قم بمشاركة المقال
فوائد تجنب التفكير خلال فترات الاسترخاء
تشير الأبحاث الجديدة إلى أنه من الأفضل أن نمتنع عن التفكير أثناء فترات الاسترخاء بعد اكتساب مهارة أو معلومات جديدة. يعني ذلك أنه يجب علينا تجنب أي نشاط يمكن أن يعرقل عملية تكوين الذكريات، مثل القيام بمهام أخرى أو قراءة البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت على الهاتف الذكي. يجب أن يتاح للدماغ الفرصة للاستعادة نشاطه دون أي تشتيت.
تحسين تكوين الذكريات
عندما نتعلم شيئًا جديدًا أو نكتسب مهارة جديدة، يقوم الدماغ بتكوين ذكريات جديدة لهذه المعلومات. ومن المهم أن يتمكن الدماغ من تعزيز هذه الذكريات وتثبيتها بشكل جيد لكي نتمكن من استرجاعها في المستقبل. إذا قمنا بالتفكير في أمور أخرى أو قمنا بأنشطة مشتتة أثناء فترات الاسترخاء، فإننا قد نشتت الدماغ ونعرقل عملية تكوين الذكريات. لذلك، يجب أن نمنح الدماغ الوقت الكافي للاستعادة والتركيز على تثبيت المعلومات الجديدة.
اقرأ أيضاً
تعزيز الاسترخاء والتأمل
عندما نمتنع عن التفكير ونترك الدماغ يسترخي ويتركز على الاستعادة، فإننا نعزز حالة الاسترخاء والتأمل. يعتبر التأمل واحدًا من الأساليب المهمة لتقوية الذاكرة وتحسين وظائف الدماغ. عندما نستريح ونتأمل، ينشط الدماغ مناطق معينة تساعد في تعزيز تكوين الذكريات وتحسين قدرتنا على استرجاع المعلومات. لذلك، يجب أن نمنح الدماغ الوقت الكافي للاسترخاء والتأمل بعد اكتساب المعلومات الجديدة.
كيفية تجنب التفكير خلال فترات الاسترخاء
لتجنب التفكير والتشتت أثناء فترات الاسترخاء، يمكن اتباع بعض الإجراءات البسيطة:
1. تحديد وقت مخصص للراحة
يجب أن نحدد وقتًا محددًا للراحة بعد اكتساب المعلومات الجديدة. يمكن أن يكون هذا الوقت بعد الدراسة أو بعد اجتماع عمل مكثف. يجب أن نخصص هذا الوقت للاسترخاء والاستعادة، وعدم القيام بأي أنشطة مشتتة.
2. ممارسة التأمل والاسترخاء
يمكن أن تكون ممارسة التأمل والاسترخاء فعالة في تجنب التفكير وتحسين تكوين الذكريات. يمكن أن تقوم بجلسة قصيرة من التأمل بعد اكتساب المعلومات الجديدة، حيث تركز على التنفس وتهدئة الذهن. يمكن أيضًا ممارسة التأمل اليومي لتعزيز حالة الاسترخاء وتحسين وظائف الدماغ بشكل عام.
3. تجنب الأنشطة المشتتة
عندما تكون في فترة استرخاء، يجب تجنب الأنشطة المشتتة مثل قراءة البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت على الهاتف الذكي. يمكن أن تشتت هذه الأنشطة الدماغ وتعرقل عملية تكوين الذكريات. بدلاً من ذلك، يمكنك الاستماع إلى موسيقى هادئة أو القيام بنشاط مهدئ مثل الرسم أو الكتابة.
4. الاستمتاع بالطبيعة
الخروج في الطبيعة والاستمتاع بالهواء الطلق يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا في تجنب التفكير وتحسين تكوين الذكريات. يمكن أن تساعد الطبيعة في تهدئة العقل وتحسين المزاج، مما يعزز حالة الاسترخاء ويساعد في تثبيت المعلومات الجديدة في الذاكرة.
باتباع هذه الإرشادات ومنح الدماغ الوقت الكافي للاسترخاء والتركيز، يمكننا تعزيز قدرتنا على تكوين الذكريات وتحسين وظائف الدماغ بشكل عام. لذا، دعونا نتجنب التفكير خلال فترات الاسترخاء ونستمتع بالفوائد العديدة للتركيز والتأمل.
استرخاء العقل لتحسين الذاكرة
يعتقد الكثيرون أنه كلما بذلوا مجهودًا ذهنيًا أكبر، ستحفظ المعلومات بشكل أفضل في الذاكرة. ولكن في الحقيقة، يمكن أن يكون الاسترخاء هو المفتاح لتحسين الذاكرة. فقد تبين أن تخفيض الإضاءة والاستمتاع بفترة استرخاء وتأمل تستمر لمدة 10 إلى 15 دقيقة يمكن أن يزيد من قدرتنا على استرجاع المعلومات بشكل كبير. هذا الاكتشاف يمكن أن يكون فرصة للطلاب الكسالى لتجنب المذاكرة، ولكنه في نفس الوقت يمكن أن يخفف معاناة الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة وبعض أنواع الخرف.
