قم بمشاركة المقال
ميدوساأو ميدوزا باليونانية القديمة: Μέδουσα بمعنى "الحارسة، الحامية"بالإضافة إلى ذلك، فهي تُدعى أيضًا غورغونةويعني «المُرعبة أو المُخيفة أو المُفزعة» وهي إحدى الغورغونات الثلاث، اللواتي يُحوِّلنَ كلَّ مَن يقع نظرهنَّ عليه إلى حجر. كانت ميدوزا فانية فين حين أنَّ شقيقتيها سثينو ويوريال [الإنجليزية] كانتا خالدتين. وهي ابنة فوركيس (إله البحر البدئي) وكيتو (إلهة البحر البدئية). كانت الأجمل من بين أختيها، لكنَّ أثينا حولت شعرها إلى أفاع، لأنها تجرَّأت على الادعاء أنها تعادل الربة جمالا وبهاءً، وأصبح وجهها بشعًا ومرعبًا. وفي رواية أخرى، يقول الشاعر الروماني أوفيد في كتابه التحولات كانت ميدوسا في الأصل عذراء جميلة، ولكن عندما اغتصبها وضاجعها بوسيدون في معبد «مينيرفا» (أي أثينا)، عاقب أثينا ميدوسا بتحويل شعرها الجميل إلى ثعابين مُرعبة.
اقرأ أيضاً
وبناء على طلب بوليدکتس [الإنجليزية] ملك سيريفوس أفلح البطل اليوناني بيرسيوس بحذائه المُجنح وخوذة هاديس ودرع أثينا وسكين هيرمز وبمساعدة الإلهة أثينا في قطع رأسِ ميدوزا، وذلك بمراقبة تحركاتها بالصورة المنعكسة في الدرع، فتجنب نظراتها القاتلة. واستخدم رأسها كسلاح ضد الأعداء. وهُناك مَن يقول أنه قتلها وهي نائمة. وقد وضع رأسها في درعِ أثينا المسمى إيجيس.
في عام 1940، نُشر كتاب سيغموند فرويد (رأس ميدوسا) بعد وفاته. في تفسير فرويد: «قطع الرأس = الإخصاء». وهكذا فإن رعب ميدوسا هو رعب من الإخصاء المرتبط برؤية شيء ما. وكان كارل يونج مهتمًا بـ «تأثير ميدوسا»، وهي ظاهرة من التحجر النفسي تحدث عندما يواجه المريض موقفًا لا لا يحسد عليه. يصر على حقيقة أن ميدوسا، مثل أي إنسان، لها جانب روحي. ولكي لا نستسلم للقوى المدمرة، يجب أن نتبع مثال بيرسيوس وننظر إلى قوى الدمار فقط من خلال مرآة. تعد ميدوسا وأثينا نموذجين أصليين للأنوثة: وفي حين أن أحدهما لا جنسي ويحمي أولويات الذكور والسيطرة على النظام الأبوي، فإن الآخر يجسد الجانب الفوضوي والأنثوي وغير القابل للسيطرة من المرأة.
اقرأ أيضاً
ووفقًا لبول دييل، فإنَّ الجورجونات، بوصفهن وحوشًا، لا يمكنهن إلا أن «يرمزن للعدو الداخلي الذي يجب محاربته». ميدوسا ترمز إلى «انحراف الدافع الروحي» الذي هو «ركود عبثي» ويرمز شعرها الثعباني إلى «عذاب الذنب المكبوت». وميدوسا ترمز إلى الصورة المشوهة للذات التحجر بفعل الرعب، بسبب عدم القدرة على تحمل حقيقة الذات بموضوعية. أدى قطع رأس ميدوسا إلى ولادة خريساور، رمز الروحانية، وبيغاسوس، رمز التسامي. حيث «يجب أن يموت الخيال الفاسد حتى يولد شكلا الخيال الإبداعي: الروحانية والسمو».
وعطفاً على موضوعنا، هناك من يرمز برأس ميدوسا إلى النساء اللاتي تعرضن للإيذاء ثم تحملن اللوم على ذلك كون أنها تعرضت للاغتصاب ثم عوقبت على فعلً لم تكن لها فيه يد، فصار ذلك رمزاً يتخذه البعض لذلك.