المشروعات الصغيرة كانت ولا تزال قلب معظم الاقتصادات الحديثة. فهي تساهم في خلق فرص عمل وتقديم منتجات جديدة إلى السوق وتعزيز دخل الأفراد، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن العديد من الجوانب الإيجابية في الكثير من الاقتصادات.
ولكن رغم هذا الدور الاقتصادي الحيوي، تشير الدراسات إلى أن حوالي 50% من المشاريع الجديدة تفشل في البقاء على قيد الحياة بعد أول 5 سنوات، بينما لا يحتفل بالذكرى السنوية العاشرة سوى الثلث. وهذا هو السبب في أن فكرة تأسيس عمل تجاري صغير أصبحت بمثابة اقتراح مخيف بالنسبة لكثيرين.
ضعف الفكرة والهدف
إن المشروع الذي لا يملك هدفًا واضحًا، ولا يعبر بمختلف جوانبه عن جوهر فكرته ورسالته، لن يكتب له النجاح أبدًا.
لكي تتجنب الفشل في المشروع، يجب أن تختار مشروعًا يتناسب مع حاجة المجتمع ويشبع إحدى الحاجات الأساسية لديهم. يجب أن تكون الفكرة مميزة وإبداعية بحيث تبتعد عن المشاريع الصغيرة التقليدية الأخرى. ويجب أن يكون المشروع ذو ميزة تنافسية للغاية سواء من حيث طبيعة الفكرة، طبيعة العمل، وغير ذلك.
إن عدم وجود فكرة مناسبة قد يعني تعرض صاحب المشروع لكثير من الفوضى، لأن الفكرة هي التي تمنح المشروع مسار العمل الذي يجب أن يتبعه.
نقص أو عدم توفر المعلومات الحيوية والضرورية لترجمة الفكرة والطموح إلى مشروع ناجح يكون قادرا على الصمود والنمو. فضلا عن المعلومات التسويقية حول المستهلك المستهدَف و المنافسين من أجل بناء خطة تسويق ناجحة. غالبا ما يكون صاحب المشروع الصغير غير واعي ومدرك لأهمية هذه التفاصيل وقد يتجاهلها ويفتتح مشروعه بناء على الحدس والتخمين والارتجال، ويصبح نجاحه مجرد لعبة حظ.
قلة الخبرة
أحد أهم أسباب فشل المشاريع الصغيرة هي عدم وجود الخبرة الكافية، لكن السؤال الذي يتم طرحه دائمًا، كيف يمكن الحصول على هذه الخبرة؟
في الحقيقة أفضل طريقة لاكتساب الخبرة هي البدء بمشروعك الخاص حتى لو تمتلك تلك الخبرة. فالبدء بالمشروع يعني أنك ستعمل وسط بيئة العمل المناسبة وهي التي ستقدم لك الخبرة، كما أنك ستختبر المشاكل والعوائق بشكل مباشر ولن تكتفي بالكلام النظري الذي يقدمه الأشخاص عادةً.
وكلما بدأت بالعمل على مشروعك بشكل أبكر، كانت النتائج التي ستحققها أفضل. وإن كنت مصرًا على العمل على مشروعك الخاص، فلا تفكر بالعمل لدى الآخرين، أو على الأقل يمكنك أن تعمل كموظف لكسب الحد الأدنى من المال، لكن يجب دائمًا أن تقوم بالعمل ضمن المشاريع لكي تكسب الخبرة اللازمة. إن العمل في المشاريع لا يعني دائمًا النجاح من المرة الأولى، بل على العكس من ذلك، لابد لك من الفشل لتدرك ما هي الأساليب التي تصلح لمشروعك لتقوم بتجنبها في المشاريع اللاحقة.
سوء التوقعات
يعتقد بعض بعض صغار المستثمرين ممن لا يملكون الخبرة ان التكاليف لن تزيد عن حد معين وأنه يمكن تقليلها بطريقة ما ويفاجئون بعد مزاولة النشاط انهم يدفعون اكثر مما يتوقعون ويصبح المستثمر بين امرين اما ان يكمل ويدفع المزيد من الاموال ويشعر بالاحباط او يترك مشروعة ويشعر بخيبة الامل، والحل هنا أن تدرس كل صغيرة وكبيرة وحساب كافة التكاليف ولا تستهون بها مطلقاً.
كذلك عندما يقوم احد المصانع او احد المشروعات الصغيرة بتوقع حجم هائل من المبيعات وينتج الكثير من السلع أو حتى يستوردها ويفاجئ بأن السوق لا يسمح ببيع سلعة في الوقت الحالي أو أن هناك سلعة ما تعوض التي يقدمها بسعر افضل او بكفاءة اعلى مما يعرضه للخسائر الكبيرة، والحل هنا عمل دراسة جيدة للسوق ومعرفة حاجات ورغبات العملاء ودراسة المنافسين ايضاً ولكن بالطرق الشريفة.