اكتشاف أهمية الاسترخاء في تقوية الذاكرة
في عام 1900، قام العالم النفسي الألماني جورج إلياس مولر وتلميذه ألفونس بيلزكر بإجراء تجارب حول تثبيت الذكريات. طلب الباحثان من المشاركين حفظ قائمة من مقاطع الكلمات بدون معنى. وبعد أن أتاحا لهم فترة قصيرة لتعلمها، حصل نصف المشاركين على القائمة الثانية مباشرة، بينما أخذ النصف الآخر فترة راحة لمدة ست دقائق قبل مواصلة الحفظ. وبعد ساعة ونصف، اختبر الباحثان المجموعتين، ولاحظا أن المشاركين الذين حصلوا على فترة راحة تذكروا 50% من المعلومات في القائمة، بينما لم تتذكر المجموعة الأخرى سوى 28% فقط من المعلومات. هذه النتيجة تشير إلى أن المعلومات الحسية الجديدة تكون أكثر عرضة للنسيان بعد تحويلها إلى رموز يمكن تخزينها في الذاكرة، وهذه العملية تسمى الترميز. ولذلك، فإن المعلومات الجديدة يمكن أن تتداخل مع المعلومات الأحدث وتؤثر على تذكرها.
تأثير الفترات الزمنية على الذاكرة
في دراسة أجريت من قبل سيرجيو ديلا سالا من جامعة إدنبرة ونيلسون كوان من جامعة ميسوري، تمت دراسة تأثير الفترات الزمنية بين اكتساب المعلومات الجديدة وتذكر المعلومات القديمة على ذاكرة الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ مثل السكتة الدماغية. وتبين أن الفترات الزمنية القصيرة بين اكتساب المعلومات الجديدة وتذكر المعلومات القديمة يمكن أن تساهم في تحسين الذاكرة وتقويتها. وبالتالي، يمكن للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الذاكرة الاستفادة من هذه الاكتشافات وتطبيقها في حياتهم اليومية.
نفس الدراسة التي أجروها مولر وبيلزيكر، حيث حصل المشاركون على قائمة تحتوي على 15 كلمة، ثم خضعوا لاختبار بعد عشر دقائق. وفي بعض التجارب، تم تشغيل المشاركين في اختبارات إدراكية، بينما في تجارب أخرى طُلب منهم الاستلقاء في غرفة مظلمة دون النوم. تأثير الراحة على الذاكرة والاسترجاع أظهرت دراسة حديثة أن الاستراحة القصيرة يمكن أن تحسن الذاكرة والقدرة على استرجاع المعلومات. وقد توصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد إجراء تجارب على مجموعة من المشاركين. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، حيث تم طلب الاستراحة للمجموعة الأولى بعد تعرضهم لمهمة تتطلب الذاكرة، بينما تم طلب الانخراط في أنشطة أخرى للمجموعة الثانية. وقد فاق تأثير الفترات القصيرة من الاسترخاء أو الانخراط في أنشطة أخرى كل التوقعات. وبالرغم من أن اثنين من المشاركين الذين كانوا يعانون جميعا من فقدان الذاكرة الحاد لم يظهر عليهما أي تحسن، فإن عدد الكلمات التي تذكرها المشاركون الآخرون زاد ثلاثة أضعاف، من 14 في المئة إلى 49 في المئة، وهذا المعدل يكاد يكون نفس معدل الكلمات التي يتذكرها الأصحاء. كما طُلب من المشاركين الاستماع إلى قصص والإجابة عن الأسئلة بعد ساعة ولم يتذكر المشاركون الذين لم يأخذوا قسطا من الراحة إلا سبعة في المئة فقط من الأحداث، بينما تذكر الباقون 79 في المئة من الأحداث، بزيادة قدرها 11 ضعفا في عدد المعلومات التي تذكروها. ولاحظ الباحثون أيضا مزايا مشابهة في حالة الأصحاء، وإن كانت أقل وضوحا، إذ زادت القدرة على استرجاع المعلومات بعد فترة الاسترخاء بنسبة تتراوح بين 10 و30 في المئة في هذه التجربة.
مايكلا ديوار، من جامعة هيريوت وات بإدنبرة، فريقا من الباحثين لإجراء العديد من الدراسات المكملة لهذه الدارسة، وتوصلوا إلى نفس النتائج في سياقات مختلفة، إذ لاحظوا في إحدى الدراسات التي أجريت على مشاركين أصحاء أن الفترات القصيرة من الراحة تحسن الذاكرة المكانية، وساعدت المشاركين في تذكر مواقع معالم مختلفة في بيئة الواقع الافتراضي على سبيل المثال. والأهم من ذلك، أنهم استطاعوا استرجاع المعلومات والمهارات بعد أسبوع من تعلمها. ويبدو أن هذه الميزة تفيد الكبار والصغار على حد سواء. ولاحظوا أيضا أن فترات الاسترخاء تحقق مزايا مشابهة للأشخاص الناجين من السكتة الدماغية والمصابين بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة والمعتدلة. وفي جميع الحالات، طلب الباحثون من المشاركين الجلوس في غرفة هادئة وخافتة الإضاءة، بلا هواتف محمولة أو أي مشتتات مماثلة. تقول ديوار: "لم نضع لهم تعليمات محددة بشأن طريقة الاسترخاء، ولكن أغلب المشاركين، كما يتضح من الاستبيانات في نهاية التجارب، فضلوا أن يسبحوا في خيالهم". ومع ذلك، فإنه ليس من المستحب أيضًا الاستغراق الكامل في أحلام اليقظة، حيث توصلت إحدى الدراسات إلى أن المشاركين الذين طُلب منهم تخيل أحداث من الماضي أو المستقبل أثناء فترة الراحة، ضعفت قدرتهم على استرجاع المعلومات التي اكتسبوها حديثًا. ولذلك، فإنه من الأفضل تجنب بذل أي مجهود ذهني أثناء فترة الراحة.
