قم بمشاركة المقال
مخاوف الطفولة هي قاسمنا المشترك. سوف نظل نتذكر جميعًا جزءًا من طفولتنا. يمكن أن يكون القلق النفسي الذي تولده المخاوف شديدًا للغاية، ولذا يجب على الكبار أن يكونوا مستعدين لها إذا أردنا مساعدتهم. لكن السؤال كيف؟
قد يضطر الأطفال لمواجهة مجموعة واسعة من المخاوف، يرتبط الكثير منها بالنمو وبالعمر، فيما تكون مخاوف أخرى مَرضية. على أي حال قد يكون من الصعب عليهم إدارة انفعالات جد عنيفة تكون في الواقع صعبة بالفعل حتى على البالغين. لهذا يستطيع الوالدين تزويدهم بالأدوات لمساعدتهم على التغلب على مخاوفهم.
اقرأ أيضاً
غالبا ما نقع في خطأ الاعتقاد بأن التلقين والتويه الانفعالي ليس ضروريا. نفترض أن الأطفال سيتعلمون إدارة مخاوفهم مع الوقت والخبرة، ومع ذلك فإن الحقيقة أنهم بحاجة إلى دعم ومراجع حتى لا تصبح مصادر الضيق المحتملة سببا في تفاقم معاناتهم في النهاية.
ربما مع تقدم العمر يتلاشى عندهم الخوف من الظلام والعواصف الرعدية والغرباء والحوادث (على الرغم من أن المخاوف قد تصبح مزمنة ومخاوف مَرضية). ومع ذلك فإن مساعدة الأطفال على إدارة هذه المشاعر لا تحميهم من الشعور بقلق كبير وحسب، بل توفر لهم أيضا تدريبًا قيّما يمكنهم تطبيقه في مواقف مختلفة في المستقبل.
اقرأ أيضاً
كيف نساعدة الأطفال على التغلب على مخاوفهم
بادئ ذي بدء فإنه من الضروري، وفقًا للتقرير الذي نشره موقع nospensees اليوم الثلاثاء، عند مواجهة خوف الطفل تحديد طبيعة هذا الخوف. وذلك لأن هناك بعض المخاوف التي تميل إلى الظهور في مراحل محددة من التطور، وهي ما يسمّى بالمخاوف التطورية. إن معرفتها لن تمنعها من الظهور لكنها ستضعنا في وضع أفضل إذا رغبنا في مساعدتهم على التخلص منها.
اقرأ أيضاً
في ما وراء ذلك هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكننا وضعها لمساعدة الأطفال على التغلب على مخاوفهم، مهما كانت :
1. معالجة المحتوى المستهلَك
الخوف انفعال طبيعي يخدم وظيفة معيّنة، ويظهر مرات عديدة في حياة القاصر. ومع ذلك ترتبط بعض المخاوف ارتباطًا وثيقًا بالمحتوى الذي يستهلكه الأطفال في الأفلام أو المسلسلات أو الشبكات الاجتماعية. لذا تُعتبر مراقبة هذا المحتوى أكثر أهمية مما نعتقد، حتى لا يتعرضوا للصور أو الأفكار التي لا تتوافق مع مستوى نضجهم.
اقرأ أيضاً
وبالمثل يمكن للمحادثات مع الأشقاء والأصدقاء وزملاء العمل في بعض الأحيان أن توقظ هذه المخاوف. لهذا السبب، لا بد من بذل جهد للحفاظ على التواصل السلس والمنتظم مع الأطفال. فلن ينفتحوا إلا في بيئة يشعرون فيها بالأمان.
2. شرح وتثقيف الأطفال حول الانفعالات
يمكن أن يشعر الأطفال، مثل البالغين بالارتباك عندما تهاجمهم انفعالات عنيفة. في مثل هذه اللحظات فإن فهمَك لما يحدث يزيد من إحساسك بالسيطرة. لهذا السبب من الضروري أن نشرح لهم ما هو الخوف، وكيف يتجلى، وما هي المواقف التي تولد الخوف بسهولة، وما الذي يمكننا فعله حيال ذلك.
يجب التأكيد على أن الخوف يمكن أن يولد أعراضًا في الجسم (مثل تسارع ضربات القلب)، وبعض الأفكار (مثل "سيكون هذا صعبًا للغاية") وسلوكيات نوعية (مثل الهروب أو محاولة تجنب موقف مخيف بعينه). بفضل هذا سيتمكن الطفل من التعرف على خوفه عند ظهوره، فيمنحه اسمًا ويستوعب ما يحدث.
3. السماح لهم بالإحساس والتعبير
بالإضافة إلى ذلك من الضروري توفير مساحة آمنة لهم للتعبير عن أنفسهم. في أذهان الكبار غالبًا ما يتم التقليل من أهمية مخاوف الأطفال أو حتى السخرية منها. إن ما نحققه من هذا السلوك هو أنهم سيتوقفون عن مشاركة مخاوفهم معنا، لأننا لم نساعدهم.
على العكس من ذلك يجب أن يواجه القاصرون مخاوفهم وهم يثقون أن أصحاب الثقة لديهم يقفون إلى جانبهم، وأنهم يتمتعون بهذا الدعم حقًا. في هذا الصدد إذاشارك الأب بعض مخاوفه مع أطفاله فإن ذبك يمكن أن تساعدهم على فهم أن الأمر انفعال طبيعي للغابة.
4. إعطاء الأطفال دوراً فعالاً في التغلب على مخاوفهم
إنه وقت مناسب لتعزيز استقلالية الصغار، وبالتالي مساعدتهم على زيادة ثقتهم بأنفسهم. ولكن كيف؟ بإعطائهم دورًا نشطًا في حل مخاوفهم.
بدلاً من إرشادهم مباشرة إلى ما يجب عليهم فعله فمن الإيجابي جدًا إنشاء محادثة نشجعهم فيها من خلال الأسئلة المفتوحة على التعبير عن مشاعرهم بكلمات. الشيء الإيجابي في تحقيق هذا الهدف هو أنه يمكننا مساعدتهم في إنشاء قصة تساعدهم حول ما يحدث لهم.
على سبيل المثال: "لماذا تعتقد أنك خائف في الليل؟"، "كيف يمكنك أن تشعر بمزيد من الأمان؟"، "ما الذي تعتقد أنه يمكننا القيام به لمساعدتك على النوم بهدوء في سريرك؟".
5. اقتراح نماذج تأقلم
هذه واحدة من أهم الخطوات، لأن جزءًا مبيرًا من تعلم الأطفال يحدث بشكل غير مباشر، أي أنه يتم تحقيقه من خلال مراقبة الكيفية التي يتعامل بها الآخرون مع مختلف المواقف. الآباء، بصفتهم مرجعيات أساسية يمثلون قدوة (نماذج) عظيمة من حيث هي أساليب تأقلم فعالة، لكن يمكنهم أيضًا اكتسابها من مصادر أخرى.
على سبيل المثال، قراءة قصص أطفال تتحدث عن خوف الطفل، أو مشاهدة أفلام ذات الصلة أو إعادة إنشاء مشهد من خلال اللعب الرمزي. من خلال التماهي مع الشخصيات يمكن للقصر استيعاب سلسلة من الأفكار والسلوكيات التي ستساعدهم في التغلب على مخاوفهم.
6. ممارسة تأكيد الذات
الإفصاح عَن المشاعر والآراص دُون خَوْف وَلاَ وَجَلٍ مفيد جدًا، لأنه يعالج أحد الأعراض الرئيسية للخوف: الأفكار المزعجة. إن ممارسة التعبير تساعد بشكل فعلي على تحويل هذا الحوار الداخلي الذي يغذي الخوف.
للقيام بذلك يمكنك أن تصمم مع الطفل عبارات بسيطة وإيجابية يمكنكما تكرارها في شكل تعويذة لتشجيع الطفل وتعطيه الشجاعة في مواجهة الموقف المخيف. على سبيل المثال، "يمكنني القيام بذلك" أو "كل شيء سيكون على ما يرام".
7. التدرب على تقنيات التنفس الإرادي
يضيف التقرير أن تقنيات التنفس فعالة جدًا في السيطرة على الأعراض الجسدية للخوف. فهي تمارين بسيطة يمكن للطفل تعلمها في وقت قصير وتطبيقها كلما احتاج إلى الهدوء أو مواجهة الخوف.
8. طلب المساعدة المهنية لمساعدة الأطفال
بالنسبة لبعض المواقف تظل الإرشادات التي شاركناها هنا غير كافية. في هذه الحالات يصبح التدخل المهني ضروريًا.
عندما يسبّب الخوف قلقًا كبيرًا، أو يستمر لفترة أطول من المتوقع، أو يكون مقيدًا جدًا للطفل القاصر فمن الضروري قبل تطبيق استراتيجيات عامة إجراء تقييم لِما يحدث. قد تكون هناك حالة من المضايقات أو الإساءة وراء ما يحدث، لأنه من خلال تأثيرنا على الأعراض وحدها فإننا نقوم فقط بإطفاء الإشارات التي تحذرنا ممّا يحدث.