قم بمشاركة المقال
قبضت السلطات التونسية الأربعاء على مشعوذ نجح في الاحتيال على إعلاميين ورؤساء جمعيات وفنانين ورياضيين، بعد أن استقطبهم جميعاً بطرقٍ ملتوية.
وقالت مصادر أمنية مطلعة إن "المشعوذ تم إلقاء القبض عليه في محافظة القصرين إلى جانب آخر يعمل مساعدا له"، لافتا إلى أن سعر الجلسة الواحدة معه يتجاوز الـ 35 دولارا، علما أنهم يتكبدون عناء التنقل من مدن أخرى إلى المحافظة المذكورة".
اقرأ أيضاً
وتابعت المصادر أن "المشعوذ نجح في استمالة العشرات من الشخصيات، بمن في ذلك شخصيات معروفة تترأس جمعيات رياضية، وفنانون وأمنيون".
وفي هذا السياق، قال الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية في القصرين رياض النويوي، اليوم الأربعاء: "إن النيابة العامة قد أذنت بإيداع مشعوذين اثنين بالسجن، أحدهما سيّدة مغربية الجنسية، من أجل شبهات الشّعوذة والسّحر، والطب من دون رخصة، والزواج على خلاف الصيغ القانونية، ومسك واستعمال مدلّس".
اقرأ أيضاً
ولطالما أثارت ظواهر اعتماد المواطنين على الشعوذة في تونس سواء للعلاج أو الزواج أو غيرها جدلا واسعا.
وسبق أن قدر باحثون اجتماعيون في تونس، على غرار أستاذ علم الاجتماع زهير العزوزي، وجود أكثر من 140 ألف مشعوذ في تونس الذين تنتعش وظيفتهم رغم حوادث أثارت جدلا من خلال "عمليات احتيال" يقوم بها هؤلاء.
اقرأ أيضاً
السحر والشعوذة هي لعبة نفسية
يعرّف الباحث في علم ما وراء علم النفس (para-psychologie) كريم الماجري السحر والشعوذة، على أنه لعبة نفسية يعتمدها الدجّالون على مرضى الاكتئاب الباحثين عن أمل ينقذهم، مشيرًا إلى أن الشعوذة هي "البنية التحتية" للساحر، وأن علم النفس يقرّ بوجود ثلاثة أنواع من السحر: سحر المشاعر (الحب، الكراهية..)، وسحر ترفيهي (illusion) وسحر أسود.
اقرأ أيضاً
ويضيف كريم الماجري أن المشعوذ يحلّل الشخص عن طريق الأسئلة المغلقة معتمدًا طريقة شيطانية لمعرفة سبب مجيئه، وعادة ما تكون إما مشاكل مادية أو عقم أو تأخر زواج.. على حد تعبيره.
وعن الأساليب التي يعتمدها أصحاب هذه المهنة يقول محدّثنا: "التأثيرات النفسية الاجتماعية (psychosociale) هي التي تسمح للمشعوذ بأن يؤثر على الشخص الذي أمامه، كما يستعمل الحيلة والتنويم المغناطيسي بأنواعه، وبدهائه وبراهينه المكذوبة يؤثر عاطفيًا على ضحاياه. وعادة ما يعمل بطريقة تشهيرية، وهناك شبكات خفية تعمل لصالحهم وتروج لـ'بركاتهم'"، وفقه.
أما عن الدوافع والأسباب التي تجعل الناس تلتجئ للعرافين، يؤكد محدثنا أن الأمر مرتبط أساسًا بالحالة النفسية للشخص، كبعض حالات الاكتئاب، والسنّ، ونظرة المجتمع، وتأثير العائلة، وفقدان الثقة في النفس والتراكمات.. مضيفًا أن تعامل المشعوذ يختلف عندما يكون زبونه رجلًا.
ويختم الاخصائي النفسي حديثه قائلًا إن "ضعف الإيمان، والفجوة الكبيرة بين الناس والدين هي التي جعلت للناس هذه الهشاشة النفسية التي جعلتهم يلجؤون للمشعوذين".