الدولار يخطف الأنظار في مصر: رقم تاريخي غير مسبوق إثر جنون المضاربات في السوق السوداء!

واصل سعر الدولار بالسوق السوداء في مصر ارتفاعاته الملحوظة خلال الساعات القليلة الماضية، حيث لامس مستوى قياسيًا جديدًا يشهده لأول مرة.

وزاد سعر الدولار مقابل الجنيه بالسوق السوداء بما يصل إلى 3 جنيهات خلال تعاملات اليوم ليقفز إلى 63 جنيها مقارنة بنحو 60 و61 جنيها في تعاملات يوم الاثنين الماضي لتتسع الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي بأكثر من 100%.

يأتي ذلك بالتزامن تعديل وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني نظرتها المستقبلية لتصنيفات الودائع طويلة الأجل لخمسة بنوك مصرية كبرى إلى سلبية بدلاً من مستقرة، وهم البنك الأهلي المصري وبنك مصر وبنك القاهرة وبنك الإسكندرية والبنك التجاري الدولي. بجانب أيضًا زيارة لبعثة من صندوق النقد الدولي لمناقشة برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري وضخ تمويلات إضافية لتخفيف ضغوط التوترات الجيوسياسية على الاقتصاد المصري التي تسببت فيها الحرب في غزة وزادت حدتها بعد هجمات الحوثيين البحر الأحمر.

يأتي ارتفاع الدولار بالسوق الموازية غير الرسمية بالتزامن مع ارتفاع أسعار الذهب لأعلى مستوياتها على الإطلاق في السوق المحلية، بجانب أيضًا ارتفاع الدولار بالعقود الآجلة غير القابلة للتسليم أمام الجنيه لأعلى مستوى أيضًا في التاريخ.

وتواجه مصر ضغوطًا كبيرة في الآونة الأخيرة بسبب نقص النقد الأجنبي وازدياد قوة السوق السوداء لدولار بعد خروج أموال ساخنة بنحو 22 مليار دولار جراء التداعيات السلبية للصراع الروسي الأوكراني خلال النصف الأول من 2022.

هذه الأزمة دفعت مصر للتوجه إلى صندوق النقد الدولي من أجل الحصول حزمة تمويلية، حيث حصلت على موافقته في ديسمبر 2022 على قرض بقيمة 3 مليارات دولار، يتم صرفه على مدى 46 شهرًا، حيث تلقت أول دفعة بقيمة 347 مليون دولار.

لكن الصندوق أرجأ صرف دفعتين تبلغ قيمتهما حوالي 700 مليون دولار من القرض بسبب تأجيل المراجعات المقررة في مارس وسبتمبر من 2023 لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، حيث يرجع ذلك إلى عدم التزام مصر بتعويم سعر الصرف وتخارج الدولة من الاقتصاد، وفقًا لتقديرات الخبراء.