قم بمشاركة المقال
اقتصاد غويانا: النمو الاقتصادي الأعلى في العالم
تعتبر جمهورية غويانا، البلد الصغير والفقير، واحدة من أكبر المغريات الاقتصادية في العالم حاليًا. وفقًا لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يحقق اقتصاد البلد النمو الأعلى في العالم في عام 2020، بنسبة نمو تبلغ 86٪. وهذه النسبة تفوق بـ 14 ضعفًا معدل النمو المتوقع للاقتصاد الصيني في العام المقبل.
غويانا وتاريخها الثقافي
تعود جذور غويانا إلى العصور الاستعمارية، حيث كانت تحت الحكم البريطاني حتى استعادت استقلالها في عام 1966. يعتبر البلد الوحيد في أمريكا الجنوبية الذي يتحدث شعبه الإنجليزية، ويرتبط ثقافيًا بمنطقة بحر الكاريبي.
اقرأ أيضاً
اكتشاف الاحتياطات النفطية الضخمة
تم اكتشاف احتياطات نفطية ضخمة في مياه غويانا الإقليمية في عام 2015، وتتولى شركة ExxonMobil الأميركية استغلال هذه الاحتياطات. تقدر الاحتياطات الحالية بأكثر من 5.5 مليار برميل، وتم اكتشاف 12 حقلاً نفطيًا حتى الآن. ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج في الأعوام المقبلة مع مزيد من الاكتشافات.
آفاق اقتصادية واعدة
تعتبر الاكتشافات النفطية في غويانا فرصة كبيرة لتحقيق النمو الاقتصادي وتنمية البلد. من المتوقع أن يؤدي هذا النمو إلى زيادة الاستثمارات وفرص العمل وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين. كما سيساهم القطاع النفطي في تعزيز الاقتصاد المحلي وزيادة الإيرادات الحكومية.
التحديات المستقبلية
على الرغم من الفرص الاقتصادية الواعدة، فإن غويانا تواجه تحديات عديدة في مسارها نحو التنمية المستدامة. يجب على الحكومة التعامل بحذر مع إدارة الموارد النفطية وتحقيق الاستدامة البيئية. كما يجب تعزيز البنية التحتية وتطوير القطاعات الأخرى لتنويع الاقتصاد وتحقيق التنمية الشاملة.
استقطاب الاستثمارات الأجنبية
تعمل حكومة غويانا على جذب الاستثمارات الأجنبية من خلال توفير بيئة استثمارية ملائمة وتسهيلات قانونية وضريبية مجزية. من المتوقع أن تجذب الاكتشافات النفطية والفرص الاقتصادية الواعدة المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، مما سيسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية وتحسين جودة الحياة في البلاد.
اقتصاد غويانا وتوقعات النمو
من المتوقع أن تضخ العائدات من النفط أكثر من 250 مليار دولار في خزينة غويانا، وهي دولة تقع في أمريكا الجنوبية. تعد غويانا واحدة من أصغر الدول في العالم من حيث المساحة وعدد السكان. ومع ذلك، فإنها تستعد لأن تصبح واحدة من أغنى الدول في العالم بفضل اكتشافاتها النفطية الضخمة.
توقعت السفير الأميركي في غويانا أن يرتفع الناتج المحلي للبلاد بنسبة تتراوح بين 300% إلى 1000% بحلول عام 2025. ومن المتوقع أن يصل إنتاج النفط في غويانا إلى 750 ألف برميل يوميًا. وبالتالي، ستصبح غويانا واحدة من أغنى الدول في العالم.
التحديات التي تواجه غويانا
ومع ذلك، تواجه غويانا العديد من التحديات التي تعوق تحقيق تطورها الاقتصادي المتوقع. تعاني البلاد من مشكلة الفساد التي انتشرت فيها منذ فترة طويلة. وتعاني أيضًا من مشكلة ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، ومن نزاعات حدودية مع دولتي سورينام وفنزويلا.
تشهد غويانا أيضًا ارتفاعًا في معدلات الجريمة، حيث تصنف رابعًا بين الدول الأكثر جريمة في العالم. وتعاني البلاد من عزلتها الاقتصادية، حيث لا توجد سوى عدد قليل من السفارات الأجنبية فيها ومطعم عربي واحد فقط.
مجزرة جونستاون
يعتبر حادث مجزرة جونستاون الذي وقع في غويانا في عام 1978 من أكبر الكوارث الجماعية في التاريخ. قام 918 شخصًا بالانتحار الجماعي بتناول السيانيد، بما في ذلك أكثر من 300 طفل. كان المنتحرون أتباعًا لـ "معبد الشعوب" الذي أسسه القس جيم جونز.
تعتبر غويانا وجهة مثيرة للاستثمار والهجرة، وسيكون لديها دور هام في سوق النفط العالمية في المستقبل. ومع ذلك، فإنه من المهم أن تتعامل الحكومة مع التحديات الموجودة وتعمل على تحقيق التنمية المستدامة في البلاد.