تسعى العديد من البلدات والقرى الإيطالية المهجورة منذ مدة، إلى إعادة إحياء مجتمعاتها، من خلال تقديم صفقات عقارية بأسعار منخفضة، خلال السنوات القليلة الماضية.
وبالطبع، يملك كل شارٍ رؤية مختلفة لمشروع تحديث منزله الجديد.
ويُفضّل بعض الأشخاص إبقاء الأمور بسيطة قدر الإمكان، مع التركيز على جعل المنزل صالحًا للعيش مجددًا، والحفاظ على تكاليفه المنخفضة.
وهناك أيضًا من قرر أن يبذل قصارى جهده لتحسينه.
يعد الثنائي الأمريكي، مسعود أحمدي وشيلي سبنسر، أول من أكمل تجديد منزل مهجور في مدينة سامبوكا دي سيشيليا الإيطالية.
وكان أحمدي وسبنسر مهتمين فعليًا بشراء عقار في إيطاليا، وكانا يفكران بالبحث في منطقة صقلية عندما اطلعا على المخطط على موقع CNN، عام 2019.
وقالت سبنسر لـCNN: "كان حبًا من النظرة الأولى.. سامبوكا نظيفة للغاية، وتتميّز بأرصفة حجرية قديمة تذكرنا بتلك الموجودة في جورجتاون، أحد أحياء واشنطن العاصمة، وتضفي إنارة الشوارع ليلًا أجواءً رومانسية جدًا".
أنفق أحمدي وسبنسر، اللذان يعملان في مشاريع التنمية العالمية، حوالي 250 ألف دولار لتحويل العقار المهدّم إلى منزل فخم.
ويقول الثنائي إنه يبدو "وكأنه منزل من عصر النهضة".
ويسعى الثنائي إلى العيش بين الولايات المتحدة وإيطاليا، حيث يقضيان حوالي نصف العام في منزل من غرفتي نوم مع ابنتهما وأحفادهم.
ويتميز المنزل الذي تم تجديده بحمامات رخامية جميلة، ومصعد داخلي يستخدمه الزوجان للتنقل بين مستوياته الثلاثة.
ولكن، ما السبب الذي دفعهم إلى تضمين مصعد، وكاميرا أمنية، وهاتف في العقار؟
أوضحت سبنسر: "نريد أن نتقدم في السن هنا، ونمارس اليوغا كل يوم، ونحتسي القهوة على الشرفة المطلّة على البحيرة الضبابية".
وتابعت: "اعتقدنا أنه سيكون من الرائع الشعور بالراحة قدر الإمكان، وعدم الاضطرار إلى صعود ونزول أربعة سلالم مرات عدة في اليوم".
وفي حين يبدو ربع مليون دولار مبلغًا كبيرًا كي ينفق على مشروع كهذا، إلا أنه أقل من المبلغ الذي كانوا سينفقونه على أي شيء مماثل في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن المصعد الداخلي ليس إضافة أساسية للمنازل في هذه المدينة الصغيرة، وقد أثار تصميمه الداخلي الساحر ضجة كبيرة لدى السكان المحليين.
ويقول الزوجان إنهما تلقيا زيارات من العديد من السكان، كي يروا كيف تحوّل هذا المنزل عن قرب.
ويتألف المنزل أيضًا من منطقة استرخاء، وجناح خاص بالضيوف، وغرفة نوم رئيسية، وغرفة معيشة، مع مطبخ مفتوح حديث الطراز.
ويقول أحمدي وسبنسر إنهما استعادا بالفعل مبلغ 5 آلاف يورو، أي حوالي 5,100 دولار، دفعاها مقدمًا كجزء من اتفاقية الشراء، التي نصت على استكمال أعمال التجديد خلال ثلاث سنوات.
وبعد شراء منزلهما الجديد، قرر الثنائي أيضًا شراء جزء غير مستخدم، تبلغ مساحته 100 متر مربع من منزل جارهم، لقاء 5 آلاف يورو، وقد جدداه منذ ذلك الحين وألحقاه بممتلكاتهما.
ورغم تجديد هيكل البناء، إلا أن الثنائي قرر الاحتفاظ بالنوافذ الأصلية، والجدران الحجرية ذات اللون الذهبي، والأرضيات المكسوة بالبلاط، والسقوف المقببة من أجل الحفاظ على بعض العناصر التاريخية للمنزل.
وأراد الثنائي الاحتفاظ ببعض الأشياء التي خلّفها المُلّاك السابقون، والتي اكتشفوها خلال زيارتهم الأولى، مثل تقويم عام 1967 الذي كان معلقًا على الجدران.
ويعتبر منزل الثنائي، أحد المنازل التي تمّ التخلّي عنها في حي ساراسين، بعد وقوع زلزال مدمر هز وادي بيليس في صقلية عام 1968، ما أدى إلى تدمير المنطقة.
وكان هناك مئات الشراة الأجانب المهتمين بعرض 16 منزلاً للبيع عام 2019، واستمر المزاد العلني لعشرة مبانٍ أخرى عام 2021، وهذه المرة مقابل 2 يورو لكل منها.
اخر تحديث:
07 سبتمبر 2022
الساعة
09:00
صباحاً
صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.