عند ظهور بوادر فشل بعض المشاريع، يُصِر أصحابها على الاستمرار و المواصلة، وغالبا ما يكون سبب استمرار المشروع هو التفاؤل بفرصة قادمة، أو بتحسِّن الوضع من دون أن يكون ذلك التفاؤل مرتبطا بحقائق ومعطيات مدروسة أو ظروف سوقية طارئة ستتغير بسرعة حسب معلومات مؤكدة، وهو ما يؤدي إلى استمرار استنزاف موارده المالية وقد ينتهى بتراكم ديون مالية تتطلب بضع سنوات لسدادها.
سوء اختيار فريق العمل
كفريق كرة القدم لن يستطيع المنافسة إذا كان ضعيفاً ولكن اذا كان قوي فإنه سينافس بقوة، ومن هنا وجب عليك اختيار موظفين اكفاء فى كل مجال واهم الشروط ان يعملون فى فريق واحد كرجل واحد.
إن طريقة اختيار فريق العمل سيحدد إذا ما كان سينجح المشروع أم سيفشل. إن توظيف الأصدقاء والأقارب دون مراعاة عامل المهارة و الخبرة في مجال عمل المشروع، يعتبر سببا رئيسيا من اسباب فشل المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ضعف كفاءة الإدارة
من أهم أسباب فشل المشروعات الصغيرة وغيرها وذلك لأن الإدارة هي من تحرك كل شئ لذلك اختر من بامكانه تحريك كل شئ بطريقة صحيحة وذلك بناء على انجازاته السابقة.
تعتبر القيادة من أهم مقومات نجاح المشروعات، وليس القيادة الكلية للمشروع فقط، ولكن أيضا القيادة المسئولة عن أجزاء المشروع المختلفة، فيجب أن يعي كل فرد أهمية دوره، وأن يتم اختيار المديرين بعناية، حتى يكونون المساند والداعم للمشروع، ويعملون معا جميعا من أجل إنجاح المشروع، وإن كنت أنت مدير المشروع، فهناك مجموعة من النصائح لتكون مدير مشروع ناجح.
سعر السلعة
كثير من الاشخاص يضعون اسعار مبالغ بها وتقل المبيعات واشخاص اخرين يضعون أسعار ضئيلة وايضاً تقل المبيعات وذلك لشعور المستهلكين بأن هذه السلع بها شئ معيب او منتهية الصلاحية وغيرها، وعليك فى هذة الحالة ان تضع سياسة للتسعير تضمن لك تحقيق الأرباح وفى نفس الوقت تكون مناسبة للزبائن.
التقليد والاستنساخ
من الأخطاء الأكثر شيوعا، عندما يرى أحدهم بأن غيره نجح في مشروع ما وبالتالي يعتقد أنه سينجح هو كذلك، وكل ما يحتاجه هو تكوين أو البحث عن رأس المال، والبدء مباشرة بالخطوات العملية والتنفيذ. إن معظم المشاريع الصغيرة التي تقوم على التقليد والمحاكاة غالبا ما يكون الفشل مصيرها.
قلة رأس المال وسوء الإدارة المالية
بديهي أن رأس المال القليل يعطي للمشروع فسحة ضيقة للعمل وهو ما قد يقلل فرص نجاحه. لكن ما لا تعلمه الغالبية أن رأس المال الزائد يعطي في الغالب أثرا سيئا. كيف؟ حين يكون راس المال كبيرا، فإن أصحاب المشاريع الصغيرة يميلون إلى إنفاقه يمنة ويسرة ويركزون على الامور الهامشية والمظاهر (المكاتب الفاخرة مثلا) وينشغلون عن الأمور الأساسية والهدف الأول : إنجاح المشروع.
المال هو شريان الحياة لأي عمل أو مشروع تجاري مهما كان صغيرا، في المقابل من الاسباب التي تقتل المشروع في مهده الدخول برأس مال أقل من اللازم لا يمكن صاحبه من مواجهة الظروف أو الموسمية.
المشروع الناجح يتطلب إدارة مالية وفق أسس سليمة. وغالبا ما يخلط أصحاب الأعمال والمشاريع الصغيرة بين مواردهم الشخصية و موارد المشروع، فلا يفصلون بين نفقاتهم الشخصية ومصروفات المشروع.. وهكذا يعتبر سوء الإدارة المالية والمحاسبية من اسباب فشل المشاريع الصغيرة أيضا.
