قم بمشاركة المقال
لقد ساهمت الهواتف الذكية بشكل كبير وفعال في تحسين الطريقة التي نعيش بها وكان لها دور أساسي في تعزيز كفاءتنا الإنتاجية والطريقة التي نتواصل بها مع غيرنا من الأشخاص، خلال العقد الماضي قطعت الهواتف الذكية شوطاً طويلاً وتطورت بشكل لم يسبق له مثيل لدرجة إنها أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية واستطاعت أن تدمج نفسها بداخل جميع المهام والوظائف المهنية والترفيهية في روتين حياتنا العملية ويمكنك القول أن الأمر وصل أحياناً إلى حد الإدمان حيث أصبح هناك العديد من الأشخاص الذين لا يستطيعون الابتعاد عن هواتفهم أكثر من 15 دقيقة فقط.
اقرأ أيضاً
في يومنا الحالي أصبحنا نستخدمها في العمل والترفيه وأصبحت هي الوسيلة الوحيدة الأمثل التي تساعدنا على مواكبة آخر التطورات التي تحدث في العالم من حولنا خلافاً لدورها ووظيفتها الأساسية في سهولة التواصل مع غيرنا من الأشخاص في جميع أنحاء العالم فضلاً عن قدرتها في المساهمة في صناعة المحتوى والتصوير.
كل هذا جميل للغاية ولكن جميع هذه الأمور تفرض بدورها سؤال غاية في الأهمية وهو كيف ستبدو الهواتف الذكية في المستقبل القريب وكيف سيكون شكلها في عام 2030 إذا كنتم تتذكرون معي كيف بدأت "الهواتف المحمولة" في تسعينيات القرن الماضي وكيف أصبحت في القرن الواحد والعشرون فسوف تتأكدون أن هناك فرصة كبيرة واحتمالية في حدوث الكثير من التغييرات الجذرية في مستقبل الهواتف الذكية. في الحقيقة من خلال هذا التقرير نستطيع أن نتخيل معكم كيف ستبدو الهواتف بعد 10 أعوام تقريباً من الآن.
اقرأ أيضاً
ابرز 5 مميزات في الهواتف الذكية بحلول 2030تقنية اتصالات 6G
بعد 3G و 4G و 5G بالتأكيد نحن على أتم الاستعداد للجيل الجديد من تقنية الاتصالات اللاسلكية “6G” وما هي إلا مجرد مسألة وقت قبل أن نصل إليها، من المفترض أن نصل في مرحلة ما إلى شبكات الجيل السادس والتي من المؤكد أن توفر سرعات أعلى وقوة اتصال أفضل من 5G، تماماً مثل 5G ستوفر شبكات الجيل السادس اتصال أق وشبكة خلوية ذات نطاق اتصال عريض وخلال الوقت الحالي هناك عدد قليل من الشركات الرائدة التي تبدي اهتمامها بتقنية اتصالات شبكات الجيل السادس والتي من بينها هواوي وسامسونج ونوكيا وآبل.
اقرأ أيضاً
لكن بجانب تركيز شبكات الجيل السادس على سرعة الاتصال الأعلى إلا أنه من المتوقع أن تضع كامل تركيزها أيضاً على تقنيات الذكاء الاصطناعي لكي يساهم بشكل كبير في تحسين دعم وتصميم وتحسين كيفية عمل الآلات والأجهزة الإلكترونية المختلفة، بالإضافة إلى كل ذلك، من المتوقع أن تركز شبكات الجيل السادس على حماية الخصوصية وتعزيز بروتوكولات الأمان.
اقرأ أيضاً
. الشحن الهوائي
إذا سألتني عن التقنية الوحيدة التي أتمنى أن تكون في هاتفي القادم فسوف أجيبك بأنها تقنية الشحن الهوائي أو الشحن عبر الهواء وهي تقنية شحن مختلفة عن الشحن اللاسلكي، الشحن اللاسلكي لا يزال يفرض عليك استخدام الكابل في بعض الحالات ولكن الشحن الهوائي سيحررنا تماماً من الكابلات وسيجعلنا قادرين على استخدام الهاتف في أي وقت دون أن نكون مقيدين لأنك ستتمكن من شحنه هوائياً وهو بين يديك.
فإذا ما حاولنا مقارنة الشحن الهوائي بالشحن اللاسلكي فسنجد أن الشحن اللاسلكي يجعلنا مُضطرين على وضع الهاتف على الشاحن نفسه وبالتالي لن تكون قادراً على استخدام الهاتف بهذا الشكل، أليس كذلك؟ وبالتالي جميعنا أصبحنا في أمس الحاجة إلى وجود طريقة تتيح لنا القدرة على شحن هواتفها الذكية عبر الهواء دون أن نكون مقيدين بترك الهاتف من أيدينا.
