المرتفع الجوي الأكبر.. عملاق مناخي مرعب يضرب المناطق الجنوبية ويهدد حياة الآلاف من البشر.. الأرصاد يطلق تحذيرا شديدا للسكان في هذه الدول بالذات ا

إن التغير المناخي بتبعاته على الصحة والبيئة كان له تأثير كبير خلال السنتين الماضيتين في جنوب أوروبا حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل غير مسبوق. ويتوقع خبراء المناخ أن تكون بلدان جنوب القارة العجوز الأكثر تعرّضاً خلال السنوات المقبلة لظاهرة الاحترار المناخي بسبب موقعها الجغرافي بين منطقتين من الضغط الجوي المنخفض والمرتفع.

في هذا الصدد، أشارت خدمة كوبرنيكوس لمراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يوم الاثنين في 22 أبريل/ نيسان 2024، إلى أن أوروبا تواجه موجات حرارة شديدة بشكل متزايد لدرجة أن جسم الإنسان لا يستطيع التكيف معها، إذ يستمر تغير المناخ في رفع درجات الحرارة.

في تقريرها عن مناخ أوروبا، أشارت كوبرنيكوس والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى الظروف القاسية التي شهدها العام الماضي 2023، ومنها موجة الحر في يوليو /تموز والتي دفعت نحو 41 بالمئة من جنوب أوروبا إلى إجهاد حراري قوي أو قوي للغاية أو شديد، وهي أكبر منطقة في أوروبا تتعرض لمثل هذه الظروف.

وكانت مناطق من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان شهدت ما يصل إلى عشرة أيام من الإجهاد الحراري الشديد في 2023، والذي تم تعريفه على أنه درجة حرارة "تبدو وكأنها" أكثر من 46 درجة مئوية، وعند هذه النقطة يجب اتخاذ إجراءات فورية لتجنب ضربة الشمس وغيرها من المشاكل الصحية.

وقال التقرير إن الوفيات المرتبطة بحرارة الجو زادت بنحو 30 بالمئة في أوروبا خلال العشرين عاما الماضية.

ما هو الإجهاد الحراري؟
يُعرّف خبراء المناخ الإجهاد الحراري بازدياد حرارة الجسم بصورة بالغة بسبب ارتفاع درجات الحرارة ويشعر المصاب بالتعب والوهن، والدُّوَار، والصداع، أو زيادة وسرعة في ضربات القلب، وقد يحدث له الجفاف والتعرّق الكثيف بعد التعرض لدرجات حرارة مرتفعة.

وتشكل الحرارة الشديدة مخاطر صحية خاصة على العاملين في الأماكن المفتوحة وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.

يقيس الإجهاد الحراري عامة تأثير البيئة على جسم الإنسان، ويجمع بين عوامل مثل درجة الحرارة والرطوبة واستجابة الجسم لهذه العوامل من خلال الحرارة "التي يشعر بها".

^نشرت في: 22/04/2024