قم بمشاركة المقال
يحاول العراق بكل الوسائل استعادة نشاطه الرياضي ليصل مجددا إلى المشاركة في كأس العالم بعد غيابه أكثر من 30 عاما، خاصة أنه يمتلك خبرات وكفاءات رياضية كبيرة وأجيالا من اللاعبين المميزين، كان أكثرها تميزا المنتخب المتوج بكأس آسيا 2007.
ومع قرب انطلاق كأس العالم 2022، يتحدث بعض اللاعبين العراقيين ممن شاركوا في نسخة مونديال 1986، وهي المرة الوحيدة التي وصل فيها منتخب أسود الرافدين إلى كأس العالم؛ عن الفرص الضائعة للمنتخب رغم كل الجهود التي بُذلت لأكثر من 3 عقود مضت.
اقرأ أيضاً
يقول اللاعب العراقي المونديالي السابق شاكر محمود إن المنتخب العراقي في الثمانينيات كان مميزا، ويضم 24 لاعبا في مستوى متقارب، ويتميزون بالأداء والخلق والانضباط العالي.
ويرى محمود أن العراق وبعد تجربة مونديال المكسيك 1986، لم يوفق في 9 تصفيات متتالية، وأرجع ذلك إلى سوء التخطيط رغم تعاقب أجيال مميزة من اللاعبين، وهجرة الكفاءات من المدربين والإداريين، وتراجع الدوري المحلي الممتاز وفشله في إنتاج مواهب للمنتخبات، ورأى أن استمرار الوضع على شكله الحالي سيعقّد فرص العودة لكأس العالم، خاصة في الدورتين المقبلتين على أقل تقدير.
اقرأ أيضاً
وقال شاكر إن الأندية العراقية بحاجة إلى تطوير على المستوى الإداري، والاهتمام بالفئات العمرية، وأضاف أن معالجة نقاط الضعف السابقة ستمنح فرصة أكبر للمنتخب العراقي لتسجيل حضوره في العرس الكروي العالمي، خاصة مع ارتفاع نصيب المنتخبات الآسيوية في البطولة بداية من نسخة 2026.
من جانبه، تحدث لاعب خط الوسط في المنتخب العراقي المشارك في مونديال 1986 كريم محمد علاوي عن أسباب أخرى حالت دون تسجيل العراق مشاركة جديدة في كأس العالم، ومن بينها غياب التخطيط وتغيير المدربين خلال التصفيات، وقلة الملاعب، فضلا عن تقليل عدد الأندية في الدوري المحلي، وغياب الاهتمام بالفئات العمرية في الأندية.
اقرأ أيضاً
ويؤكد علاوي في حديث للجزيرة نت ضرورة إيجاد ملاعب خاصة بالمنتخبات الوطنية، واستغلال فترات التوقف الدولية لمنح المنتخب العراقي فرصة الاحتكاك بمنتخبات قوية.
وأشار علاوي إلى أن رفع مستوى حظوظ المنتخب العراقي في الأعوام المقبلة يمر عبر الاستثمار في المواهب، وتدعيم صفوف المنتخب بلاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية، وقال إن جزءا من نجاح المنتخبات العربية التي وصلت إلى كأس العالم كان بفضل لاعبيها المحترفين في الدوريات الكبرى.
اقرأ أيضاً
من جهة أخرى، يرى رحيم حميد -الذي لعب مهاجما في مونديال 1986 وسبق له العمل مساعد مدرب المنتخب العراقي- أن أحد أهم أسباب عدم وصول العراق إلى كأس العالم مجددا هو استبدال المدربين، وقال إن قرار استبدال المدرب السابق سريتشكو كاتانيتس كان متسرعا، حيث كان على معرفة كاملة بمستوى اللاعبين، لكن الاستعانة بمدرب آخر وقصر فترة الإعداد وغياب اللاعبين المحترفين خلال التحضير قبل المباريات الأولى في التصفيات؛ زعزعت ثقة اللاعبين بأنفسهم وعرضتهم لضغط نفسي عال جدا.
ويقول حميد إن تألق المنتخب العراقي ونجاحه في المناسبات المقبلة يمر عبر فترة إعداد جيدة مع مدرب يمتلك قدرات فنية مميزة، مع تفريغ اللاعبين قبل أي مباراة بـ10 أيام لإعطاء الفرصة للمدرب لمعرفة مستوى اللاعبين بدنيا وفنيا، ومعرفة اللاعبين أسلوب المدرب.
وتحدث رحيم أيضا عن ضرورة فك الضغط الإعلامي عن المنتخب ومؤازرته، وتحدث عن امتلاك العراق مجموعة من اللاعبين الموهوبين، ولكنهم لا يحصلون على وقت كاف للتدريب في ظل ضعف مستوى الدوري المحلي.
ويبقى كأس العالم حلم كل لاعب في العالم، وقد ينجح لاعبو العراق في تحقيق نتيجة أفضل في التصفيات المقبلة وتجاوز كل الصعوبات التي تمر بها الكرة المحلية، وربما تكرار إنجاز جيل 1986 الذي صنع الاستثناء في تاريخ الكرة العراقية.