ضعف التسويق
الجانب التسويقي لأي مشروع يكون حاسما في نجاحه، التسويق علم وفن بدأت تظهر أهميته في سوقنا في الآونة الأخيرة، التسويق باختصار يقوم على دراسة رغبات واحتياجات القطاع السوقي الذي نريد أن نخدمه ودراسة الفرص التسويقية مسبقا ثم نقوم بإشباع هذه الحاجات. إهمال الجانب التسويقي أصبح في الوقت الراهن سببا آخر لفشل المشاريع الصغيرة.
يقال أن من أكبر أسباب فشل المشروعات هو عدم معرفة الجمهور للمشروع أو أن هنالك منتج او عدم معرفتهم بك وبمشروعك وهناك مقولة تقول أن كان لديك منتج فخصص 90% من مالك في تسويقية و10% على المنتج فأغلب أصحاب المشروعات يركزون على جودة المنتج وتطويره ليكون افضل منتج على حساب تسويقية وبيعه للزبائن فما فائدة ان يكون لديك افضل منتج او أفضل خدمة إذا لم يسمع بها أحد
التساهل
كثير من المشروعات الصغيرة نجحت فافترض أصحابها أن الوضع سيستمر، فأدى ذلك إلى الجمود و التقاعس والإهمال والغرور أحيانا.. إننا في عصر يتغير فيه السوق وتتغير أذواق المستهلكين بسرعة كبيرة، وقد يظهر منافس قوي يقدم خدمات وأسعارا أفضل والنتيجة في هذه الحالة واضحة.
سوء اختيار الموقع
الموقع يعد مسألة حاسمة بالنسبة للكثير من المشاريع التجارية الصغيرة. لكن أهمية الموقع تعتمد على نوعية النشاط وطبيعة العملاء المستهدفين. والموقع السيئ يمكنه أن يؤدي إلى فشل النشاط التجاري، في المقابل، بإمكان الموقع الجيد أن يعطي المشروع ميزة إضافية على المنافسين.
إذا كان مقر المشروع يقع في مكان خفي وغير مريح يصعب الوصول إليه فلا يهم مدى استثنائية المنتج أو الخدمة التي تقدمها، لأنك تفتقر إلى ميزة خطيرة وهي الظهور.
هناك بعض العوامل التي يمكنك أخذها في الاعتبار أثناء بحثك عن الموقع المنشود: 1- حركة المرور وإمكانية الوصول بالسيارة وركنها وإضاءة الشارع. 2 – موقع المنافسين. 3- حالة وسلامة المبنى. 4- طبيعة المحيط الجغرافي. 5 – توافر الأمن.
إذا كان النشاط التجاري يتضمن أنشطة توزيع، فمسألة الموقع تصبح أمرا حيويًا، أما إذا كان نشاط الشركة أو المشروع يتركز على الإنترنت، فقد لا يلعب الموقع هذا الدور المهيمن.
سوء التخطيط
من المهم جدًا أن تدرك المشاريع الصغيرة طبيعة ما ينتظرها على الطريق الذي تعتزم سلكه، حتى تتمكن الإدارة من التخطيط وتنفيذ الأفكار التي من شأنها أن تسمح للمشروع بأن يزدهر ويتجاوز العقبات المحتملة.
فشلت الكثير من المشاريع بسبب غياب التخطيط، ولذلك من المهم جدًا أن يتم وضع خطة عمل للمشروع قبل أن يتواجد فعليًا على الأرض، وليس بالضرورة أن تكون أفضل خطة في العالم أو مكونة من 40 صفحة مفصلة، ولكن يجب على الأقل أن توضح الخطة الجوانب الرئيسية للسوق وطبيعة المنافسة.
خطة العمل المكتوبة بعناية تجبر الشركة على التفكير في المستقبل وفي التحديات التي ستواجهها، كما تدفعها للنظر في مدى ملاءمة خططها الحالية للتسويق والإدارة وكفاءة الموارد المالية للطبيعة المستقبلية للسوق والمنافسين.
غياب التخطيط يؤدي أيضًا إلى غرق الشركة في الانشغال بحاضرها، ويحجب رؤيتها للمستقبل، وعادة ما يؤدي هذا القصور في القدرة على الاستشراف في عدم استمرار المشروع لفترة طويلة، بعد أن تفاجئه مشاكل كان من الممكن تجنبها إذا تم التخطيط جيدًا من البداية.
كانت هذه أسباب فشل المشاريع الصغيرة المنتشرة، ستساعدك معرفتها على تجنب الوقوع في الأخطاء الشائعة التي قد تبدو في الظاهر بسيطة. لذلك يجب أن تهتم بكل تفاصيل عملك ومشروعك صغيرها وكبيرها.. وليكن الاستمرار في التعلم و الإصرار والعمل المثابر هو سلاحك لتذليل كل العقبات وتجاوز جميع التحديات مهما كانت صعبة.
اخر تحديث:
07 سبتمبر 2022
الساعة
09:00
صباحاً
صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.