قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

بلدة "العلا" السعودية تكرم ابن بطوطة وتعيد له جميله بتسمية هذه الوجهة السياحية باسمه

بلدة "العلا" السعودية تكرم ابن بطوطة وتعيد له جميله بتسمية هذه الوجهة السياحية باسمه
نشر: verified icon يامن 26 أكتوبر 2022 الساعة 06:40 صباحاً

لم يكن يتوقع الرحالة العالمي المغربي محمد الطنجي والمشهور بلقب "ابن بطوطة" أن أهل بلدة العلا سيعيدون له جميله يوماً ما، فبعد 700 عام من زيارته للبدة قرر أهالي المنطقة رد الجميل وفعل هذا العمل الجميل الذي سنسرده.

قال الرحالة ابن بطوطة الذي زار "العلا" في أوائل القرن الرابع عشر في رحلة طويلة جاب فيها الكثير من البلدان، إن "العلا قرية كبيرة حسنة ولها بساتين ونخل ومياه يقيم بها الحجاج أربعاً يتزودون ويغتسلون ويودعون فيها ما يكون عندهم من فضل زاد ويصطحبون معهم قدر الكفاية وأهل هذه القرية أصحاب أمانة".

لكن بعد كل تلك السنين، لا تغيب سيرة ابن بطوطة عن المكان الذي حولته السعودية لوجهة سياحية عالمية نشطة في الفترة القليلة الماضية، يقصدها سياح من مختلف دول العالم، وبينهم سياح غربيون هواة للأماكن التاريخية.

فقد تم قبل أيام، افتتاح منزل فاره في الموقع التاريخي، يحمل اسم ابن بطوطة، وقد جمع مصمموه بين مزايا المنازل المعاصرة والطابع التاريخي، حيث تتداخل الخيمة مع البناء الحديث، بينما يتاح لمن يقيمون في المنزل مشاهدة آثار صامدة لحضارات بائدة عاشت قبل آلاف السنين.

والمنزل، هو فيلا من عشرات أخرى أنشأتها إحدى الشركات الاستثمارية في المكان، لتلبية الطلب المتنامي من السياح على أماكن الإقامة التي انتشرت في الموقع التاريخي بين الجبال التي حفر فيها الأنباط بشكل هندسي فريد مدافن ومباني لا تزال قائمة.

وتم افتتاح منزل ابن بطوطة بعد أشهر فقط من عرض مسرحية تحمل اسم الرحال المغربي أيضا ضمن فعاليات فنية وثقافية أخرى تندرج في مهرجان "شتاء طنطورة" الذي بات يقام كل عام في البلدة التاريخية بمشاركة نجوم غناء وموسيقى عالميين.

وتحكي المسرحية عن زيارة ابن بطوطة للعلا قبل سبعة قرون ولقائه بأهالي القرية وما دار بين الطرفين من حوارات دونها الرحالة المغربي في كتب شكلت نتاج رحلاته الطويلة في أصقاع العالم، وتُرجمت لعدة لغات.

وقال صالح العنزي الذي يعمل في شركة تنظم رحلات سياحية في العلا، لـ "إرم نيوز" إن "اسم الرحالة ابن بطوطة يتردد في العلا بكثرة هذه الأيام، حيث بات أحد علامات جذب السياح للمكان الذي مر به وأقام لأيام، قبل أن تدرجه منظمة اليونسكو الأممية على لائحة التراث العالمي".

وأضاف العنزي الذي التحق مثل شبان وشابات سعوديين كثر بوظائف وفرتها الشركات السياحية التي قدمت للعلا في الأعوام القليلة الماضية، أنه أشبه برد جميل لابن بطوطة، نشر سمعة طيبة عن أهالي العلا تناقلتها الأجيال، فخلدوا اسمه في المكان التاريخي.

