قم بمشاركة المقال
في عالم اليوم، إعطاء الهاتف لابنك يعني أن يفتح نافذة وصول مباشرة مع العالم الخارجي دون علمك، والعالم الخارجي هنا يعني أنه قد يصل لمحتوى إباحي أو عنيف أو مؤثر وكل ذلك سيواجهه بمفرده وغالباً لن يخبرك بما يجد.
وقد وضعت صحيفة واشنطن بوست دليلا للآباء الذين يرغبون في منح أطفالهم هواتف لأول مرة، يشمل أمورا هامة تبدأ من السنّ المناسبة لامتلاك هاتف ذكي وتنتهي بإجراء محادثات صعبة مع الطفل بشأن التنمّر والرسائل الإباحية والمعلومات المضللة.
اقرأ أيضاً
وتتضح من جميع تلك النصائح الحاجة إلى إجراء محادثات مفتوحة ومستمرة مع الأطفال الذين تتطور احتياجاتهم واهتماماتهم وقضاياهم مع تقدمهم في السنّ؛ إذ ينبغي أن يكون الآباء والأمهات منفتحين على إعادة تقييم القواعد والسماح بمزيد من المرونة لمنح الأبناء المهارات التي يحتاجون إليها للتعامل مع المشكلات بأنفسهم وبناء ثقة كافية تجعلهم يعودون إلى الوالدين عند حدوث أي مشكلة لا يستطيعون التغلب عليها.
في أي عمر يمكن أن يحصل الطفل على هاتفه الأول؟
تقول الصحيفة إن ذلك العمر يكون بين 10 و14 عامًا؛ إذ لا يوجد مبرر وجيه لمنح الطفل هاتفا ذكيا قبل تلك السنّ، كما لا يؤدي الانتظار بالضرورة إلى تأخير تعرض الطفل للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضاً
ووفقًا لمركز بيو للأبحاث، فإن 95% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا يمكنهم الوصول إلى الهواتف الذكية، وتوصي المختصة الاجتماعية كاثرين بيرلمان مؤلفة كتاب “فيرست فون” بالبدء من سنّ 10 إلى 12 عامًا، حيث يكون الأطفال أكثر تقبلًا لمراقبة شخص بالغ لاستخدامهم الهواتف.
ما الذي ينبغي أن تفعل قبل إعطاء طفلك الهاتف؟
ينبغي الانتباه إلى اختيار نوع الهاتف، فبلوغ طفلك سن العاشرة واحتياجه إلى الاتصال بالمنزل لا يعني أنه يحتاج إلى هاتف آيفون بقيمة 800 دولار أمريكي، ومن ناحية أخرى فإن إعطاء طالب في المدرسة الثانوية شيئًا مصنوعًا لطفل أصغر قد يحرجه أو يجعل من الصعب عليه القيام بمهام ضرورية.
اقرأ أيضاً
وبالنسبة لجهاز الطفل الأول، فينبغي تحديد التطبيقات المثبتة فيه، خاصةً إذا كان سن الطفل أقل من 13 عامًا، وقد تكون البداية الجيدة هي: التطبيقات الموجودة بالهاتف للرسائل النصية والمكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني والتقويم. لكن اسمح لهم بإضافة لعبتين، وأي تطبيقات تعليمية ومدرسية، وتطبيق للأخبار وربما تطبيق وسائط اجتماعية واحد.
ينبغي إرساء القواعد الأساسية لاستخدام الهاتف والأوقات والأماكن المناسبة لاستخدامه، والعواقب المترتبة على عدم الالتزام، وتدون الكثير من الأسر ذلك كتابيًّا من خلال إعداد “عقد هاتف” أو “خطة إعلامية”.
