بعد اطلاق القمر الصناعي الضخم "بلو والكر 3"  علماء الفلك يحذرون من وقوع هذه الكارثة

زادت عدد الأقمار الاصطناعية الموجودة حول الأرض، وذلك ما جعل الكثير من العلماء يحذرون الجهات المختصة بوضع قواعد لكي لا تسبب كثرتها مخاطر على الأرض 

و القمر الصناعي (بلو والكر 3) المثير للجدل التابع لشركة AST SpaceMobile يدور  حول الأرض ويتواصل مع المحطات الأرضية منذ ما يقرب من شهر، وهو مستقر في المدار الصحيح، ويلتقط صورًا رائعة لكوكب الأرض.

ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، فإن القمر الصناعي (بلو والكر 3) مصمم لتزويد إشارات الهاتف الخلوي 4G من الفضاء، وستكون الخطوة التالية: نشر الهوائي الضخم الذي يبلغ 64 مترًا مربعًا وهذا قد يحدث  بعد أكثر من أسبوع بقليل من الآن.

ويعكس هذا السطح المستوي الذي يدور على إرتفاع 500 كيلومتر فوق الأرض الكثير من ضوء الشمس ، مما قد يجعل القمر الصناعي مرئيًا بشكل كبير للراصدين على الأرض. وقد تكون التوهجات من  القمر الصناعي (بلو والكر 3)  أكثر إشراقًا من كوكب الزهرة ، وسيتفوق على كل شيء في سماء الليل باستثناء القمر.

إن هذا ليس سوى قمر صناعي واحد في الوقت الحالي ، حيث تخطط شركة AST SpaceMobile لإطلاق أكثر من 100 قمر صناعي أكبر تسمى (بلو بيردز) ضعف حجم  القمر الصناعي (بلو والكر 3)، وستظهر اقمار (بلو بيردز) الصناعية أكثر إشراقًا في السماء ومن هنا جاء الجدل.

يشعر علماء الفلك بالقلق من أن هذه الأقمار الصناعية يمكن أن تؤثر على رصد أعماق  السماء بواسطة التلسكوبات الأرضية، واصلا هناك مشكله قائمة بالفعل حيث تقوم أقمار (ستارلينك) الصناعية بالفعل بتقطيع الصور وإفساد عمليات التعريض الضوئي، يمكن أن تكون اقمار (بلو والكر 3) و(بلو بيردز) الصناعية أكثر سطوعًا من 10 إلى 100 مرة وقريبا سوف نعرف ذلك.

وظل المراقبون يتابعون القمر الصناعي (بلو والكر 3)  منذ إطلاقه في 10 سبتمبر الماضي، وحتى الآن لم يكن أكثر سطوعًا من نجم خافت من القدر الثالث ، لكن سطوعه يمكن أن يتغير عندما يصل الهوائي إلى الحجم الكامل، حيث تخطط شركة AST SpaceMobile لاستمرار دراسته في النصف الثاني من شهر أكتوبر الجاري.

عدد الأقمار الاصطناعية الموجودة حول الأرض 

بعد أن أطلق الاتحاد السوفيتي "سبوتنيك"، أول قمر صناعي في العالم عام 1957م، بدأ تدفق الأقمار الصناعية إلى المدار الأرضي المنخفض، مع إطلاق ما بين 10 - 60 قمر صناعي سنويًا حتى عام 2010، وقد ارتفع هذا المعدل منذ ذلك الحين، حيث تم إطلاق أكثر من 1300 قمر صناعي جديد في المدار الأرضي المنخفض في عام 2020، وإطلاق أكثر من 1400 قمر صناعي في عام 2021. 

في المجموع، كان هناك حوالي 7500 قمر صناعي نشط في المدار الأرضي المنخفض بحلول سبتمبر 2021، وفقًا لمؤشر أجسام الفضاء الخارجي التابع للأمم المتحدة.

عدد الأقمار الاصطناعية التي سيتم إطلاقها في المستقبل القريب

ازدحام متوقع في مدار الأرض

سيستمر عدد الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض (وهي منطقة تمتد حتى ارتفاع 2000 كيلومتر من سطح الأرض) في الزيادة بمعدل أسي في العقود القادمة، ذلك لأن الشركات الخاصة تقوم بإنشاء مجموعات ضخمة خاصة بها، كل منها يحتوي على آلاف الأقمار الصناعية الفردية، والتي سيتم استخدامها لتطوير شبكات أسرع عبر الإنترنت وتقديم مجموعة من الخدمات الأخرى، مثل مراقبة تغير المناخ.

وهذا النشاط المتزايد يحدث الآن إلى حد كبير بسبب انخفاض التكاليف، حيث اقترحت شركات: SpaceX و OneWeb و Amazon و StarNet / GW، إجمالي 65000 قمر صناعي عند تضمين جميع مراحل برامج الأقمار الصناعية الخاصة بها، وقد تم اقتراح ما مجموعه أكثر من 100 ألف قمرا صناعيا.

وفي أكتوبر 2021 ، أعلنت رواندا أيضًا عن مجموعتها الضخمة المسماة "Cinnamon" ، والتي يمكن أن تحتوي على أكثر من 320,000 قمر صناعي، ليس من الواضح متى يمكن أن يصبح هذا المشروع حقيقة، لكن الدولة طلبت الإذن لبدء المشروع، وفقًا لتغريدة نشرتها وكالة الفضاء الرواندية.

قد يؤدي هذا إلى تفاقم انتشار الحطام الفضائي، ويتدخل في علم الفلك ومراقبة النجوم، كما يتسبب إطلاق الصواريخ وإعادتها في تلوث الغلاف الجوي، وما زال العلماء يدرسون مدى التأثيرات الأخرى.

سما أحمد

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال