قم بمشاركة المقال
توقع الأستاذ المساعد في جامعة برينستون في الولايات المتحدة الأمريكية، أليكس جليزر، أنه في حالة نشوب حرب نووية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، سيموت ما يصل إلى 5 مليارات شخص.
وقال الخبير لصحيفة "نيوزويك": "تبادل الضربات النووية سيكون له عواقب وخيمة"، مشيرًا إلى أن "نحو 90 مليون شخص سيموتون في أول ساعتين".
اقرأ أيضاً
عندها سيواجه المجتمع انهيارًا اقتصاديًا واجتماعيًا، وسيؤدي الشتاء النووي إلى تفاقم الكارثة التي قد تقتل ما يصل إلى 80% من البشرية.
في وقت سابق، صرح الكرملين مرارا وتكرارا بأن روسيا ليس لديها خطط لاستخدام الأسلحة النووية. في الوقت نفسه، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منع اندلاع حرب نووية، حيث لا يمكن أن يكون هناك رابحون فيها.
اقرأ أيضاً
سيناريوهات مروعة
حتى في ظل أصغر سيناريو لحرب نووية، كحرب محلية بين الهند وباكستان مثلاً، سينخفض متوسط إنتاج السعرات الحرارية العالمي بنسبة 7% في غضون 5 سنوات من الصراع.
وفي أكبر سيناريو حرب تم اختباره، كالنزاع النووي الشامل بين الولايات المتحدة وروسيا، سينخفض متوسط إنتاج السعرات الحرارية العالمي بنحو 87% بعد 3 إلى 4 سنوات من القتال.
اقرأ أيضاً
وقال روبوك: "قمنا بمحاكاة الحرب النووية إما باستخدام 100 رأس نووي بين الهند وباكستان أو باستخدام 4400 سلاح نووي بين الولايات المتحدة وروسيا.. وكل النتائج تؤكد حدوث كارثة مروعة".
في حالة استخدام 100 رأس نووي، سيموت بشكل مباشر جراء التفجيرات 27 مليون شخص، فيما سيموت خلال عامين أكثر من 255 مليون شخص بسبب الجوع.
اقرأ أيضاً
يرتفع ذلك العدد حال استخدام 250 رأساً نووياً، إذ سيموت بشكل مباشر 127 مليون شخص، يتبعهم أكثر من ملياري شخص في غضون عامين بسبب الجوع. كما سيموت 164 مليون شخص بشكل مباشر جراء تفجير 500 رأس نووي، يتبعهم أكثر من 2.5 مليار شخص بعد عامين بسبب الجوع.
أما أسوأ السيناريوهات فهو موت 360 مليون شخص بشكل مباشر جراء تفجير 4400 رأس نووي، يتبعهم أكثر من 5 مليارات شخص بسبب الجوع في غضون عامين.
عالم مظلم بلا أمطار
بحسب الدراسة، سيتم ضخ الدخان المتصاعد من الحرائق التي تشعلها الأسلحة النووية التي تستهدف المدن والمناطق الصناعية في الغلاف الجوي العلوي إلى منطقة (الستراتوسفير) ولن تهطل الأمطار للتخلص من ذلك السخام الذي سيستمر لسنوات عديدة وينتشر حول العالم، ويمتص ضوء الشمس ويجعله مظلماً وبارداً وجافاً على سطح الأرض.
وفي حديثه لـ"الشرق" أشار روبوك إلى أن ذلك الأمر سينتج عنه "آثار سلبية قوية على المحاصيل والمحيطات، وحسبنا بالضبط كيف ستتأثر إمدادات الغذاء في كل المناطق من العالم".
الدراسة أشارت إلى أن انخفاض المحاصيل سيكون أكثر حدة في دول خط العرض المتوسط المرتفع، بما في ذلك البلدان المصدرة الرئيسية مثل روسيا والولايات المتحدة، ما قد يؤدي إلى فرض قيود على الصادرات ويسبب اضطرابات شديدة في البلدان التي تعتمد على الاستيراد في إفريقيا والشرق الأوسط.
وخلص الباحثون إلى أن هذه التغييرات ستؤدي إلى اضطراب كارثي في أسواق الغذاء العالمية، فحتى حدوث انخفاض عالمي بنسبة 7% في غلة المحاصيل قد يتجاوز أكبر انخفاض يُسجل على الإطلاق منذ بداية سجلات المراقبة لمنظمة الأغذية والزراعة في عام 1961. وفي ظل أكبر سيناريو للحرب، فإن أكثر من 75% من الكوكب سيتضور جوعاً في غضون عامين.
ونظر الباحثون فيما إذا كان استخدام المحاصيل التي يتم تغذيتها للماشية كغذاء بشري أو تقليل هدر الطعام يمكن أن يُعوض فقدان السعرات الحرارية في أعقاب الحرب مباشرة ليجدوا أن ذلك السيناريو لا يُمكن أن يُعوض الفقد في السعرات.
في عام 2010، أفادت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" أن 51% من السعرات الحرارية المتوفرة عالمياً تأتي من الحبوب، و31% من الخضروات والفواكه والجذور والدرنات والمكسرات و18% من الحيوانات والمنتجات ذات الصلة، كما ساهمت الأسماك في نسبة 7% والصيد البري البحري بنسبة 3% من السعرات.
وتوفر المحاصيل والأسماك التي تمت محاكاتها ما يقرب من نصف هذه السعرات الحرارية و40% من البروتين. وتقول الدراسة إن الآثار المباشرة لنشوب الحرب النووية الكبيرة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية ستشمل انخفاضاً في إنتاج كل السعرات الحرارية بمقدار 87%.