اقرأ أيضاً
كيف تقوم بإعداد الرقابة الأبوية؟
ستحتاج إلى تحديد ما تريد التحكم فيه: هل تريد تحديد وقت الشاشة؟ هل تريد حظر الوصول إلى تطبيقات أو محتوى معين؟ مراقبة النشاط مثل الرسائل الفردية؟ أم مجرد الحصول على وقت الشاشة وملخصات التطبيق؟
ستستخدم على أجهزة أبل إعدادات (Family Sharing)، وعلى هواتف أندرويد أو أجهزة كرومبوك، ستستخدم تطبيق (Family Link) من غوغل. وغالبًا ما توفر أجهزة توجيه الإنترنت (الراوتر) خيارات الرقابة الأبوية التي يمكنها إيقاف الوصول إلى شبكة الواي فاي في أوقات معينة أو حتى حظر المحتوى. وللأجهزة الصغيرة الخاصة بالأطفال تطبيقاتها الخاصة للرقابة الأبوية.
ويتفق الخبراء على أن الآباء يجب أن يضعوا قيودًا على مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال على هواتفهم. ولكن بدلًا من التركيز على مقدار الوقت المسموح به في اليوم، يوصي الخبراء بالتركيز على إيجاد أوقات وأماكن خالية من الشاشات. على سبيل المثال: لا توجد أجهزة أثناء وجبات الطعام أو مدة ساعة قبل النوم، أو أثناء الرحلات في الهواء الطلق أو زيارات العائلة.
وإذا كنت ترغب في استخدام هاتفك الذكي المدمج وأدوات الرقابة الأبوية للكمبيوتر، فيمكنك تقييد وصولهم الإجمالي إلى الإنترنت إلى عدد محدد من الساعات يوميًّا، غير أن الطريقة الوحيدة للتأكد حقًّا من عدم استخدام الأطفال لهواتفهم في الوقت غير المسموح به هي أخذ الأجهزة منهم.
كما يمكنك التحكم في التطبيقات التي يصلون إليها باستخدام عناصر التحكم المدمجة في نظامي أندرويد أو آيفون، من خلال حظر القدرة على تنزيل التطبيقات من المتجر من دون إذن.
وغالبًا ما تحتوي التطبيقات على ضوابط أبوية مضمنة. فعلى سبيل المثال، يمتلك تيك توك أداة اقتران العائلة (Family pairing tool) للحد مما يمكن أن يفعله المراهق على التطبيق، ولدى غوغل إعدادات لتقييد ما يمكنهم الوصول إليه على يوتيوب.
يمكنك أيضا التفكير في إعداد أجهزة أطفالك حتى تتمكن من رؤية ما يفعلونه عن بُعد أو الاتفاق معهم على البحث في هواتفهم في أي وقت دون إشعار مسبق.
وهناك تطبيقات مثل Bark و Qustodio و Boomerang يمكنها تبسيط تلك العملية من خلال السماح لك بالتحكم في العديد من التطبيقات والأنظمة الأساسية في وقت واحد. ولكن لا ينصح الخبراء بتتبع مواقع أطفالك أو سلوكهم عبر الإنترنت من دون السماح لهم بمعرفة ما يمكنك رؤيته، لأن أي نقص في الثقة قد يعني أنهم لن يأتوا إليك عند حدوث مشاكل حقيقية.
ما الذي ينبغي أن تخبر به أطفالك قبل إعطائهم هواتف؟
اشرح قواعد السلوك على الإنترنت، وكيفية الحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية، وكيف تبدو عمليات الاحتيال وكيفية تجنبها. ويوفر غوغل موردًا جيدا للعائلات يسمى (Be Internet Awesome) يستهدف المستخدمين الأصغر سنًّا.
وبمجرد أن يصبح الأطفال مستعدين لأشياء أكبر مثل وسائل التواصل الاجتماعي، فينبغي التحدث عن المظهر مقابل الواقع، والمسؤولية التي تأتي مع مشاركة الصور أو مقاطع الفيديو عبر الإنترنت.
