قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

بعد نجاح تجربة الفأر في اكتشاف الألغام الأرضية.. الاعلان عن مشروع جديد للفئران سينقد الإنسان من حطام الزلازل بطريقة خارقة وفريدة من نوعها

بعد نجاح تجربة الفأر في اكتشاف الألغام الأرضية.. الاعلان عن  مشروع جديد للفئران سينقد الإنسان من حطام الزلازل بطريقة خارقة وفريدة من نوعها
نشر: verified icon صبا 04 نوفمبر 2022 الساعة 02:35 مساءاً

الجرذان "الفئران"، تلك القوارض الموجودة في كل أنحاء العالم، والتي يعتبرها أغلبنا حيوانات غير مرغوب فيها، قد تكون السبب في إنقاذ العديد من الأرواح من حطام الزلازل، وذلك لتمكُّنها من التأقلم في الظروف الصعبة، حسب منظمة "APOPO". 

بدأت القصة سنة 1997، من قِبل منظمة "APOPO"، وهي منظمة غير ربحية بلجيكية، تعمل بدعم من المنح الحكومية، لتطوير مفهوم تقنية "Detection Rats"؛ أي البحث بالجرذان، بصفتها مالكة لهذا النوع من الحيوانات.

تتميز الجرذان بحاسة الشم القوية، والقدرة على التأقلم مع شتى الأوضاع والبيئات الطبيعية، لهذا قرر "بارت وتجنز"، أحد مالكي هذه المنظمة، استخدامها لكشف الألغام الأرضية في مختلف أنحاء العالم.

أيّد الفكرة في البداية المحاضر الجامعي السابق "ماك بيليت"، وهو مؤسس معهد تطوير المنتجات في جامعة "أنتويرب" بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدَّم موارده الشخصية لدعم المبادرة والترويج لها، كما أضاف بعض الاستشارات من خبراء القوارض بالجامعة لتعزيز فكرة المشروع.

كانت أول تجربة لتدريب الجرذان حسب موقع "Internet Archive" في غامبيا، التي تضم عدداً كبيراً من الفئران الضخمة، والتي تتميز بأكياس تساعدها على التأقلم مع ظروف العيش الصعبة، كما قدّمت المنظمة طلباً لجامعة "سوكوين للزراعة" بتنزانيا، لاستيراد عدد من هذه الجرذان.

حصلت المنظمة على الدعم خلال سنة 1997 من مساعدات التنمية الخارجية للحكومة البلجيكية، ثم نقلت المنظمة بعد ذلك مقرها من غامبيا إلى تنزانيا، بشراكة مع قوات الدفاع الشعبية التنزانية.

في عام 2003 تم منح APOPO منحة من البنك الدولي، والتي قدمت تمويلاً أولياً للبحث في تطبيق آخر للفئران، للكشف عن مرض السل في تنزانيا الذي قامت المنظمة بتطويره إلى حدود سنة 2007.

خلال سنة 2007 تم الكشف عن مخطط المنظمة لكشف الفئران عن المصابين بعدوى السل، كما تمكنت من عقد شراكات مع أربع عيادات حكومية بتنزانيا، وفي سنة 2008 تم تقديم دليل على مبدأ استخدام الفئران المدربة، للكشف عن السل الرئوي في عينات البلغم البشري. 

سنة 2010 بدأت خطة بحث لتقييم فاعلية وتنفيذ الفئران في تشخيص مرض السل، كما طوّرت "APOPO" قفص تدريب آلياً يقوم بقياس استجابة الفئران، بواسطة أجهزة استشعار بصرية، ويُنتج القفص صوت نقرة آلية عند كشف الفئران عن إصابة محتملة بعد كشفها للمرض عند الاقتراب من المريض.

بعد النتائج في تنزانيا تم تكرار برنامج الكشف عن السل في عام 2013، في عيادة في مابوتو بموزمبيق، وذلك في القسم البيطري بجامعة "إدواردو موندلين"، وخلال عام 2016 غطّت منظمة "APOPO" ما يقرب من 100% من جميع مرضى السل المشتبه بهم، الذين يذهبون إلى العيادات في المدينة.

توسع برنامج الكشف عن السل في تنزانيا ليشمل 28 عيادة في ثلاث مناطق، ويعالج حوالي 800 عينة في الأسبوع.

بعدما نجح الباحثون في تدريب الفئران على اكتشاف الألغام الأرضية، وشم داء السل، أصبح التحدي المقبل للمنظمة هو تدريب الجرذان على العثور على ناجين في مبانٍ منهارة بسبب الزلازل.

حسب مقال نُشر على "BBC Science Focus" أكد الدكتور "دونا كين"، الباحث السلوكي بمنظمة "APOPO"، أن الفئران نجحت في التعرف على مرضى السل، ومواقع الألغام، وأن التحدي المقبل للمنظمة هو تدريب الفئران على إنقاذ الإنسان من حطام الزلازل.

يبدأ تدريب الفئران في غرفة صغيرة فارغة، ثم يقوم المدربون تدريجياً بتوسيع وزيادة التعقيد، بحيث يكون الأمر أشبه بالحياة الواقعية، ومن ثم زيادة الحطام، وجعل منطقة التدريب واقعية أكثر، في حال وجد الفأر مجسماً يُشبه الإنسان خلال التدريب تلتقط الكاميرات المزودة بالميكروفونات الحركة والصوت الناتجين عن الشخص، ورد فعل الجرذ.

بدأ تدريب الفئران، حسب المصدر نفسه، في أغسطس/آب 2021، ولا يزال يتعين على المنظمة إجراء تجارب ميدانية، إذ بدأ العمل مع مجموعة بحث وإنقاذ تسمى "GEA" ومقرها تركيا؛ كونها أكثر دولة تنتظر زلزالاً مدمراً.

بحسب ما صرح به الباحث السلوكي بالمنظمة "دونا كين" لـ"BBC"، تأمل المنظمة في نقل الجرذان إلى تركيا خلال سنة 2023، لإجراء التجارب هناك، لكن فيما يتعلق بالذهاب إلى مواقع الكوارث والمباني المنهارة فمن الصعب معرفة ذلك، لعدم معرفة وجود زلزال خلال السنة.

تبلغ تكلفة تدريب الجرذ الواحد على عملية الإنقاذ قرابة 7 آلاف دولار أمريكي، أي ما يعادل ثلث ما يُنفق على الكلاب من أجل الغاية نفسها.

تقوم المنظمة حالياً بتدريب سبعة جرذان على البحث والإنقاذ، رغم أنه سيتعين على هذه الجرذان التناوب باستخدام حقيبة الظهر الواحدة، لعدم توفر سبعة منها حالياً.

لم تكن الجرذان هي الحيوان الوحيد الذي تم تدريبه لإنقاذ البشر من حطام الزلازل، فكثيراً ما التجأ الإنسان إلى الكلاب للكشف عن الجثث وضحايا الكوارث الطبيعية عبر العصور، فيما استخدم الإنسان إحساس القطط والكلاب في استشعار خطر قدوم زلزال محتمل.

حالياً، بجانب الجرذان تقوم بعض الدول بتدريب الصراصير على العثور على الإنسان تحت حطام الزلازل، كونها من المخلوقات التي تستطيع التأقلم مع بيئات مختلفة، كما تستطيع الوصول إلى أماكن ضيقة

اخر تحديث: 04 نوفمبر 2022 الساعة 03:22 مساءاً
صبا

صبا

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد