قم بمشاركة المقال
يتسائل الكثير عن الاسم الحقيقي والقديم لمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية قبل اسمها الحالي.
نقدم لكم عبر منصة بلكونة الاسم القديم لمدينة الرياض.
هل كانت الرياض قديماً تسمى حجر اليمامة؟
نعم كانت تسمى حجر اليمامة .
تأسست مدينة الرياض على أرض منطقة حجر اليمامة الواقعة في وسط شبه الجزيرة العربية التي انتقل إليها (بنو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل) قبل الإسلام بنحو قرنين من أرضهم في الحجاز بحثًا عن مرعى لإبلهم ومواشيهم، وقد كانت مدينة الحجر القديمة مركزًا للقوافل التجارية ومحاطة بالعديد من الوديان، وتشغلها الآبار وبساتين النخيل والمساحات الخضراء الشاسعة، وعند وصول بنو حنيفة إلى أطراف منطقة اليمامة نزل أحد زعمائها (عبيد بن ثعلبة بن يربوع الحنفي) في (قارات الحبل) وهي منطقة تبعد عن 40 كيلو متر عن وسط مدينة الرياض، وبعث أحد الرعاة لاستكشاف منطقة (خضراء الحجر) فعاد حاملًا التمر وأخبره أنه رأى نخلًا وقصورًا ونخيلًا وأرضًا واسعة، فأكل عبيد بن ثعلبة من التمر ولما أصبح أخذ فرسه ليرى المنطقة بنفسه، فلما وصل ونظر إليها علم ما لها من شأن وغرس سيفه في أرضها وقرر أن يستقر فيها وبني بها ثلاثين دارًا، وثلاثين حديثةً، وسماها (حجر اليمامة)، ولقد قال عبيد بن ثعلبة الشعر في أرض حجر اليمامة عندما استقر بها، إليك أبياته :
اقرأ أيضاً
حللنا بدارٍ كان فيها أنيسها، فبادو وخلو ذات شيد حصونها.
فصاروا قطينا للفلاة بغربة، رميمًا وصرنا في الديار قطينها.
فسوف يليها بعدنا من يحلها، وسكن عرضًا سهلها وحزونها.
تقع الرياض اليوم في منطقة (خضراء الحجر)، أو (حجر اليمامة) قديمًا كما أطلق عليها عبيد بن ثعلبة أحد زعماء بني حنيفة، وربما تتسائل من كان يسكن خضراء الحجر قبل ذلك؟ ولمن تعود تلك القصور؟ كان يسكن هذه الأرض قبيلة (طسم) وهي قبيلة عربية بائدة عاصرت قوم ثمود، وقد كانت هناك قبيلة تسمى (جديس) تعيش بالقرب من قبيلة طسم في منطقة (الخضرمة) واليوم يطلق عليها الخرج، وقد دارت بين القبيلتين معارك طاحنة وتدخلت بعض القبائل المجاورة مما أدى لنهاية القبيلتين، وبقيت قصورهم المشيدة ونخيلهم وأراضيهم.
زرقاء اليمامة
من هي زرقاء اليمامة؟ هي امرأة من قبيلة جديس تميزت بظهور عروق زرقاء بعينيها، وكانت تكتحل بالإثمد، وهو الكحل الذي يتم استخراجه من الحجارة ولونه أسود يميل إلى الحمرة، وقد اشتهرت زرقاء اليمامة بقوة بصرها غير الطبيعية حيث أنها كانت تبصر الأشياء على مسافات طويلة جدًا، فقد كان يضرب بها المثل في حدة البصر قديمًا وحتى الآن، فمن كان بصره حادًا يُقال له أنه (أبصر من زرقاء اليمامة)، لقد كانت ترى الرجال على مسيرة ثلاثة أيام من أرضها، وقد حذرت قومها أن قبيلة (طسم) قادمون للنيل منهم ولكنهم لما يثقوا بها ولما يصدقوها.[1][2]
مدينة الرياض عاصمة المملكة السعودية
تعتبر مدينة الرياض هي العاصمة للملكة السعودية وهي واحدة من 13 محافظة في البلاد، وسميت بهذا الإسم لأن أراضيها خصبة حيث أن اسم الرياض مشتق من (روضة) أي حديقة أو مرج، وتقع الرياض في مفترق الطريق بين وادي حنيفة والبقاع، ولم تكن دائمًا مدينة كبيرة فقد كانت قديمًا مجرد قرية صحراوية صغيرة حتى القرن السابع عشر أما الآن فإنها مدينة حديثة ومتطورة تجمع عدة ملايين من السكان على أرضها أغلبهم من المسلمين، تضم 4000 مسجد والعديد من الأسواق المزدحمة بالتجَّار والسكان والبضائع المتنوعة، فهي مدينة رئيسية حيوية، كما أن لها طابعًا خاصًا حيث أنها تلتزم ببعض الأعراف الاجتماعية المخافظة مثل الفصل بين الجنسين والحفاظ على خصوصية الأسرة، فغالبًا من تقتصر التجمعات العامة كبيرة العدد على الذكور، ولكن بعض الأماكن تخصص أوقاتًا معينة للنساء والأسر لممارسة الأنشطة المختلفة بحرية مع الحفاظ على الخصوصيات.
