قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

بينها الأردن والسعودية.. إيران تفاجئ الجميع وتقرر استهداف 6 دول عربية ردا على اغتيال إسرائيل قادة "الحرس الثوري"؟! - أسماء الدول

بينها الأردن والسعودية.. إيران تفاجئ الجميع وتقرر استهداف 6 دول عربية ردا على اغتيال إسرائيل قادة "الحرس الثوري"؟! - أسماء الدول
نشر: verified icon محمد رحيم 06 أبريل 2024 الساعة 04:30 مساءاً

أثار مقتل قياديين بارزين في صفوف فيلق القدس الإيراني، الإثنين الفائت، جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف مبنى تابعا لسفارة طهران في العاصمة السورية دمشق، تساؤلات حول طبيعة وخيارات الرد الإيراني المُرتقب على هذا الهجوم، خاصة في ظل تأكيد سفير الجمهورية الإسلامية لدى سوريا أن بلاده سترد بشكل “حاسم” على هذا القصف.

وليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة على الأرجح التي تستهدف إسرائيل وحلفاؤها ضباطا عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، على غرار كل من قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، الذي اغتيل في بغداد، والعالم النووي فخري زادة، الذي قضى في هجوم مسلح في قلب العاصمة طهران؛ فيما تظل ردود فعل النظام الإيراني حبيسة التصريحات الإعلامية، في غياب أي تهديد حقيقي ومباشر لمصالح إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.

ويفتح هذا المعطى باب التكهنات بشأن إمكانية اتخاذ مناطق جغرافية أخرى، خاصة في شمال وغرب إفريقيا، فضاء للرد ومعاكسة المصالح الإسرائيلية. هذا الفضاء الذي يتعاظم فيه نفوذ طهران بمساعدة من بعض الدول الوظيفية، إذ من المحتمل أن يستهدف هذا الرد الموعود الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية واقتصادية مع الدول العبرية، وعلى رأسها المغرب، وإن بوسائل مختلفة، خاصة في ظل امتلاك طهران مجموعة من الأوراق في المنطقة، على غرار الجماعات المسلحة والتنظيمات الانفصالية التي تحظى بدعمها وتسليحها، فيما تحاول هذه الأخيرة من خلال هذا الدعم فتح جبهات جديدة من المواجهة مع تل أبيب وواشنطن خارج فضاء الشرق الأوسط.

أعمال انتقامية واستهداف للمصالح

في هذا الإطار قال هشام معتضد، الباحث في القضايا الإستراتيجية، إن “الرد الإيراني من المرتقب أن يكون عسكريا وسياسيا في الآن ذاته، وذلك راجع إلى قوة الضربة التي تلقتها طهران بفقدانها عناصر من الحرس الثوري، الذي يعتبر أحد رموز التباهي العسكري والأمني الإيراني”، مشيرا إلى أن “التوعد بالرد السريع من طرف إيران يترجم نوعية الضربة التي تلقتها القيادة في طهران، فيما من المؤكد أن الرد سيكون استخباراتيا بامتياز، مع ردود فعل ذات أبعاد سياسية بشأن المصالح الإسرائيلية”.

وأضاف معتضد، في تصريح لهسبريس، أن “المصالح الإسرائيلية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المتوقع بدورها أن تكون هي الأخرى من ضمن الأهداف الرئيسية التي ستركز عليها المخابرات العسكرية والأمنية الإيرانية في ردها على هذا الهجوم الإسرائيلي، وبالتالي ففضاء المغرب الإقليمي لن يبقى خارج حسابات طهران، من خلال دعم انفصاليي البوليساريو على سبيل المثال”.

وأوضح المتحدث ذاته أن “الدول التي لها علاقات قائمة مع تل أبيب قد تكون أيضا محط اهتمام القيادة الإيرانية من أجل الرد، لذلك فالعواصم العربية والإسلامية التي استأنفت علاقاتها مع تل أبيب قد تشهد أعمالا انتقامية على أراضيها، من خلال تنفيذ عمليات نوعية إيرانية تستهدف منشآتها أو مشاريعها المشتركة مع إسرائيل”.

