قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

"اكتشف طريقة سحرية لتقوية ذاكرتك وزيادة قدرتك الذهنية بسهولة، واقضِ نهاية للنسيان!"

"اكتشف طريقة سحرية لتقوية ذاكرتك وزيادة قدرتك الذهنية بسهولة، واقضِ نهاية للنسيان!"
نشر: verified icon هنادي مكرم 03 نوفمبر 2023 الساعة 02:22 مساءاً

تأثير الاسترخاء على تكوين الذاكرة

يشير بحث جديد إلى أنه من الأفضل أن نمتنع قدر الإمكان عن التفكير أثناء فترات الاسترخاء التي تعقب اكتساب مهارة أو معلومات جديدة. وهذا يعني أن نتجنب أي نشاط قد يعرقل عملية تكوين الذكريات، مثل الانشغال بأي مهام، أو مطالعة البريد الإلكتروني، أو تصفح الإنترنت على الهاتف الذكي. حيث يتاح للدماغ الفرصة لاستعادة نشاطه بلا مشتتات.

تأثير الاسترخاء على استرجاع المعلومات

عندما نحاول حفظ نص ما، قد نفترض أن كلما بذلنا مجهوداً ذهنياً أكبر، انطبعت المعلومات في ذاكرتنا. ولكن ربما يكون كل ما تحتاجه لحفظ المعلومات عن ظهر قلب هو أن تخفض الإضاءة وتستمتع بفترة من الاسترخاء والتأمل تتراوح ما بين 10 و15 دقيقة. ستلاحظ أن قدرتك على استرجاع المعلومات بعد الاسترخاء أفضل بمراحل منها في حالة قضاء نفس الفترة في التركيز والتكرار.

فرصة للاستفادة من قدرات كامنة

ومع أن هذا الاكتشاف يمثل فرصة سانحة للطالب الكسول للتهرب من المذاكرة، فإنه في الوقت نفسه قد يخفف من معاناة المصابين بفقدان الذاكرة وبعض الأنواع من الخرف. حيث يقترح طرقاً جديدة للاستفادة من قدرات كامنة، لكنها لم تُكتشف من قبل، للتعلم والتذكر.

تأثير فترات الاسترخاء على تقوية الذاكرة

وكان أول من وثّق أهمية فترات الاسترخاء في تقوية الذاكرة هو عالم النفس الألماني جورج إلياس مولر، وتلميذه ألفونس بيلزكر في عام 1900.

وفي إطار إحدى تجاربهما العديدة عن تثبيت الذكريات، طلبا من المشاركين حفظ قائمة من مقاطع كلمات بلا معنى. وبعد أن أتاحا للمشاركين فترة قصيرة لتعلّمها، حصل نصف المشاركين على القائمة الثانية مباشرة، بينما أخذ النصف الآخر فترة راحة لمدة ست دقائق قبل مواصلة الحفظ.

وبعد ساعة ونصف، اختبرا المجموعتين، ولاحظا أن المشاركين الذين حصلوا على قسط من الراحة تذكروا 50 في المئة من المعلومات في القائمة، بينما لم تتذكر المجموعة الأخرى إلا 28 في المئة فقط من المعلومات.

 

وهذه النتيجة تدل على أن المعلومات الحسية الجديدة تكون أكثر عرضة للفقدان بُعيد عملية تحويلها إلى رموز قابلة للتخزين في الذاكرة، فيما يسمى بعملية الترميز. ولهذا، من السهل أن تشوش عليها المعلومات الأحدث وتتداخل معها.

 

إلا أن هذه النتيجة لم تتردد أصداؤها إلا في مطلع القرن الحالي، من خلال دراسة رائدة أجراها كل من سيرغيو ديلا سالا بجامعة إدنبرة، ونيلسون كوان من جامعة ميسوري.

 

واهتم الفريق باستكشاف مدى تأثير الفترات الفاصلة بين اكتساب المعلومات الجديدة وحفظ القديمة على ذاكرة الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات الدماغ، مثل السكتة الدماغية.

 

واتبع الفريق نفس خطوات الدراسة الأصلية التي أجراها مولر وبيلزيكر، إذ حصل المشاركون على قائمة من 15 كلمة، ثم خاضوا اختبارا بعد عشر دقائق. وفي بعض التجارب، انشغل المشاركون ببعض الاختبارات الإدراكية، وفي تجارب أخرى طُلب منهم الاستلقاء في غرفة مظلمة على أن يتجنبوا الاستسلام للنوم.

تأثير الفترات القصيرة من الراحة على الذاكرة

لقد أثبتت دراسة حديثة أن الفترات القصيرة من الراحة يمكن أن تحسن الذاكرة وتعزز قدرة الاسترجاع لدى الأفراد. وقد فاق تأثير الفترات القصيرة من الاسترخاء أو الانخراط في أنشطة أخرى كل التوقعات.

