يساعد بعد ذلك في تشخيص الأمراض الخفية أو الحالات التي قد تعوق نموهم أو تؤثر على صحتهم".
والأحماض النووية هي بوليمراتٌ حيوية (أو جزيئاتٌ حيوية صغيرة) ضروريةٌ لكافة أشكال الحياة المعروفة. يُعتبر مصطلح الحمض النووي شاملًا للحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (DNA) والحمض النووي الريبوزي (RNA)، وهي تتألفُ من نيوكليوتيداتٍ، التي تكون أحاديات القسيمات مكونةً من ثلاث مكوناتٍ: سكر خماسي الكربون، ومجموعة فوسفات، وقاعدة نيتروجينية. إذا كان السكر ريبوزًا فإنَّ المبلمر هو حمض نووي ريبوزي (رنا)، أما إذا كان السكر مشتقًا من الريبوز على هيئة ريبوز منقوص الأكسجين فإنَّ المبلمر الناتج هو حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين (دنا).
تُعتبر الأحماض النووية الجزيء الأكثر أهميةً في جميع الجزيئات الحيوية. تُوجد بكثرةٍ في جميع الكائنات الحية، حيثُ تعمل على إنشاء وتشفير ثم تخزين المعلومات الخاصة بكل خليةٍ حيةٍ لكلٍ كائن حي على وجه الأرض. وبدورها تعملُ على نقل هذه المعلومات والتعبير عنها داخل وخارج نواة الخلية (إلى العمليات الخلوية الداخلية وفي النهاية إلى الجيل التالي لكلٍ كائنٍ حي). تُحتَوى المعلومات المُشفرة وتُنقل عبر تسلسل الحمض النووي، والذي يُوفر ترتيبًا سُلمي للنيوكليوتيدات داخل جزيئات الحمض النووي الريبوزي والحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين.
تُربط سلاسل النيوكليوتيدات لتشكيل السلسلة الرئيسية الحلزونية (نموذجيًا يحتوي واحدًا الحمض النووي الريبوزي على واحدةٍ والحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين على اثنتين)، وتُجمع في سلاسلٍ من أزواجٍ القواعد المُختارة من القواعد النووية الأساسية أو المقبولة الخمسة، وهي: الأدينين، والسايتوسين، والغوانين، والثايمين، واليواسيل. يُوجد الثايمين فقط في الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (دنا) واليواسيل فقط في الحمض النووي الريبوزي (رنا). باستعمال الأحماض الأمينية والعملية المعروفة باسم الاصطناع الحيوي للبروتين، فإنَّ تسلسلًا معينًا في الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (دنا) لهذه الأزواج القاعدية النووية يُتيح تخزين ونقل تعليماتٍ مشفرةٍ مثل الجينات. أما في الحمض النووي الريبوزي (رنا)، فإنَّ تسلسل الأزواج القاعدية يُزودُ لتصنيع بروتيناتٍ جديدةٍ تُحدد الإطارات والأجزاء ومعظم العمليات الكيميائية لجميع أشكال الحياة.