قم بمشاركة المقال
داخل حارة ضيقة تشع بالسواد، أناس يجلسون على المقاهي وسيدات يرتدين ملابس الحزن، يجلسن أمام منزلهم بشارع على البسيوني بمنطقة إمبابة، يتناولون الحديث عما لحق بهم من كارثة أمسوا عليها، حينما كانت الأمور تسير بوتيرة طبيعة، إذ بعقار مكون من 5 طوابق ينهار عليهم، ويسفر عن مصرع 3 أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في شارع علي البسيوني بمنطقة إمبابة.
مع غروب شمس يوم الثلاثاء، سمع أهالي شارع علي البسيوني صوت ارتطام شديد هزا جدران المنازل المحيطة ظنا منهم أنه زلزال، هرول الجميع إلى الشارع لمعرفة ماذا يحدث في الخارج، حتى شاهدوا العقار المجاور تحول من مبنى ضخم إلى كوم من الركام، بدأت صرخاتهم تعلو أرجاء المكان سيدات تصرخ ورجال تهرول في الشارع وكأنه يوم الحشر، هاتف أحد الأهالي رجال الشرطة للبحث عن جيرانهم المفقودين أسفل الأنقاض، سرعان ما وصلت رجال الحماية المدنية إلى موقع الحادث ينما يقف طفل صغير على بعد أمتار من العقار المنهار يبكي بشدة" بابا وماما تحت التراب".
اقرأ أيضاً
ثلاث ساعات من البحث عن الضحايا أسفل عقار إمبابة المنهار، استطاعت فرق الإنقاذ البري من انتشال الجثة الأولى لسيدة مسنة تدعى "فتحية علي جبر" تبلغ من العمر 65 عاما، لم تمر سوى لحظات قليلة وتم استخراج جثة لسيدة تدعى "زينب عبدالقوي فرج" 63 سنة، ومن ثم استمر البحث عن صاحب العقار حتى تم انتشاله، ووضع الثلاث جثث داخل ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
ليلة حزينة باتت فيها منطقة إمبابة بعد انهيار العقار الذي تسبب في تصدع العقارات المجاورة له، وتم إخلاء ها من قبل الأجهزة الأمنية خوفاً على أرواحهم، حتى التقت " الطريق" بالناجي الوحيد من عقار إمبابة المنهار ويدعى " طارق " لديه إعاقة في القدم، موضحا إلى أنه قبل الحادث بلحظات خرج برفقة زوجته وأبنائه لإحضار ابنه من تمرين كورة القدم، وأثناء تواجده برفقة زوجته وأبنائه هاتفه أحد الجيران" الحق يا طارق البيت اللي انت ساكن فيه وقع على الجيران".
اقرأ أيضاً
صدمة كانت كفيلة بإسكات الرجل المسن للحظات، حينما اهمهله القدر الحياة مرة أخرى وهو وأبنائه، هرول طارق إلى الحارة مستقلا دراجته البخارية الخاصة بالمعاقين، دموعه لم تتوقف حينما شاهد مسكنه " كوم تراب"، ومن ثم صرخات زوجته التي كادت أن تفقد الوعي من شدة الحزن" شقتنا راحت وعفشنا راح.. هنروح فين مليناش مكان نعيش فيه"، حاول الجميع تهدءت الزوجة حتى يستطيعوا إسكاتها.
حضر مسؤولي المحافظة، وأمروا بإخلاء العقارات التي تأثرت بالحادث، ولكن الجميع بدأ يصرخ في وجوههم معللين"هنروح فين بعيالنا"، استمرت المشاحنات بين المسؤولين والأهالي حتى انتهى الأمر بلجلوس في الشارع حتى صباح اليوم التالي، ينتظرون حلا لتلك الكارثة، ولكن الوضع بداء عاديا لا حد ينظر ليهم، بينما يصرخ " عم طارق" كما يلقبونه في الشارع، " محدش بلغنا قبل كده أن في قرار إزالة طالع للعقار ليه".. "احنا محدش جالنا ولا مضينا على أي ورق يخص الإزالة أول مرة نعرف الكلام ده.. بعد ما اتشردنا في الشوارع".
اقرأ أيضاً
بينما قال مصدر مسؤول رداً على كلام الأهالي، أنه تم استخراج قرار إزالة للعقار منذ فترة ولكن الأهالي رفضوا الخروج منه وأنه تم إخلاء العقارات التي تأثرت بالحادث من السكان، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجنة هندسية لفحص العقارات المجاورة التي تأثرت بالحادث إذ كانت تصلح للسكن مرة أخرى من عدم.
وأضاف المصدر في تصريح خاص " للطريق" أنه في حالة وجود عقارات أخرى تأثرت بالانهيار سيتم إخلاء السكان منها، وذلك حفاظاً على سلامتهم.