قم بمشاركة المقال
تختلف أنواع الفوبيا عند الإنسان من نوع لآخر، ويعتبر بعضها منطقي كأن تخاف من المرتفعات أو الحشرات وبعضها يعتبر غريباً كأن تخاف من الدمية أو صوت شيء معين أو من أكلة ما.
والخوف هو شعور يرتبط بالجنس البشري بشكل عام، أحيانًا يكون أسباب الخوف عقلانية مثل الوقوف أمام حيوان مفترس أو الاقتراب من آلة حادة، وأحيانًا أخرى تكون أسباب الخوف غير عقلانية، وإذا لم يستطيع الإنسان السيطرة على مصادر الخوف الغير عقلانية يتحول الأمر إلى «فوبيا».
اقرأ أيضاً
تحكي عنان محسن صاحبة الـ25 عامًا، إنها تعاني من التنمر بسبب الفوبيا، التي تعاني منها وهي الخوف من الريش، بكل أنواعه، وبدأ خوفها عندما كانت في السادسة من عمرها، عندما كان بيتها فيه لوحة مُزينة بريش الطاووس المضئ ليلًا، وكانت عنان تخاف من شكله حتى كبرت وكبر خوفها معها، وأصبحت لا تستطيع لمس أي شئ ملمسه ناعم أو مصنوع من الريش، ظنًا منها أنها قد تُصاب بأزمة قلبية إذا أُجبرت على لمس ريشة.
وتقول سلمى طارق ذات الـ23 عامًا، أنها تعاني من فوبيا الجِبن، بكل أنواعه، حيث لا تستطيع تناولها أو لمس أي نوع من الطعام يحتوي على أي من أنواعها، مشيرةً أنها لا تعرف سبب إصابتها بهذه الفوبيا، وعندما حاولت التخلص من خوفها وقررت لمس قطعمة جبن رومي، تشنج جسدها بالكامل وبكت بشكل هيستري، ولم تهدأ إلا بعد ساعة كاملة.
اقرأ أيضاً
الفوبيا هي الرهاب أو الخوف غير العقلاني في شدته أو ماهيته، ويرتبط بجسم أو فعالية معينة أو حالة معينة، وفي الغالب تُصيب البالغين لأن الأطفال لا يعترفون بالخوف المُفرط لعدم إدراكهم معناه، حيث أثبتت الدراسات أن الاضطرابات الرهابية تكون في أواخر سن المراهقة، أو في أوائل العشرينيات، وأحيانًا تكون البداية مفاجأة، وتبدأ بخوف بسيط ثم تتصاعد شدته حتى يصل الأمر إلى الرُّهاب من أمر معين.
سلمى إبراهيم فتاة في الـ22 من عمرها، وكشفت أنها تعاني من فوبيا العرائس المتحركة أو القطنية، أو أي نوع من أنواع العرائس التي تتخذ أشكالًا مختلفة، كاشفةً إنها تعاني من هذا الخوف منذ طفولتها، ووصل بها الأمر أنها قفزت من الشباك عندما كانت في الـ11 من عمرها، وهي بالدور الثاني وكُسرت قدمها، لأن إحدى صديقاتها كانت تلاحقها وهي في يدها «دب باندا قطني كبير»، مؤكدةً أنها لا تعرف سبب خوفها بهذه الطريقة.
اقرأ أيضاً
والرهاب هو شكل شائع من اضطراب القلق، وله توزيعات غير متجانسة حسب العمر والجنس. وجدت دراسة أمريكية، من قبل المعهد الوطني للصحة العقلية، أن ما بين 8.7 في المئة و 18.1 في المئة من الأميركيين يعانون من الرهاب، مما يجعله المرض العقلي الأكثر شيوعا بين النساء في جميع الفئات العمرية وثاني أكثر الأمراض شيوعا بين الرجال أكبر من 25 سنة. كما أنه بين 4 في المئة و 10 في المئة من جميع الأطفال يعانون من الرهاب لفترة محددة خلال حياتهم، والرهاب الاجتماعي يعاني منه بين واحد في المئة إلى ثلاثة في المئة من الأطفال والمراهقين.
اقرأ أيضاً
وجدت دراسة سويدية أن الإناث لديهن عدد أكبر من الحالات في السنة من الذكور (26.5 في المائة للإناث و 12.4 في المائة للذكور). بين البالغين، 21.2 في المائة من النساء و 10.9 في المائة من الرجال لديهم رهاب واحد محدد، في حين أن العديد من حالات الرهاب تحدث لدى 5.4 في المائة من الإناث و 1.5 في المائة من الذكور). تزيد احتمالية خوف النساء من الحيوانات بمقدار أربعة أضعاف الرجال (12.1 في المئة من النساء و 3.3 في المئة من الرجال) وهو معدل أعلى من جميع أنواع الرهاب الاجتماعي أو الرهاب المحدد أو المعمم. الرهاب الاجتماعي أكثر شيوعا لدي الفتيات أكثر من البنين، في حين أن الرهاب الظرفي يحدث لدى 17.4 في المائة من النساء و 8.5 في المائة من الرجال.
وقالت الدكتورة رنا هاني أخصائي الصحة النفسية، في تصريحات لها، إن الأنواع الغريبة من الفوبيا أثبتت الأبحاث أنها ليس لها سبب بعينه، ولكن لها علاج، حيث يجب أن يتوجه الشخص المُصاب الذي يعاني من نوع مختلف من الفوبيا، إلى طبيب متخصص ليتلقى العلاج السلوكي المعرفي.
وتابعت اخصائية الصحة النفسية، كما يجب أن يتدرب الشخص الذي يعاني من أحد أنواع الفوبيا المختلفة على تهدئة ذاته، ويحصل على تمرينات تنظيم التنفس، ويتعلم مواجهة الشئ الذي يخاف منه وحده من خلال مساعدة أحد الأفراد المتخصصين له، وعلى الأشخاص المُحيطين به يدركوا أن الشخص لا يمزح ويجب ألا يتنمروا عليه لمجرد اختلافه عنهم، مؤكدةً أنه مع الوقت والتمرينات قد يتعافى تمامًا من خوفه.