تقع مدينة الرياض في شرق نجد على ارتفاع مايقرب من 1950 قدمًا (600 متر) فوق مستوى سطح البحر، فهي منطقة تنتشر بها المناظر الطبيعية والهضاب الصخرية، وتتكون تربة الرياض من الطمي والحصى والرمال والرواسب الطينية، وتربة من الحجر الجيري، أما عن الطقس فإنها مدينة تتميز بشدة الحرارة صيفًا حيث تصل متوسط درجة الحرارة إلى 100 درجة فهرنهايت (40 درجة مئوية)، بينما تنخفض الحرارة في الشتاء لتصل إلى 50 فهرنهايت، ويعود ارتفاع درجة الحرارة في الرياض لعدم وجود مسطحات مائية رئيسية كما أن الأمطار تعتبر نادرة الهطول فلا تكاد تسقط على المدينة إلا في الأشهر بين شهري نوفمبر ومايو، وتتمتع المدينة بنسبة رطوبة منخفضة طوال العام وخاصةً في فصل الصيف.
سكان مدينة الرياض
نما عدد سكان الرياض بصورة سريعة بسبب زيادة معدل المواليد إلى خمسة ملايين مواطن سعودي في بداية القرن الواحد والعشرين، وفي خلال هذه الفترة من بدأ المهاجرون بالتدفق إلى المدينة من مختلف الجنسيات وهو ما تسبب فيما بعد في بعض الأزمان بسبب اعتماد المدينة على العمالة الوافدة خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، ولم تكن الأزمة نتائج الهجرة من خارج المملكة إلى داخلها فقط ولكن استمر ساكنو الريف في الهجرة إلى الحضر حتى أصبح في أوائل السبعينيات هناك ساكن حضري واحد في مقابل ثلاثة من سكان الريف الذين نزحوا إلى المدينة وقد كانت هذا الوضع شائع في جميع مدن المملكة حينها.
يحتل المواطنون السعوديون ما يقرب من ثلثي المدينة بينما توزع المساحة الباقية بين الهنود والباكستانيين والمصريين واليمنيين، وبعض النسب القليلة من حاملي الجنسيات الأوروبية والأمريكية، يشكِّل الشباب السعوديون من سكان الرياض من الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا أكثر من نصف سكان المدينة تقريبًا، وأقل من الخمس تجاوز أعمارهم الستين، ونصف المدينة بوجه عام سكانها من الذكور، أما عن السكان من غير السعوديين فإن أكثر من الثلثين منهم ذكور حيث أن أغلب العمالة الوافدة يأتون إلى العمل دون ذويهم فيتركون زوجاتهم وأسرهم في بلدهم الأصلية، ويبلغ متوسط عدد أفراد الأسرة السعودية ستة أفراد، بينما يبلغ متوسط عدد أفراد الأسرة غير السعودية حوال خمسة أفراد.
تعتبر مدينة الرياض مدينة إسلامية حيث أنها تحظر ممارسة شعائر دينية بخلاف الشعائر الإسلامية بشكل علني، وتنتشر المساجد في جميع أنحاء الرياض وتبدأ المدينة اليوم في كل صباح بأذان صلاة الفجر، ويستمر الآذان في الإنطلاق لباقي الصلوات على مدار اليوم.
التعليم في مدينة الرياض
تضم مدينة الرياض العديد من الجامعات والمدارس وتتيح للطلبة الدراسة في جميع المستويات الدراسية، هناك الجامعتان الوطنيتان : جامعة الملك سعيد أنشأت في عام 1957، والجامعة الإسلامية (جامعة الإمام محمد بن سعيد) وتم إنشائها في عام 1953، وهنا العديد من الأكاديميات العسكرية أيضًا مثل : كلية الملك عبدالعزيز العسكرية أنشأت عام 1955، وكلية الملك خالد العسكرية التي تم إنشائها في عام 1982، بالإضافة لكلية الملك فهد الأمنية التي تم إنشائها لأول مرة في مكة في منتصف الثلاثينيات، وقد تطوير التعليم بمرور الوقت والتركيز على تعليم الإناث بعدما كان عدد الذكور المسجلين في جامعات الرياض ضعف عدد الإناث في بداية القرن الحادي والعشرين، والآن أصبح هناك العديد من المدارس المسجلة في مدينة الرياض والتي تختص بتعليم الإناث لجميع المراحل الدراسية.
تعتز مدينة الرياض بوجود مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم التقنية في كنفها وعلى أرضها، وهي مدينة علوم تجري أبحاثًا لتنمية وتطوير المجتمع السعودي من خلال التطوير التكنولوجي، كما أنها ترتبط ببعض المراكز العلمية والتكنولوجية البارزة في هذا المجال في مختلف أنحاء العالم، وقد نفذت بالتعاون مع تلك المراكز العديد من المشاريع التعاونية مثل : مشروع المرصد الوطني، ومركز أبحاث الاستزراع المائي.