كلما ساءت الأخبار في العالم وتعقدت، من الأفضل لك أن تتجاهلها ولا تفكر فيها، لأن هذا سيفيدك من نواح عديدة خاصة إذا كنت تفكر في الاستثمار.
وفي مقاله، الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (he New York imes) الأميركية، سلّط الكاتب جيف سومر الضوء على أهم النصائح التي قدمها ريتشارد اتش ثالر، الكاتب المتخصص في الاقتصاد والحائز على جائزة نوبل، بشأن كيفية الاستثمار على المدى الطويل حتى في خضم الاضطرابات التي تهز العالم.
ويرى الكاتب أن تجاهل أهمية الغزو الروسي لأوكرانيا حاليًا وتجاهل معاناة الأوكرانيين لمجرد أن الحقائق على الأرض مقلقة للغاية، ليس أمرًا جيدًا بل بالعكس ينصح بمساعدة الضحايا قدر الإمكان مع أخذ مسافة من الأخبار لتجنب عواقبها علينا.
وبحسب ثالر فيمكننا متابعة الأخبار بالطبع والتفاعل معها، لكن لا يجب أن ندعها تؤثر في قراراتنا الاستثمارية، لذلك يجب التزام الهدوء واتباع خطة الاستثمار الأولية، وإذا لم تكن لديك خطة جيدة، فعليك إنشاء واحدة دون التأثر بالوضع.
ويقول ثالر: "الشيء الذي أراه هو أننا نعلم أن أي تحركات مفاجئة من قبل المستثمرين الأفراد لن تكون بالتأكيد على صواب أكثر من كونها خاطئة، كما أن أي خطوة من قبل المستثمرين قد تكون مخطئة أكثر من كونها ناجحة، لأن غريزتنا هي البيع عندما تنخفض الأسواق والشراء عندما ترتفع، والشراء بسعر مرتفع والبيع بسعر منخفض ليست مجرد إستراتيجية جيدة".
وذكر الكاتب أن الدخول إلى الأسواق المالية والخروج منها يعتمد بالأساس على "توقيت السوق"، كما تقول المصطلحات، ومن المستحيل القيام بهذه الخطوة بشكل جيد باستمرار وعلى مدى فترات طويلة، وفقًا لما أظهره الكثير من الأبحاث الأكاديمية.
ونقل عن البروفيسور ثالر قوله إنه عليك فقط الالتزام بخطتك والتمسك بها وعدم الاعتقاد بأنك عبقري ويمكنك التغلب على السوق، لأنه ربما لا يمكنك ذلك.
وأشار الكاتب إلى بعض الأساسيات لتشكيل خطة جيدة:
ابدأ بصندوق طوارئ
أولًا: خصص ما يكفي من المال لتلبية نداءات الطوارئ، فبحسب البروفيسور ثالر فإن مجرد القيام بتخزين بعض الأموال في حساب جارٍ أو حساب توفير أو شراء سندات التضخم، يُعد خطوة مثالية لهذا الغرض لأنها آمنة للغاية وفي حالات الطوارئ الحقيقية، يمكنك تصفيتها.
قم بالتنويع باستخدام صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة
عندما تكون مستعدًّا حقًّا للاستثمار، استخدم أموال المؤشرات منخفضة التكلفة باعتبارها مقتنياتك الأساسية، فيما قال البروفيسور ثالر إن معظم الناس يجب أن يخططوا للاستثمار لعقود، حتى لو كنت على وشك التقاعد، فالناس في الستينيات من العمر لديهم سنوات عديدة من متوسط العمر المتوقع.
وأشار الكاتب إلى أن الأسواق أصبحت عالمية الآن على الرغم من الحروب والصراعات التجارية، لذا فإن الاحتفاظ بصناديق الأسهم والسندات العالمية هو أفضل نهج على الأرجح.
توزيع الأصول والمخاطر التي يمكنك التعامل معها
الخطوة التالية هي معرفة مقدار ما يمكن الاحتفاظ به في الأسهم ومقدار السندات، حيث لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع، ولكن كما يقول أقدم مثل استثماري، فإنه لا توجد عائدات دون مخاطر، وتاريخيًّا، عائدات الأسهم أكثر من عوائد السندات على وجه التحديد لأن هناك مخاطر أكبر في امتلاكها.
ويلفت الكاتب إلى أن العوائد التاريخية لا تقدم أي ضمان للمستقبل، لكنها قد تكون بمثابة دليل، حيث تعتبر منشورات مجموعة "فانغارد" (Vanguard) غنية بالمعلومات، حيث تغطي 9 محافظ من سندات الأوراق المالية على أساس صناديق المؤشرات الأميركية من عام 1926 إلى عام 2020.
فعلى سبيل المثال، كان أسوأ عام بالنسبة لمؤشر البورصة هو عام 1931 حيث خسر 43.1% وكان الأفضل عام 1982 عندما ارتفع بنسبة 54.2%، وكان أسوأ عام بالنسبة لمحفظة السندات الخالصة هو عام 1969، عندما هبطت بنسبة 8.1%، كان الأفضل أيضًا عام 1982، بمكاسب بلغت 45.5%.
ويختتم الكاتب بالقول إذا كان التراجع الحالي بالأسهم يؤثر على حياتك بالفعل، فقد تحتفظ بمخزون كبير جدًّا، لكن حاول ألا تدع الأخبار تصل إليك. ولا يجب أن تبيع فقط عندما تكون قلقًا وتشتري فقط عندما يرتفع السوق، فهذه ليست خطة بل هي مشكلة.
اخر تحديث:
07 سبتمبر 2022
الساعة
09:00
صباحاً
صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.