قم بمشاركة المقال
علق الكاتب أسامة يماني، على العرض المسرحي" أفق" داخل مدرسة في بريدة بالقصيم، والذي تضمن مشهداً أثار الجدل عندما قامت الطالبات بخلع العباءة والمشي فوقها وتتبع كرة مضيئة بيد طالب.
العباءة ليست رمزا دينيا
وقال خلال مقال له منشور في صحيفة "عكاظ" بعنوان "العباءة ليست رمزاً"، لا يترك المتنطعون فرصة إلّا ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها، يثيرون عواطف المجتمع الدينية؛ سواء في الداخل أو الخارج. الأمر يتكرر في المجتمعات العربية بهدف تكريس الجهل والتخلُّف وخلط الدين بالأعراف والعادات والتقاليد البعيدة عن الدين. وقد استغل بعض الحركيين مقطعاً من حفل ختام الأنشطة وتكريم المتفوقين في مدرسة بمدينة بريدة لإثارة المجتمع، وذلك بربط العباءة بالدين وجعل العباءة رمزاً دينياً، وهي ليست برمز ديني، ولكنها رمز لعادات قديمة نشأت في عصور قديمة لا علاقة لها بالدين ولا تعاليمه.
اقرأ أيضاً
تاريخ العباءة
وتابع: لقد ذهب بعض من يسعون للفتنة وتأليب المجتمع والقضاء على الإبداع والفنون بالصراخ ورفع عقيرتهم قائلين إنه من «المؤسف أن تخلع العباءة الرمز وتداس بالأرجل في بريدة بلد العلم والعلماء...»، والواقع يثبت جهلاً كبيراً بتأريخ العباءة. لأنها ليست رمزاً دينياً، ويرى خبراء الآثار أنها وجدت في خزانة المرأة منذ نحو 4 آلاف عام؛ أي منذ الحضارات القديمة. «فقد أثبتوا حضورها في بلاد ما بين النهرين؛ حيث كانت النساء يرتدين أزياء بتصاميم طويلة وواسعة تشبه العباءة، وإن كانت حينها لا تحمل الاسم نفسه».
اقرأ أيضاً
الرازقية
وأردف: لقد كان لباس الحرائر من النساء في العصر النبوي يختلف أحياناً عن لباس الإماء، ولباس المترفات وميسورات الحال يختلف عن لباس بقية النساء. ومن الثياب التي لبستها نساء مكة «الرازقية»؛ وهي تصنع «من كتان أو قطن امتازت برقتها ونعومتها ولونها الأبيض الذي قد تخالطه زرقة. ومنها القبطية وهي من الكتان الأبيض رقيقة شفافة لذلك يلبسنها تحت غلالة. وكان عمر بن الخطاب ينهى النساء عن لبس القباطي، ويقول فإنه إن لم يشف فإنه يصف. ولكن القبطية استمرت معروفة في مكة فترة طويلة».
اقرأ أيضاً
الصحوة والعباءة