تأثير الراحة على ترسيخ المعلومات في الذاكرة
من المعروف أن المعلومات الحسية بعد ترميزها تمر بمرحلة تثبيت تترسخ من خلالها في الذاكرة طويلة المدى. وكان العلماء يعتقدون أن هذه العملية تحدث في الغالب أثناء النوم، عندما يزيد الاتصال بين منطقة الحصين بالدماغ - حيث تتكون الذكريات في البداية - وبين قشرة الدماغ، وهذه العملية مسؤولة عن تكوين روابط جديدة بين الخلايا العصبية وتقويتها، وهذه الروابط ضرورية لاسترجاع المعلومات لاحقًا.
فوائد التعلم قبل النوم
قد يعزى تحسن قدرتنا على التعلم قبل النوم مباشرة إلى زيادة النشاط في الدماغ أثناء الليل. ولكن دراسة جديدة أجرتها الباحثة ليلا دافاشي بجامعة نيويورك في عام 2010، توصلت إلى أن النشاط العصبي في الدماغ يزيد أيضًا في فترات الاسترخاء أثناء اليقظة. طُلب من المشاركين في الدراسة حفظ أزواج من الصور، ثم سُمح لهم بالاستلقاء وإطلاق العنان لمخيلتهم لمدة قصيرة. ولاحظت دافاشي زيادة في التواصل بين منطقة الحصين وبعض المناطق من القشرة البصرية أثناء فترة الراحة. وتقول دافاشي إنه كلما زاد الاتصال بين هذه المناطق، زادت القدرة على تذكر المعلومات.
فوائد الراحة للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية
الاضطرابات العصبية تجعل الدماغ أكثر عرضة لنسيان المعلومات بسبب تداخلها مع المعلومات الجديدة. لهذا، فإن الحصول على فترة راحة بعد اكتساب معلومات جديدة يساعد الناجين من السكتة الدماغية ومرضى ألزهايمر تحديدا على استرجاع المعلومات. وقد أثارت هذه النتائج اهتمام الكثير من علماء النفس.
تحسين الصحة العامة والذاكرة
أيدان هورنر بجامعة يورك يرى أن هذه النتائج قد تسهم في إيجاد سبل جديدة لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية. ويرى هورنر أن هذه النتائج قد تكون صعبة التطبيق على المصابين بالخرف الحاد. ومع ذلك، يتفق هورنر وتوماس باغيولي، من جامعة نوتنغهام ترينت بالمملكة المتحدة، على أن أخذ فترات من الراحة بانتظام طوال اليوم بدون أي مشتتات يمكن أن يساعد في ترسيخ المعلومات الجديدة في الذاكرة إلى حد ما.
زيادة الدرجات الدراسية بنسبة 10-30 في المئة
وفقًا للدراسات الحديثة، يمكن لاتخاذ فترات قصيرة من الراحة خلال فترة المراجعة أن تساعد في تعزيز قدرة الطلاب على استرجاع المعلومات. وقد أظهرت هذه الدراسات أن التحسن الذي سجلته يتراوح بين 10 و30 في المئة، مما يعني زيادة في الدرجات للعديد من الطلاب.
أهمية الراحة لاستعادة النشاط العقلي
يشير الباحث هورنر إلى أن أخذ فترات قصيرة من الراحة خلال فترة المراجعة يمكن أن يساعد في تحسين قدرة الاسترجاع لاحقًا. عندما نشحن هواتفنا المحمولة، فإننا ندرك أهمية إعطاء عقولنا فترات راحة لاستعادة نشاطها. وبنفس الطريقة، فإن عقولنا تحتاج أيضًا إلى فترات منتظمة من الراحة لتجديد الطاقة وتحسين قدرتها على استرجاع المعلومات.
استراتيجية فعالة للتحسين الذاكرة والذكاء
تعتبر تجربة حل مشكلة النسيان إلى الأبد وتعزيز قدرات الذاكرة والذكاء بنسبة 1000٪ تجربة فريدة. يمكن للأفراد تحقيق ذلك من خلال اتباع استراتيجية فعالة تشمل أخذ فترات قصيرة من الراحة خلال فترة المراجعة وممارسة تقنيات الذاكرة الفعالة. يمكن أن تساعد هذه الاستراتيجية في تعزيز قدرة الاسترجاع وتحسين الأداء العام في الدراسة.