ولكن إذا ما توصلنا إلى تقنية الشحن الهوائي ونجحنا في تطويرها بشكل إيجابي فهذا يعني أنك ستكون قادراً على شحن هاتفك بمجرد دخولك إلى المنزل دون أن تكون مُضطراً على تذكر وضع الهاتف على الشاحن، بالطبع هناك العديد من الأشياء التي ينبغي أن نفكر فيها مثل ضرورة وجود محطة شحن واحتواء الهواتف على مستشعرات معينة تجعله قادر على الاتصال بمحطة الشحن بمجرد الاقتراب منها عند مدى اتصال معين.
. بطاريات تعمل بتقنية النانو
ماذا لو كنت تريد الخروج من المنزل أو مغادرة المكتب ولاحظت في النهاية عند خروجك أن بطارية هاتفك نضبت ولم يعد متبقى بها سوى 5% فقط من نسبة الشحن، بالتأكيد لحظة محبطة ستجعلك مُضطر على تأجيل خروجك حتى تتمكن من شحن الهاتف أو بالطبع يمكنك ترك هاتفك على الشاحن والخروج بدونه.
ولكن هل فكرت يوماً أننا سنكون قادرين على شحن بطارية الهاتف في دقائق أو حتى خلال لحظات قليلة؟ إذا أردنا بالفعل الحصول على بطاريات تدعم الشحن خلال لحظات فيجب أن نتوصل إلى بطاريات النانو وغني عن القول فأصبحنا بالفعل نعمل على هذه البطاريات من أجل الهواتف الذكية، هذه البطاريات ستكون صغيرة جداً من حيث الحجم ولكنها تتسع لنسب عالية جداً من الشحن، على الرغم من إنها تقنية مكلفة للغاية ولكن من المتوقع أن نشهد استخدامها في هواتفنا الذكية خلال وقت قريب.
. التخلص من بطاقات الاتصال SIM
بمجرد التوصل إلى بطاقات eSIM تحررنا من بطاقات SIM منذ وقت طويل ولكن هذه التكنولوجيا ليست متاحة في جميع البلدات وخاصة البلدان العربية، إذا كنت تتساءل عن بطاقات eSIM فهي عبارة عن بطاقة شبكة افتراضية توفرها من أجلك الشركة المزودة لخدمة شبكة الاتصالات الخاصة بك. هذا يعني أنك لن تكون في حاجة لتركيب أي بطاقات مادية داخل الهاتف نظراً لأنها بطاقة افتراضية حيث يسعل تحديثها أو تغييرها وقتما تشاء جنباً إلى جنب مع سهولة الاحتفاظ بأكثر من شبكة واحدة على الهاتف.
بفضل شرائح أو بطاقات eSIM لن نضطر على الذهاب إلى المتجر أو الشركة والانتظار لأسابيع أو لأشهر من أجل استبدال شريحة الخط، بالطبع هناك القليل من الشركات التي تدعم بطاقة eSIM الافتراضية وهي غير متوفرة إلا في الولايات المتحدة ولكن بالرغم من ذلك لا تزال شرائح SIM هي القاعدة الأساسية المستخدمة في جميع الهواتف الذكية وفي جميع البلدان، نتمنى ونأمل أن يتم تعميم بطاقات eSIM في المستقبل في جميع البلدان.
. مزيج يجمع بين تقنية OLED و E-Link
بالطبع وكما تعلمون فإن شاشات OLED هي الأفضل من حيث دقة الألوان ومدى عمق اللون الأسود كما إنها الأفضل من حيث كفاءة الطاقة، هذه التقنية ستستخدم صمامات باعثة للضوء من أجل عرض الألوان على شاشة الهاتف وهي الأحدث والأفضل من أي شاشة LCD وتقدم تجربة رائعة أثناء مشاهدة الأفلام ومقاطع الفيديو عالية الدقة.
ولكن إذا أردنا أن نتحدث عنها بصدق، فهي للأسف ليست الحل الأمثل للقراءة ولذلك نأمل أن يتم استخدام تقنية E-Link التي تحاكي الحبر الورقي في تقنية الشاشات في المستقبل، هذا الحبر الإلكتروني يساعد على توفير تجربة قراءة ممتعة وواضحة وخالية من أي متاعب أو مشاكل من الممكن أن تتسبب إجهاد العين وخاصة أثناء جلسات القراءة الطويلة زمنياً والآن تخيل أن نحصل على شاشة تجمع بين التقنيتين المختلفتين بداخل هاتف واحد، على الرغم من إنها ستكون باهظة الثمن ولكن من المتوقع أن تصبح هي الاتجاه السائد في المستقبل القريب.
الخاتمة تتطور الهواتف الذكية بسرعة كبيرة وقائمة التقنيات والتكنولوجيا التي نتمنى إيجادها في هواتفنا المستقبلية لا حصر لها ولكن في هذا التقرير حاولنا أن نضع تركيزنا على أهم التقنيات المنطقية التي نتوقع قدومها خلال 10 أعوام على أقصى تقدير من الآن ولكن من يعلم ربما تتمكن الهواتف الذكية أن تفوق قدرات تخيلنا وتأتي بتقنيات استثنائية لم نكن نتوقعها على الإطلاق وخلال أقرب وقت ممكن.