هل هو أحمر أم رمادي ؟ صورة محيرة لفراولة لن تستطيع تحديد لونها بسهولة

عادة ما يعتمد العقل العمل على الصورة الذهنية السابقة لرسم الصورة عند الحديث عنها أو حتى للتحكم بمجالات النظر والتفكير، لذلك يكون من الصعب أحيانا الخوض في اختبارات فيها حيل في الألوان لأن العقل سيتدخل بغض النظر عما هو أمامك.

فعند الحديث مثلا عن الفراولة فأدمغتنا مباشرة تتخيلها باللون الأحمر، إلا أن صورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي قلبت المفاهيم رأساً على عقب، حيث ظهرت الفاكهة رمادية اللون!

في التفاصيل، انتشرت صورة لقالب حلوى مكسياً بفراولة رمادية اللون، ما فتح باب التعليقات على غرار فستان كان انتشر قبل سنوات وظل لغز لونه مخيماً فيما إذا كان أزرق أم ذهبياً.

ماذا كشف تحليل الألوان؟

وعلى نفس المنوال، انهالت التعليقات، ليتبيّن أن تحليل الألوان يخبر بما لا تخبر به العينان.

فقد أشار التحليل في هذه الصورة إلى أن لون الفراولة رمادي إلا أننا نراه أحمر.

وتعرف هذه الظاهرة باسم "الثبات اللوني"، وتفسّر على أن العقل البشري يقبل استقبال ألوان جسم معين، وتبقى الصورة ثابتة حتى لو تغيرت ظروف الإضاءة.

بالتالي تساعد هذه النظرية في تحديد الأجسام مهما كانت الظروف.

الدماغ يبقى واحداً

يشار إلى أن هذه الصورة كان نشرها عالم النفس الياباني للمرة الأولى "أكيوشي كيتاوكا"، ولم يستخدم فيها اللون الأحمر أبداً بل اللون الأخضر المائل إلى الرمادي، ومع ذلك يرى العقل البشري لون الفراولة أحمر.

في حين أن حقيقة الغرض من الصورة هو إثبات أن وجود الفراولة يعزز تلقائياً رؤية اللون الأحمر في الدماغ بغض النظر عن اللون الحقيقي لها، لكن ماذا لو استبدلنا الفراولة بفاكهة أخرى؟

بالتالي: ستختلف الإجابات والتحليلات ما بين نظرية الثبات اللوني والخداع البصري لتتعدد التحليلات ويبقى العقل واحداً.

الخداع البصرى او الفن البصرى (Optical Art-op.art) هو فن يقوم على الايهام الحرکي وظهر فى النصف الثاني من القرن العشرين على يد مجموعة من الفنانين مثل فيکتور فازاريللى وسوتو وجوزيف آلبير وبريد جت ريللى وغيرهم وکان لکل منهم مذهب خاص فى استخدام الخداع البصري.

فمثلاً:-

فيکتور فازاريللى اعتمد فى استخدامه للخداع البصرى على لونين هم الأبيض والأسود ويعتبر فازاريللى من أهم الفنانين الذين تزعموا الفن البصري والذى يعتبر من أبرز الاتجاهات الفنية الحديثة فى التصوير التى تفرغت من مذهب التجريد الهندسى وذلک بعد الحرب العالمية الثانية واهتم فيکتور فازاريللى على عنصر الحرکة فى التصوير ومنذ عام 1940 کرس فازاريللى جهوده لدراسة النظريات المتعلقة بالإدراک والايحاءات الخاصة بالآلوان.

وأيضاً کان هناک جوزيف آلبير قام بدراسة الفن فى عدة مدارس وکان ختام دراسته فى مدرسة الباوهاوس وکان يعمل مدرساً بها وتميزت أعمال آلبير بالبساطة المتناهية فقد استعمل عدداً محدوداً من الأشکال ذات الصيغ المباشرة.

وأيضاً اهتمت رايللى بدراسة اللون مثل فازاريللى واهتمامها بالتعبير الدرامي والمشاعر عن طريق الألوان حيث کانت تهتم بالتنقيطية فى فنها واهتمامها بسطح اللوحة بما فيها من تدرجات لونية فنية جميلة ولکن لم يکن من اهتمام بريدجيت رايللى الاهتمام بالخلفية بقدر اهتمامها بالاشکال وما أبهر الجميع بفنها هى الحرکة التکاملية والاهتمام بالفراغ والاشکال والألوان مما يحدث الاهتزازات البصرية عن طريق الاهتمام بتوظيف العنصر.

ويقوم الخداع البصري على الايهام الحرکي ولکن هى ليست حرکة حقيقية وانما يقوم على خداع العين عن طريق المعلومات الخاطئة التى تقوم بجمعها العين ومعالجتها وترجمتها عن طريق المخ فإن النتيجة الظاهرة تکون غير مطابقة للواقع وهذه الخدع تقوم على أوهام فسيولوجية.

يامن

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال