قم بمشاركة المقال
على الرغم من أن الاتجاه إلى العمل عن بُعد يرجع بالأساس إلى القيود الصحية، التي واكبت جائحة كورونا، إلا أنه مازال هناك اهتمام آخذ في النمو تجاه هذا الخيار على مستوى الشركات والسياسات المخططة لأسواق العمل.
وتُظهر الدراسات الحديثة فوائد قوية لهذه الأنواع الجديدة من الاتجاه للعمل عن بُعد، مثل انخفاض معدل التناقص وتحسين الأداء وزيادة رضا الموظفين، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع Psychology Today.
اقرأ أيضاً
كما تظهر الدراسات التحليلية الحديثة أنه حتى لو كان التأثير صغيراً، ومبالغاً في تقديره من قبل الرأي العام، فإن الشعور بالوحدة قد زاد بشكل ملحوظ بعد فترات الإغلاق.
لكن يجب ألا تخفي هذه الفوائد أن هناك بعض المخاطر، ومن أبرزها الشعور بالوحدة التي قد تصيب البعض أثناء العمل عن بُعد وهي أحد المبررات الأساسية التي تستخدمها الشركات للدعوة إلى العودة إلى العمل من المكاتب.
اقرأ أيضاً
وقدم بحث علمي استعرضه التقرير ثلاث فئات من سمات الشخصية والدوافع التي تؤدي إلى شعور أعلى بالوحدة، هي:
1. القدرة على التفكير المجرد
أما الأفراد الذين يميلون إلى التفكير والتحليل الذاتي ومن تتوافر لديهم القدرة على إعادة بناء الماضي ذهنيًا أو تخيل المستقبل، هم أكثر نجاحًا في إدارة الشعور بالوحدة وجعلها تجربة مجزية.
اقرأ أيضاً
حيث تُظهر الدراسات الفائدة الوظيفية للحنين إلى الماضي لتقوية الروابط الاجتماعية وزيادة احترام الذات الإيجابي وتقليل الشعور بالوحدة.
وتعمل قدرة الفرد على التفكير العقلي والزمني والتجريدي كمورد وقائي ضد فقدان المعنى الناتج عن الشعور بالوحدة. لذلك يجب على المديرين التركيز على:
اقرأ أيضاً
- مساعدة الموظفين على التراجع عن العمل التشغيلي البحت والتفكير في الغرض من عملهم.
- تذكر كيف تم تجاوز الأوقات الصعبة الماضية بنجاح.
- منحهم رؤية للمستقبل ومعنى طويل المدى.
2. الشعور بالانتماء والتواصل البشري
يعبر الموظفون، الذين يفضلون التواصل البشري أو مقابلة أشخاص جدد في العمل، عن شكوى من مستويات أعلى من الشعور بالوحدة عند العمل من المنزل.
وتدعم دراسات أخرى هذه النتيجة، حيث تُظهر أن أولئك الذين لديهم حاجة قوية للانتماء هم أكثر عرضة للتوتر والقلق والشعور بالوحدة. في الوقت نفسه، يتمتع الأشخاص الأكثر استقرارًا من الناحية العاطفية والذين يفضلون العزلة بتجربة أكثر إيجابية في العمل عن بُعد.
لذلك، فإن المديرين يجب عليهم اقتراح الأنشطة المناسبة للموظفين الذين لديهم حاجة قوية للانتماء ومساعدتهم على بناء روابط ومجتمعات اجتماعية أكثر جدوى:
- تكليف الشخص بنشاط غني بالعلاقة وتشجيعه على لقاء أشخاص جدد كجلسات عمل مشتركة.
- إعداد مناسبات اجتماعية جديدة للقاء الآخرين
- إنشاء قواعد في العمل الجماعي لمشاركة المراجع الجماعية وتحقيق الانتظام.
3. الشعور بالتقدير والتشجيع
تضم الفئة الثالثة من السمات الشخصية مجموعة من أشخاص لديهم حاجة أكبر للشعور بتقدير مجهوداتهم (على سبيل المثال، من يحتاجون إلى الشعور بالاحترام داخل الشركة والتهنئة على إنجازاتهم ومزيد من التعليقات).
لكن إذا كان التقدير والتشجيع في العمل وسيلة لتقليل الشعور بالوحدة، فإنه يظل تحديًا للمديرين، ففي المملكة المتحدة، يعتقد 20٪ من الموظفين أنهم تلقوا تقديرًا أقل من أقرانهم ومديريهم منذ العمل عن بُعد. لذلك من المهم اقتراح إجراءات مناسبة لتقليل مشكلاتهم بشكل أفضل:
- إعطائهم ملاحظات إيجابية وشخصية.
- تنظيم مناسبات للاحتفال بالنجاحات مع الفريق.
- أخذ الوقت الكافي للتعرف على مساهمات الموظفين.
هذا ويحث التغلب على الشعور بالوحدة على فهم أفضل لتفضيلات الأشخاص وقدرتهم على التعامل مع الشعور بالوحدة عن بُعد.
ومن أجل تحقيق تلك الغاية، فإن المسؤوليات تكون ذات شقين:
1. يحتاج الموظفون إلى فهم أنه يمكنهم - ويجب عليهم - اتخاذ إجراءات فردية استباقية لتقليل الشعور بالوحدة من خلال تعزيز دوائرهم الاجتماعية وإظهار التزام حقيقي بالعمل الجماعي والتوجه إلى مديرهم للحصول على تعليقات أو توجيهات من خلال طرح أسئلة مفتوحة وبناء المرونة من خلال التفكير الذاتي أي القدرة على ممارسة مطالعة النفس والاستعداد لتعلم المزيد عن الطبيعة الأساسية والغرض والجوهر.
2. تحتاج الشركات إلى قبول أن الإدارة عن بُعد تتطلب إتقان علم القيادة الجيدة، بخاصة أن الدراسات العلمية أثبتت لفترة طويلة أن القيادة تتعلق بممارسة السلطة مع الفريق وليس على أعضاء فريق العمل.