قم بمشاركة المقال
بدأت الحكاية عندما كنت طالبه في السنه الاولى بكليه الزراعه وكانت لدى طموحات وأحلام كبيره ، خاصه أننى كنت احب مجال دراستی وكانت لدى رغبه كبيره في النجاح . ومرت الايام حتى انتهت السنه الاولى بالجامعه ، وفوجئت أن هناك شاب تقدم الى خطبتى ، ووافق والدي سريعا بدون الرجوع او عرض الأمر لأخذ رأيى ، وبسبب ذلك دخلت في خلافات كثيره مع والدي بسبب هذا الأمر .
وفى النهايه علمت أن هذا الشاب جاء عن طريق أحد أصدقاء ، لذلك كان أبي لديه رغبه كبيره في إتمام الزواج . والدي وبعد مرور يومين جاء الشاب إلى زيارتنا والتعرف على ولكن كانت المفاجئه الصادمه أنه ليس شابا كما اخبروني فقد كان رجلا اكبر مني في العمر بخمسه عشر عاما ! ورفضت الأمر كثيرا ، ولكن لم أستطيع الوقوف امام رغبه وإصرار والدي ، وفي النهايه تم الارتباط والخطوبه ، وكان الاكثر صعوبه في الأمر ، أنه تم تحديد موعد الزواج بعد ثلاثه شهور فقط ، ، ، وكانت حياتي تسير ع?س رغبتی ، وعكس طموحاتي التي كنت أحلم بها ، ومرت الايام سريعا حاولت فيها التأقلم مع الوضع الجديد حتى جاء موعد الزفاف ، وكننت أشعر بخوف كبير ، وأيضا كان داخلی احساس بالعجز والقلق ، ولم أشعر ابدا اننى سعیده مثل ای عروسه تحتفل بزفافها . وفي النهايه إستسلمت للأمر الواقع وتزوجت ، وبدأت حياتي الجديده في محاوله منى لتقبل الأمر والتعايش معه ، ولكن منذ اليوم الأول في الزواج ، كان زوجي انسان له صفات غريبه واحيانا غير مقبوله . حيث كان شخص قوى الطباع لايحب أن يناقشه أحد في قراراته ، وكان أيضا يتعامل معى بالأمر والنهي ، وليس هناك مجال للحديث أو المناقشه .
اقرأ أيضاً
ومع ذلك كنت اتعايش مع الأمر دون جدال ، وربما كانت شخصيتي لاتحب الخلافات والنزاع الكثير ، فكنت أتجنب الدخول في خلافات أو مشاكل ، وربما بسبب تلك الضغوط اصيبت بمرض الضغط ولم يمر طويلا من الوقت حتى أصيبت بمرض السكر ومرت الايام على هذا الوضع حتى أنجبت طفلنا الاول وكان ولد جميل يشبه القمر ، وكانت اجمل لحظات العمر عندما سمعت صوت بكائه لأول مره في الحياه . وبدأت حياتي تأخذ منحنى أخر ، حيث بعد وجود ابنی معی أصبحت حياتي لها قيمه وأصبح هناك رغبه في التعايش أكثر . ومرت السنوات على هذا الحال ، وكان ابنى يكبر أمام عينى وكنت احلم له بمستقبل كبير ، ولكن زوجي لم يتغير ابدا ، وكانت معاملته دائما قاسيه للغايه ، حتى مع إبنه الصغير كان دائما يتعامل معه بغلظه شديده ، ولم يشعره يوما بحنان الاب او محاوله التقرب منه . وكنت احاول دائما إحتواء الأمر . وبعد مرور سبع سنوات من إنجاب الطفل الاول ، أنجبت مره اخرى ، وكانت هذه المره فتاه جميله ، وأصبحت سعادتی ا?بر مع اطفالى ، واعتبرت أن وجودهم في حياتي هی اجمل هدیه ارسلها لى القدر . ومرت السنوات على هذا النهج ، وكان زوجي هو اكبر عقبه فی حیاتی ، فقد كان دائما يتعامل معنا بدون تفاهم أو اهتمام ، ولم يحاول التقرب من الأبناء وفهم تفكيرهم وعقليتهم ، لذلك كانت معاملته تنعكس على شخصيه الأبناء .