وغالبًا ما تكون أكبر مخاوف الآباء هي المواد الإباحية والمراسلات الجنسية ومستغلي الأطفال. أولًا، اقبل فكرة أن تجنب المحتوى الجنسي عبر الإنترنت قد يكون شبه مستحيل، فإذا لم يروه على هواتفهم، فقد يجدونه في أماكن أخرى. تحدث معهم عن المواد الإباحية قبل ذلك الحين، وعن مخاطر المحتالين، وواقع الهوية عبر الإنترنت وإرسال الرسائل الجنسية.
متى ينبغي أن تقلق؟
ابحث عن أي تغييرات سلوكية مثل فقدان الاهتمام بالأنشطة التي اعتادوا الاستمتاع بها أو التغييرات الكبيرة في مزاجهم. شاهدهم عندما يحين وقت الابتعاد عن الهاتف، واعرف ما إذا كانوا يكافحون لإبعاده والتفاعل مع الأشخاص من حولهم.
ونظرًا لأن الأطفال يمرون بتغييرات هائلة في جميع جوانب حياتهم في هذه الفئة العمرية، فقد تكون التغييرات السلوكية بسبب أشياء لا علاقة لها بهواتفهم الذكية.
وإضافة لما جاء في النصائح أعلاه، فهنا نصائح أخرى حول كم يجب أن يقضي الطفل وقتاً يستخدم فيه الهاتف المحمول يومياً؟
الإجابة: بالتزامن مع التطور التنولوجي والتحول نحو الإعلام الجديد فقد زاد إقبال جميع أفراد الأسرة على شاشات التلفزيون والهواتف الذكية، وهو ما يكون له تأثير في أعين أفراد الأسرة ولاسيما فئة الأطفال التي زاد استخدامها لهذه الأجهزة لمواصلة التعليم عن بعد، فكيف نحمي أعين أطفالنا من شاشات التلفزيون والهواتف والحواسيب النقالة؟، وما عدد الساعات المسموح بها للأطفال كل وفق عمره؟، وما مخاطر التعرض لهذه الشاشات لفترات طويلة ؟
يجيب عن هذا التساؤل الدكتور ياسر بيازيد، استشاري جراحة الشبكية والجسم الزجاجي - رئيس قسم العيون في مستشفى إن إم سي رويال حيث قال : نتيجة الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية في السنوات الأخيرة، ولاسيّما في فترة الكورونا مع التعليم عن بعد، ازدادت نسبة الأطفال الذين يزورون عيادات العيون بشكل ملحوظ، والذين يشتكون من اضطرابات في العيون أو ضعف في الرؤيا.
وأضاف: ظهرت حديثاً عدة توصيات من جهات ومراكز علمية معتمدة في أوربا وأمريكا تنصح بتقنين استخدام هذه الأجهزة ولاسيّما لدى الأطفال لحماية عيونهم من الأضرار الممكنة ويمكن إجمال هذه التوصيات فيما يلي:
الأطفال دون سن السنتين يمنع استخدامهم للأجهزة الذكية بشكل مطلق
الأطفال من سن سنتين إلى خمس سنوات يسمح لهم باستخدام الأجهزة لمدة ساعة يومياً – كحد أقصى.
الأطفال فوق خمس سنوات يسمح لهم باستخدام الأجهزة لمدة ساعتين يومياً.
وحول الأضرار الناجمة عن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية أوضح أنها تتمثل فيما يلي:
جفاف العيون
إجهاد العيون
ازدياد ضعف النظر لدى الأطفال الذين يعانون قصر النظر (Myopia)
في حال استخدام الإضاءة العالية للأجهزة لفترات طويلة هناك احتمال حدوث ضرر لشبكية العين على المدى البعيد.
بالاضافة لهذه الأضرار هناك مشاكل أخرى غير متعلقة بالعين مثل:
السمنة
اضطرابات النوم
مشاكل الرقبة والظهر
الاكتئاب والقلق
ضعف التركيز
انخفاض درجات الاختبارات المدرسية عند الأطفال