قم بمشاركة المقال
تمكن فريق بحثي دولي من إثبات نظرية «وجود محيط من المياه في المنطقة الانتقالية بباطن الأرض»، وذلك بعد تحليل ماسة من بوتسوانا بإفريقيا، تشكلت على عمق 660 كيلومترا مباشرة عند السطح الفاصل بين المنطقة الانتقالية والغطاء السفلي، حيث يكون «رينغووديت» هو المعدن السائد.
اقرأ أيضاً
والمنطقة الانتقالية، هي الاسم الذي يطلق على الطبقة الحدودية التي تفصل بين الوشاح العلوي للأرض والغطاء السفلي، وتقع على عمق من 410 إلى 660 كيلومترا، ويؤدي الضغط الهائل الذي يصل إلى 23 ألف بار في تلك المنطقة إلى تغيير هيكل الزبرجد الزيتوني المعدني الأخضر، والذي يشكل حوالي 70% من الوشاح العلوي للأرض، وعند الحدود العليا للمنطقة الانتقالية، على عمق حوالي 410 كيلومترات، يتم تحويل الزبرجد إلى معدن يسمى «وادسلايت» أكثر كثافة، وعند مسافة 520 كيلومترا، يتحول بعد ذلك إلى «رينغووديت» أكثر كثافة.
اقرأ أيضاً
والماس من هذه المنطقة نادر جدا، وكشفت التحليلات لقطعة الماس، المنشورة أمس في دورية «نيتشر جيوساينس»، أنها تحتوي على العديد من شوائب «رينغووديت» والتي تظهر نسبة عالية من الماء.
علاوة على ذلك، تمكنت مجموعة البحث التي تضم مشاركين من ألمانيا وإيطاليا وأميركا، من تحديد التركيب الكيميائي لتلك القطعة النادرة، وكانت تقريبا مماثلة تماما لتلك الموجودة في كل جزء من صخور الوشاح الموجودة في البازلت في أي مكان في العالم، وأظهر هذا أن «الماس جاء بالتأكيد من قطعة عادية من وشاح الأرض».
اقرأ أيضاً
ويقول فرانك برينكر من معهد علوم الأرض بجامعة جوته في فرانكفورت، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة «لقد أوضحنا في هذه الدراسة أن المنطقة الانتقالية ليست عبارة عن إسفنجة جافة، ولكنها تحتوي على كميات كبيرة من الماء».
اقرأ أيضاً
ويضيف: «هذا أيضًا يقربنا خطوة واحدة من فكرة جول فيرن (الروائي الرائد بأدب الخيال العلمي، وصاحب رواية رحلة إلى باطن الأرض)» عن وجود محيط داخل الأرض؛ لكن الفرق هو أنه لا يوجد محيط بالمعنى المفهوم، ولكن توجد صخور مائية.
وتم اكتشاف «رينغووديت المائي» لأول مرة في الماس من المنطقة الانتقالية في وقت مبكر من عام 2014، وشارك برينكر في تلك الدراسة أيضا، ومع ذلك، لم يكن من الممكن حينها تحديد التركيب الكيميائي الدقيق لقطعة الماس لأنه كان صغيرا جدا، لذلك ظل من غير الواضح كيف كانت الدراسة الأولى عن الوشاح بشكل عام، حيث يمكن أن يكون المحتوى المائي لهذا الماس ناتجا أيضا عن بيئة كيميائية غريبة.
وعلى النقيض من ذلك، فإن قطعة الماس محل الدراسة الأحدث «1.5 سم» كانت كبيرة بما يكفي للسماح بتحديد التركيب الكيميائي الدقيق، وقد قدم ذلك تأكيدا نهائيا للنتائج الأولية التي خلصت إليها دراسة عام 2014.