اقرأ أيضاً
فقد كان ابنى دائما في حاله عزله ، ويتجنب الجلوس معنا ، وبالرغم من أن عمره كان عشرين عاما ، ولكنه كان دائما بعيد عن والده ، ويخاف من التحدث معه ، وبالرغم من محاولاتی العديده في التقرب منه ، ولكن لم استطيع القيام بدور الاب في حياته . وكلما تحدثت مع زوجي ، أن مايفلعه مع الأبناء ليس صحيح ، وانه لابد أن يتقرب على الأقل من ابننا الكبير حتى لا نفقده ، ولكنه كان يتعامل معى أيضا بنوع من الاستخفاف وعدم الاهتمام ، وكان يرى أن الشده والقسوه هي الطريق الوحيد للتربيه ومرت الايام دون تغيير ، حتى جاء زوجي ذات يوم وقال إنه سوف يزوج ابننا من ابنه أحد أصدقائه ! وكنت أرفض الأمر بالطبع ، لأن ابنى مازال صغيرا في العمر ، وكنت أرفض أيضا أن يتزوج بهذه الطريقه ، ولكن كان أمر زوجي قطعى ، وقد اتفق على كل شئ ، وتزوج ابنى بعد ثلاث شهور فقط ، معنا في نفس المنزل ، حيث كان زواج تقليدي للغايه ، وكانت زوجته تسكن معه في غرفته . وفي يوم من الايام جاء لى اتصال هاتفي من المكان الذي يعمل به زوجى ، يخبروني أنه تعرض لحادث في العمل وتم نقله إلى المستشفى ، وذهبت سريعا الى المستشفى وهناك اخبروني أن قطعت حديد كبيره سقطت عليه من الاعلى ، وإن حالته صعبه للغايه وبالفعل كان في حاله غيبوبه تامه بالمستشفى لم تستمر طويلا ، حيث بعد مرور ثلاثه ايام توفى في المستشفى ؛ وكان فقدانه له أثر أيضا في حياتي ، ربما كان انسان صعب وقاسي احيانا ، ولكنه في النهايه كان زوجى ووالد اطفالی .
اقرأ أيضاً
وبعد وفاته قررت التفرغ للأبناء وعدم التفكير في اي شئ آخر ، وحاولت التقرب منهم أكثر وصنع حاله من التفاهم والصداقه بيننا ولكن ابنى بعد وفاه والده ، بدأت حياته تتغير كثيرا ، حيث أصبح له رأيه الخاص ، ولا يستمع لأحد سوى إلى زوجته وأصبح مثل العصفور الذي كان في القفص ، وفجأه وجد حريته ، فكان له بعض التصرفات الغريبه . وفي يوم من الايام استيقظت في الصباح وأنا أشعر بصداع شديد ، ووجع كبير في جسدي ، وكانت حاله ربما أشعر بها لأول مره في حياتي ، ولكن بعد وقت قصير بدأت حالتي تتحسن . وفي اليوم التالي في الصباح شعرت أيضا بنفس الحاله وبدأ هذا الأمر يتكرر كثيرا معى ، خاصه عندما استيقظ في الصباح ، ولكن كان بدرجات أقل . . والغريب أننى كنت في كل ليله بمجرد أن أضع رأسي على السرير ، لا أشعر بنفسي سوى في اليوم التالي ، وكنت أذهب في نوم عميق . وكنت أشعر أن هناك شئ غير طبيعي ، وذات مره كنت في زياره لإحدى صديقاتي وتحدثت معها في هذا الأمر ، فقالت اننى لابد أن أذهب إلى المستشفى ربما يكون هناك شئ غير صحيح في جسدي ، ولكنى لم اقتنع بهذا الأمر ، ولكنها صممت وقالت إنها سوف تذهب معى .