وزاد الباحث شارحا: “من المنظور الإستراتيجي والتوجه السياسي الجديد للقيادة في طهران قد تكون القارة الإفريقية واحدة من المناطق التي ستقوم من خلالها إيران بالرد على هذا القصف الإسرائيلي، وذلك لإثبات قدرتها على استهداف المصالح الإسرائيلية أينما وجدت، ولسهولة اختراق الفضاء الإفريقي أمنيًا وعسكريا، في ظل تنامي الحركات الإرهابية والجماعات المسلحة”.

وحول أبرز المناطق المرشحة لهذا الرد المرتقب أشار المصرح لهسبريس إلى “الفضاء الجغرافي للساحل والصحراء، من خلال زيادة دعم الحركات المسلحة أو استخدام بعض من عناصرها لتنفيذ عمليات مختلفة تستهدف المصالح المشتركة لإسرائيل مع الدول التي تتقاسم معها مختلف المشاريع الاقتصادية والتجارية وكذا السياسية”.

سوابق تصعيدية وديناميات إقليمية

تفاعلا مع الموضوع ذاته قال جواد القسمي، باحث في الشؤون الدولية، إن “القصف الإسرائيلي للسفارة الإيرانية في دمشق، ومقتل عناصر من الحرس الثوري، ليس حدثا جديدا أو استثنائيا في التصعيد الإقليمي بين إسرائيل وإيران، فلا طالما قصفت إسرائيل أهدافا إيرانية على أراضي دول حليفة للأخيرة، كسوريا والعراق ولبنان، إلا أنه بالنظر إلى السياق الحالي وطبيعة الأوضاع السياسية والأمنية التي تمر منها المنطقة يمكن القول إن هذا القصف يمكن أن يزيد حدة التوترات في المنطقة وبين البلدين خصوصا”.

وأضاف القسمي في تصريح لهسبريس: “بالنظر إلى سوابق الهجمات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية لا يمكن أن نتوقع ردا عسكريا مباشرا على إسرائيل، ولا ردودا سياسية ودبلوماسية، مثل تقديم شكاوى للهيئات الدولية كالأمم المتحدة من أجل إدانة تل أبيب، لأن إيران تعي جيدا كيف تتعامل إسرائيل مع المنظمات والمواثيق الدولية؛ وبالتالي ما هو مرجح أن تختار–بدلا من الرد المباشر- استخدام الوكلاء الموالين لها بالمنطقة، سواء باليمن أو سوريا أو العراق أو لبنان، لتنفيذ عمليات عسكرية انتقامية ضد إسرائيل ومصالحها في المنطقة؛ كما قد تلجأ إلى استخدام القدرات التكنولوجية لشن هجمات سيبرانية على منشآت إسرائيلية حساسة أو بنى تحتية حيوية كما حدث سنتي 2021 و2022”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “توسيع النطاق الجغرافي للرد الإيراني المحتمل على الهجمات الإسرائيلية في شكل أعمال عدائية أو استفزازية موجهة ضد الدول المُطبعة مع الكيان الإسرائيلي، كالمغرب، يبقى أمرا مستبعدا، ولو أن طهران تدعم الانفصاليين؛ إلا أنه بالنظر إلى الأوضاع في الشرق الأوسط يتبين أن القدرة على الرد متاحة أكثر في ظل الفوضى والصراع القائم في المنطقة، أمام استحالة تحقيق ضرر واضح بمصالح إسرائيل في مناطق أخرى، وأمام قدرة وقوة الدول الُمطبعة”.

وخلص الباحث في الشؤون الدولية إلى أن “طبيعة أي رد إيراني محتمل ستتأثر على الأرجح بعوامل مختلفة، منها تأثيره على الديناميات الإقليمية، بالإضافة إلى أهداف إيران الإستراتيجية، وكذا الاعتبارات السياسية المحلية؛ أضف إلى ذلك أن طهران ليس في مصلحتها التصعيد أكثر في اتجاه حرب مباشرة مع إسرائيل أو صراع إقليمي أوسع”.

محمد رحيم

محمد رحيم

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد