قم بمشاركة المقال
تعرض الهنود لعمليات إبادة من طرف الأوروبيين المستوطنين الذين استباحوا أراضهم ما دفعهم للمقاومة بكل الوسائل، ولعل أبرز هذه الوسائل ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، حيث ابتكر شخص يدعى “وفوكا” طريقة جديدة لمقاومة الأمريكيين البيض، وذلك عبر رقصة تسمى "رقصة الأشباح".
وفي حوالي عام 1856، وُلد الزعيم الديني الهندي وفوكا بمدينة كارسون بولاية نيفادا الأمريكية، حيث كانت تعيش قبيلته الهندية بايوت، كان والده يسمى "تافيبو"، وكان زعيماً دينياً لقبيلته، ويعمل في مجال الطب، بحيث يستعمل الرقص في مداواة المرضى.
اقرأ أيضاً
بعد وفاة والده، تمّ نقل الصبي إلى مزرعة للبيض الأمريكيين، حيث حصل على اسم "جاك ويلسون"، والذي كان معروفاً به بين البيض الأمريكيين، وفي فترة عمله في المزرعة لدى عائلة ويلسون، تعلّم وفوكا اللاهوت المسيحي وقصص الكتاب المقدس. ومع ذلك، حافظ وفوكا أيضاً على نشأته القبلية الهندية
كانت تبدي مقاومة للبيض، انزعج الجنود الأمريكيون، وبدأوا يشعرون بالخوف منها، خصوصاً أنّ وفوكا، كان قد ألزم الشعوب الأصلية لأمريكا بإخفاء سرّها عن البيض.
اقرأ أيضاً
وزعم الجنود الأمريكيون أن قبيلة لاكوتا طوّرت نهجاً عسكرياً للرقص، وبدأوا في صنع "قمصان الأشباح" التي اعتقدوا أنها ستحميهم من الرصاص.
وقامت الشرطة بالقبض على سيتينغ بول، وهو زعيم قبيلة لاكوتا، لإجباره على وقف رقص الأشباح في قبيلته، وعند اعتقال زعيم قبيلة لاكوتا، حدثت مناوشات بين أفراد القبيلة الرافضين لتوقيف رقصة الأشباح والشرطة الأمريكية.
اقرأ أيضاً
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل سيتينغ بول مع عددٍ من رجال الشرطة، بينما أنقذت مفرزة صغيرة من سلاح الفرسان رجال الشرطة المتبقين. بعد مقتل سيتينغ بول، أرسلت الولايات المتحدة الفوج السابع من سلاح الفرسان من أجل توقيف رقصة الأشباح ونزع سلاح قبيلة لاكوتا.
اقرأ أيضاً
في 29 ديسمبر/كانون الأول 1890م، ارتكب الجنود الأمريكيون مجزرةً كبيرة، تُعرف باسم "مذبحة الركبة الجريحة"، إذ فتح فيها 457 جندياً أمريكياً النار على قبيلة لاكوتا الأصلية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 منهم، وتسببت المذبحة في تهجير قبائل بوكوتا والسيوكس، وتجريم رقصة الأشباح.
أصيب وفوكا بخيبة أمل، بعد تلك المذبحة، فاعتزل رقصة الأشباح، وعاد إلى العمل طبيباً من حين لآخر، وسافر لحضور مناسبات في المحميات الهندية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وتوفي وفوكا في نيفادا في 20 سبتمبر/أيلول عام 1932، ودُفن في مقبرة بايوت في بلدة شورز.