اقرأ أيضاً
وفي اليوم التالي ذهبنا الى المستشفى وتم الكشف واخبرت الطبيبه بما أشعر به ، فطلبت بعض التحاليل . وبعدما أجريت التحاليل وتم الفحص ، قالت لي الطبيبه أن هناك نسبه مخدر في جسدي ، وأن ذلك غالبا يكون ناتج عن استخدام إحدى المسكنات عاليه التركيز ، أو تعاطى المخدرات ، وكان أمر مفاجئ بالنسبه لي ، خاصه أننى لم استخدم مثل هذه الادويه ابدا. ولكن الطبيبه قالت إن النسبه عاليه في جسدي ، وليس هناك حل آخر ، سوى أننى تعاطيت هذه الادويه بكثره في الفتره الاخيره ، ولذلك أشعر بهذه الأعراض ، وقالت إن الأمر خطير بالنسبه لى خاصه أننى مريضه ضغط وسكر وإن مثل هذه الادويه لها مضاعفات خطيره على الصحه ، وقد يتسبب الأمر بالوفاه إذا استمر بهذا الشكل !! وخرجنا من عند الطبيبه ونحن نفكر في هذا الأمر ، وفي النهايه قالت لى صديقتى أن اتحرى الدقه فيما اتناول من طعام وشراب .
وبالفعل بدأت التركيز في كل شئ من حولى ، وكان كلام الطبيبه ومااخبرتنى به يثير قلقي بشده ، لدرجه أننى كنت اتحرى الدقه في اقل الاشياء ، خاصه الطعام والشراب. وكانت بدايه الشك في الطعام والشراب الذي اتناوله بداخل المنزل ، ولذلك لكى اكتشف الأمر ، قررت أن احضر طعام خاص لي بدون معرفه أحد من الأبناء ، وإن اتظاهر معهم بتناول الطعام ، على أن اتناول الطعام الذي احضرته بدون علم أحد . وفي اليوم الأول ، كانت ابنتي تحضر الطعام في المطبخ بشكل طبيعي ، وبعدما انتهى الطعام ، شاهدت ابنى يدخل إلى المطبخ في هدوء ، وعندما راقبته عن بعد ، شاهدته يضع قطرات بسيطه من زجاجه دواء كان يخفيها في ملابسه ، وقد وضع هذا الدواء في الطعام المخصص لي !! كان الأمر صادم بالنسبه لي حيث اكتشفت الفاعل في المنزل ، ولكن كنت اريد معرفه السبب ، الذي يدفعه لفعل ذلك الأمر . وتظاهرت أن كل شئ طبيعي ، وكنت اتابعه بااستمرار حتى اكتشفت أنه يفعل ذلك الأمر ، من أجل قتلى !! لانه يعلم اننى مريضه ضغط وسكر ، وإن هذا الدواء له اضرار كبيره على صحتى !!
وكان هذا الأمر بتحريض من زوجته !! بعدما استولت على عقله ، وقالت له أن والدتك سوف تتزوج بعد وفاه والدك !! ولذلك يجب التخلص منها لكى يستحوذ على المال !! كانت كارثه بكل المقاييس ، ولم أستطيع الصمت كثيرا ، حيث انفجرت غضبا في وجه ابنى ، وأخبرته أننى علمت كل شئ . ولذلك قدمت بلاغا رسميا في ابنى وزوجته بسبب تلك الأفعال السيئه ، ولكن بعد القاء القبض عليهم بيومين ، ، لم اتمالك نفسي وشعرت بالشفقه عليه . فذهبت مسرعه وتنازلت عن الشكوى ، وكان ابنى نادما على مافعله وكان يبكى مثل الاطفال الصغيره ، وبالرغم من الخطأ الكبير الذي اقترفه في حقى ، ولكنى كنت احمل ذلك الذنب في النهايه إلى والده ، الذي اضعف شخصيته دائما . ولم يترك له مساحه لاتخاذ القرار ، لذلك كان ابنى ضعيف الشخصيه ، أستمع إلى زوجته حتى عندما حرضته ضد والدته .