زيادة في قدرة الاسترجاع

وبالرغم من أن اثنين من المشاركين الذين كانوا يعانون جميعاً من فقدان الذاكرة الحاد لم يظهر عليهما أي تحسن، فإن عدد الكلمات التي تذكرها المشاركون الآخرون زاد ثلاثة أضعاف، من 14 في المئة إلى 49 في المئة، وهذا المعدل يكاد يكون نفس معدل الكلمات التي يتذكرها الأصحاء.

تأثير الراحة على الاستماع والتذكر

كما طُلب من المشاركين الاستماع إلى قصص والإجابة عن الأسئلة بعد ساعة. ولم يتذكر المشاركون الذين لم يأخذوا قسطاً من الراحة إلا سبعة في المئة فقط من الأحداث، بينما تذكر الباقون 79 في المئة من الأحداث، بزيادة قدرها 11 ضعفاً في عدد المعلومات التي تذكروها.

زيادة في قدرة الاسترجاع لدى الأصحاء

ولاحظ الباحثون أيضاً مزايا مشابهة في حالة الأصحاء، وإن كانت أقل وضوحاً، إذ زادت القدرة على استرجاع المعلومات بعد فترة الاسترخاء بنسبة تتراوح بين 10 و30 في المئة في هذه التجربة.

الاسترخاء وتحسين الذاكرة

قادت مايكلا ديوار، من جامعة هيريوت وات بإدنبرة، فريقاً من الباحثين لإجراء العديد من الدراسات المكملة لهذه الدارسة، وتوصلوا إلى نفس النتائج في سياقات مختلفة، إذ لاحظوا في إحدى الدراسات التي أجريت على مشاركين أصحاء أن الفترات القصيرة من الراحة تحسن الذاكرة المكانية، وساعدت المشاركين في تذكر مواقع معالم مختلفة في بيئة الواقع الافتراضي على سبيل المثال.

استرجاع المعلومات والمهارات

والأهم من ذلك، أنهم استطاعوا استرجاع المعلومات والمهارات بعد أسبوع من تعلمها. ويبدو أن هذه الميزة تفيد الكبار والصغار على حد سواء. ولاحظوا أيضاً أن فترات الاسترخاء تحقق مزايا مشابهة للأشخاص الناجين من السكتة الدماغية والمصابين بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة والمعتدلة.

الظروف المثلى للراحة

وفي جميع الحالات، طلب الباحثون من المشاركين الجلوس في غرفة هادئة وخافتة الإضاءة، بلا هواتف محمولة أو أي مشتتات مماثلة.

تجربة الاسترخاء في الفضاء

تعتبر تجربة الاسترخاء في الفضاء واحدة من أهم التجارب التي تجريها وكالة ناسا لفهم تأثير الفضاء على الجسم والعقل. وقد أجريت هذه التجربة مؤخرًا بالتعاون مع شركة ديوار للتكنولوجيا الفضائية.

تأثير الفضاء على الجسم والعقل

تعيش رواد الفضاء في بيئة فريدة تختلف تمامًا عن الأرض، حيث يفتقرون للجاذبية ويعيشون في محيط مغلق لفترات طويلة. وتؤثر هذه الظروف الفريدة على جسمهم وعقلهم.

تجربة الاسترخاء

قام فريق الباحثين بتجربة الاسترخاء في الفضاء على مجموعة من رواد الفضاء. ولم يتم وضع تعليمات محددة لهم بشأن طريقة الاسترخاء، ولكن أغلب المشاركين أفضلوا الاسترخاء عن طريق السباحة في خيالهم.

نتائج التجربة

أظهرت النتائج الأولية للتجربة أن الاسترخاء في الفضاء يمكن أن يكون طريقة فعالة للتخفيف من تأثيرات البيئة الفضائية على الجسم والعقل. وأبدى رواد الفضاء رغبتهم في مواصلة التجربة ودراسة تأثيراتها بشكل أعمق.

استنتاج

تجربة الاسترخاء في الفضاء هي تجربة مهمة لفهم تأثير الفضاء على الجسم والعقل. وقد أظهرت النتائج الأولية أن الاسترخاء يمكن أن يكون طريقة فعالة للتخفيف من تأثيرات البيئة الفضائية. ومن المتوقع أن تستمر ناسا وشركة ديوار في إجراء المزيد من التجارب لفهم هذا التأثير بشكل أعمق وتطوير استراتيجيات لرعاية رواد الفضاء.

هنادي مكرم

هنادي مكرم

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد