قم بمشاركة المقال
في بداية يوم الجمعة الموافق 28 أكتوبر 2022 احتفى محرك البحث جوجل بالمطربة المغربية الحاجة الحمداوية، وذلك بإضافة رسوم كارتونية لها بدلا عن شعار جوجل، وتساءل كثيرون عن سر احتفاء جوجل بها.
جاء ذلك بعد مرور أكثر من عام على وفاة الحاجة الحمداوية، وهي أشهر مطربة شعبية مغربية، رحلت في مايو 2021 عن عمر يناهز 91 عاما، بعد مرورها بوعكة صحية.
اقرأ أيضاً
كانت الحاجة الحمداوية إحدى أيقونات الغناء، وكان المجال الشعبي والتراث المغربي أبرز ما قدمتها على مدار عقود، وظلت حريصة على فنها، حتى غلبها المرض، ونقلت إلى غرفة الإنعاش بإحدى مستشفيات الرباط، التي خرجت منها متوفية.
بدأت الحاجة الحمداوية مسيرتها الفنية في الستينات، والسبعينيات، قبل أن تعلن اعتزالها الغناء قبل رحيلها بعدة أشهر، لمعاناتها مع مضاعفات إصابتها بمرض سرطان الدم، إلى جانب أعراض الشيخوخة.
اقرأ أيضاً
قبل رحيلها، سلمت الراية الحاجة الحمداوية الراية للمغنية المعروفة كزينة عويطة، ابنة العداء الشهير سعيد عويطة، التي تمكنت من الحصول على التراث الغنائي لأعمال الفنانة الراحلة.
وقالت كزينة في تصريحات إعلامية من قبل، إنها سعيدة وفخورة بهدية الحاجة الحمداوية إليها، وستسعى للحفاظ عليها بالعمل على نشرها عالميا، والحفاظ على لمستها الخاصة في الأغاني التراثية التي لن تمس من أصالتها ولحنها الأصلي.
اقرأ أيضاً
أزمات الحاجة الحمداوية
تعرضت الحاجة الحمداوية في مسيرتها للعديد من العثرات والظروف الصحية والمادية المؤلمة، وكانت في وقت من الأوقات عاجزة عن توفير الدواء والمسكن، قبل أن تنهض من جديد.
تبنت المملكة المغربية الراحلة الحاجة الحمداوية، وأولتها العناية اللازمة للعودة إلى مجدها مرة أخرى، واستمرت في عطائها الفني، وسمحت عام 2008 للفنانة اللبنانية ميريام فارس بتقديم إحدى أغنياتها ضمن ألبومها أنذاك ووافقت على الفور.
اقرأ أيضاً
عاصرت الحاجة الحمداوية وغنت أمام العديد من الملوك والأميرات، وكان صوتها معروفا قبل الاستقلال وبعدها، ومر عليها عهد الملك محمد الخامس والحسن الثاني ومحمد السادس، وغنت في أشهر القصور والمسارح.
رحلة الحاجة الحمداوية من المغرب لـ باريس
ولدت الحاجة الحمداوية عام 1930 فى درب السلطان بالدار البيضاء، ظهر حبها للغناء فى سن صغيرة حيث ورثت فن "العيطة" عن والدها، لتبدأ مسيرتها الفنية وهى فى التاسعة من عمرها، ثم شاركت بعدها فى عدد كبير من الحفلات والمسارح حتى ذاع صيتها فى المغرب وبدأت السفر إلى باريس، وغيرها من الدول، وظلت لأكثر من 70 عاما تقدم فنها لجمهورها.
تسريحاتها كانت سببا فى شهرتها
اشتهرت الحاجة الحمداوية بمظهرها الفريد على المسرح، كما عرفت بتسريحاتها الكلاسيكية وارتدائها القفطان ذى الألوان الزاهية، وأحبها الجمهور المغربى وعشق اللون الغنائى الذى تقدمه ولون "العيطة" التى اشتهرت به.
وفى زمن الاستعمار الفرنسى هاجرت من المغرب إلى باريس، حيث تعرفت هناك إلى كبار الفنانين المغاربة والعرب، ولاقت مضايقات الأمنية لما كانت تتضمنه أغانيها من تلميحات وإشارات إلى الاستعمار الفرنسى.
وعادت إلى بلادها بعد عودة الملك الراحل محمد الخامس من المنفى، لتملأ بغنائها دنيا المغرب العربى وبلاد العرب، وليتردد صوتها وأنغامها على مسامع محبيها.
الحاجة الحمداوية والقفطان المغربى
خلقت أسلوبها الخاص فى موسيقى البوب بارتدائها القفطان المغربى التقليدى، حيث تعتبر أغانيها من كلاسيكيات البوب الذى اتخذه العديد من الموسيقيين المغاربة الحاليين، كما قامت بأداء العديد من الأغانى مع مشاهير الفنانين مثل الشاب خالد وحميد بوشناق.