قم بمشاركة المقال
سلّم لبنان أمس الجمعة عبد الله ياسر السبعاوي، حفيد شقيق الرئيس العراقي السابق صدّام حسين، إلى الحكومة العراقية بعدما أوقفته السلطات الأمنية في يونيو/حزيران الماضي على خلفية وجود اعترافات ضده بتورّطه في مجزرة “سبايكر” التي ارتكبت ضد الجيش العراقي في تكريت في العام ٢٠١٤.
وأعلن الإنتربول العراقي، أمس في بيان “أنه بعد جهد استثنائي وتعقب استخباري تم استرداد المدعو ( ع . ي.س) المتهم بجريمة سبايكر، والمطلوب وفقاً لأحكام المادة 4 إرهاب، من الجمهورية اللبنانية”.
اقرأ أيضاً
كما أضاف أن هذا الاسترداد أتى بتعاون وثيق من قبل وزارة الخارجية العراقية وسفارة العراق في لبنان وجهاز المخابرات الوطني العراقي بالتنسيق مع الإنتربول اللبناني”.
في حين اكتفى عم عبدالله، سعد سبعاوي إبراهيم الحسن في اتصال مع “العربية.نت” بالقول “إنه سيكشف في الأيام المقبلة تفاصيل القضية”.
وكان كتب على صفحته في “تويتر”: “تم وبخرق لكل القوانين الدولية تسليم ابن اخي عبد الله ياسر سبعاوي من قبل حكومة لبنان إلى السلطات العراقية بموجب مؤامرة كبيرة سأكشف عنها قريباً”.
فيما أكد مصدر قضائي رفيع أن قرار التسليم “سياسي بحت” وليس قضائياً، لأن القانون اللبناني يمنع تسليم أي متّهم بجريمة ذات طابع سياسي، بالإضافة إلى أن تهمة تعامله مع تنظيم “داعش” الإرهابي لا تستند إلى وقائع وإثباتات”.
وكان السبعاوي لجأ إلى لبنان مع عائلته منذ أربع سنوات بعد أن كانوا استقروا لسنوات في اليمن بعد سقوط حكم صدام.
لكن في 13 يونيو/حزيران الماضي تمت مداهمة شقته في مدينة جبيل بقضاء جبل لبنان من قبل جهاز أمني واعتقاله بتهمة التعامل مع داعش، بناءً على طلب من السلطات العراقية.
وفي الإطار، أكد مصدر مطّلع أن رئيس الجمهورية ميشال عون وقّع قبل يوم من انتهاء عهده مرسوماً جمهورياً بتسليم السبعاوي للحكومة العراقية بعدما كان يرفض ذلك.
ولم يستبعد “أن تكون هناك “صفقة مالية” وراء هذا الملف “استفاد” منها بعض المحيطين برئيس الجمهورية ممن تربطهم علاقات بالسلطات العراقية”.
إلى ذلك، كشف المصدر “أن رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي زار بيروت منذ أيام للمشاركة بمؤتمر قضائي، والتقى على هامشه عدداً من المحسوبين على رئيس الجمهورية، ويبدو أن هذه اللقاءات كان الهدف منها ترتيب عملية التسليم ”.
كما أوضح أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أرسلت إلى السلطات الأمنية اللبنانية منذ يومين رسالة تطلب فيها عدم تسليم السبعاوي إلى الحكومة العراقية، كونه حائز على صفة لجوء سياسي”.
إلا أن الناطقة الرسمية لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان، دلال حرب تحفّظت عن الردّ على أسئلة “العربية.نت” حول القضية”. واكتفت بالقول إن “المفوضية تتحفّظ على المشاركة بمعلومات خاصة بأي لاجئ، وذلك احتراماً لمبدأ الخصوصية لحماية الشخص المعني”.
ومع تسليم لبنان للسبعاوي، يواجه حفيد شقيق الرئيس العراقي السابق حبل المشنقة بعدما تم توجيه التهمة ذاتها لأفراد عائلته الآخرين، كما أكد المصدر المطّلع.
يشار إلى أن مجزرة “سبايكر” وقعت بعد أسر “داعش” عناصر من القوات العراقية بمعسكر سبايكر، في مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين في 12 يونيو/حزيران 2014.
وقتل في تلك المجزرة 1700 عسكري عراقي، بعد أن “اقتادوهم إلى القصور الرئاسية في تكريت، وقاموا بقتلهم هناك، وفي مناطق أخرى رميا بالرصاص، ودفنوا بعضاً منهم أحياء.
فيما كان سعد السبعاوي أكد في تسجيل صوتي سابق له “أن ابن شقيقه لم يدخل العراق منذ أن غادره وهو في الثامنة من عمره غداة سقوط نظام صدام، وأن التُهم الموجّهة إليه بمجزرة “سبايكر” “كيدية” ولا تمت للحقيقة بصلة”.