وازدهرت قبل نحو ألفي عام حضارة الأنباط في منطقة تمتد اليوم بين الأردن والسعودية المتجاورتين، وفي حين تعد مدينة البتراء الشهيرة، التي بناها الأنباط في الأردن، وجهة سياحية عالمية معروفة، فإن مدائن صالح في العلا السعودية، والتي بناها الأنباط أيضاً، لم تكن معروفة للسياح من قبل.

لكن مع تبني السعودية في السنوات القليلة الماضية خطة تستهدف تحويل البلاد لوجهة سياحية عالمية، احتلت مدينة الأنباط القديمة في العلا حيزًا رئيسيًا من اهتمام القائمين على تلك الخطة، لتصبح في وقت قصير وجهة سياحية تزدحم بالفعاليات التي يرغبها عشاق الأماكن التاريخية.

ويعد مسرح المرايا أشهر المعالم الحديثة في المنطقة، حيث أنشأت السعودية مسرحًا كبيرًا في المنطقة الأثرية في العلا، تتألف جدرانه العالية من المرايا التي تعكس صخور المنطقة التاريخية، بينما تُنظم داخله حفلات فنية لكبار فناني العالم.

كما ينظم في المكان مهرجان للمناطيد، حيث يتاح لركابها من عشاق التصوير رؤية العلا من السماء، وتوثيق زاوية أخرى من حضارة الأنباط العريقة.

ويقام أيضاً كل عام مهرجان طنطورة، الذي يستمد اسمه من ساعة شمسية بدائية تعتمد على ظل الشمس في تحديد المواقيت، وقد تحول لحدث يسافر لحضوره السياح.

و العلا إحدى مدن المملكة العربية السعودية، تقع شمال غرب المملكة، وتتبع إدارياً لإمارة منطقة المدينة المنورة، وتبعد عن مركز الإمارة تقريباً 300 كيلو متر شمالاً، وعاصمة لمحافظة العلا. يصل عمر الاستيطان البشري فيها إلى نحو 4000 عام، وهي أحد أهم الوجهات السياحية في السعودية. ذكر ياقوت الحموي العلا في معجمه، بضم أوله، والقصر، وهو جمع العليا، وهو اسم لموضع من ناحية وادي القرى بينها وبين الشام، نزل بها النبي محمد في طريقه إلى غزوة تبوك، وحدد بها مكاناً لمسجد وضع حدوده بالعظام فبناه أهلها بعد ذلك وأسموه مسجد العظام. وكانت قديما تُسمى دادان ويروى أن سبب تسميتها بالعلا أنه كان بها عينان مشهورتان بالماء العذب هما المعلق وتدعل، وكان على منبع المعلق نخلات شاهقات العلو يطلق عليها العلي. وتقع مدينة العلا بين جبلين كبيرين على واد خصب التربة، تزرع فيه النخيل والحمضيات والفواكه كما تتوفر المياه الجوفية علي مسافات قريبة رغم الشح الكبير في الأمطار، وهي من ضمن المواقع الأثرية المسجلة بمنظمة اليونسكو، وهي عاصمة الأنباط الثانية قديما، ومناخها قاري حار صيفاً وبارد شتاءً يتبعها قرابة 300 قرية.

وخلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا يومي 9 و10 أبريل 2018 تم التوقيع على اتفاقية بين حكومتي البلدين حول مشروع تطوير محافظة العلا، ويسلط ھذا التعاون الضوء على رؤية مشتركة بين البلدين لحماية وتعزيز التراث الثقافي، وتعزيز المعرفة العلمية، وفتح طرق جديدة للسياحة المستدامة حول ھذا الموقع الأثري الفريد.

في فبراير 2019 أطلق الأمير محمد بن سلمان رؤية العلا التي تهدف إلى تطويرها بطريقة مسؤولة لتحويلھا إلى وجھة عالمية للتراث، مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في المنطقة بالتعاون مع المجتمع المحلي وفريق من الخبراء العالميين، وتسهم الرؤية بـ120 مليار ريال من الناتج المحلي التراكمي.

يامن

يامن

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد