قم بمشاركة المقال
يستعد البنك المركزي لإصدار الجنية الرقمي، الذي يعد خطوة جديدة على طريق التحول الرقمي والشمول المالي لدمج فئات المجتمع المختلفة في المنظومة المالية الإلكترونية، والإقلال من البصمة الكربونية التي تسعى بنوك العالم إلى التخلص منها بالسيطرة على تداول البنكنوت.
وأوضح محمد عبد العال الخبير المصرفي، أن الجنية الرقمي هو نسخة من الجنيه الورقي، في القيمة والتداول، لا يزيد ولا يقل، ولكنه رصيد رقمي في حساب العميل، والبنك المركزي يحتفظ برصيد مقابله كغطاء للإصدار.
اقرأ أيضاً
وأضاف في تصريحات خاصة لـ بوابة الأهرام، أن الجنيه الرقمي يمكن استخدامه في التداول وشراء الشهادات البنكية، واستخدامه أيضا في عمليات الدفع والتحويلات، حيث يسهل عملية التحويلات والدفع، ويوفر الوقت والجهد، بالإضافة إلى التوفير في تكلفة طباعة البنكنوت، وبذلك يتناسب مع توجهات وخطة الدولة نحو التحول الرقمي والشمول المالي وخطة 2030 في إستراتيجية المناخ لخفض البصمة الكربونية عند تداول البنكنوت .
60 % من المصريين يستخدمون "انستاباي"
اقرأ أيضاً
وهل سيكون هناك إقبال من المصريين على التعامل مع النسخة الرقمية للجنيه المصري، أكد الخبير المصرفي، أن المصريين سوف يقبلون على التعامل بالجنيه الرقمي، مثل ما حدث مع تطبيق انستاباي- المنظومة الوطنية للمدفوعات اللحظية- وسرعة تطوره والتداول من خلاله، ومتوقع له أن يسود أكثر وأكثر، خاصة أن هناك 60 % من المصريين يستخدمونه، مؤكدا أن الجنيه الرقمي سيكون كذلك، حيث سيصبح أحد أدوات المنظومة الالكترونية في مصر .
توفير شهادات بنكية رقمية
اقرأ أيضاً
وأوضح عبد العال أن كل وسائل الدفع المعروفة سيكون متاح عليها الجنيه الرقمي من خلال استخدام كود معين على حساب العميل، وستكون الحسابات رقمية، وجار توفير شهادات بنكية الكترونية، مؤكدا أن هذا التحول الرقمي لن يحتاج إلى تغيير أنظمة البنوك للتعامل مع الحسابات الالكترونية ، مؤكدا أن البنوك كلها متجهة إلى الديجيتال وتحديث البنية التحتية التكنولوجية لاستيعاب المنتجات المصرفية الإلكترونية الجديدة مثل الجنية الرقمي .
استخدام الخدمات الرقمية
هل يستطيع المصريون التعامل مع الجنية الرقمي؟ أكد عبد العال أن التكنولوجيا لم تقف عائقا أمام البسطاء من المجتمع، لاستخدام التكنولوجيا، وهذا ما نشهده من انتشار للتليفون المحمول "الموبايل"، مؤكدا أن هذا الانتشار والتوسع في استخدام الخدمات الرقمية، يعد هدف الشمول المالي لجذب كافة فئات المجتمع للتعامل بالصور الالكترونية المختلفة للاندماج في المنظومة المالية الرقمية .
الفرق بين العملات الرقمية والمشفرة
وكشف الخبير المصرفي عن الفرق بين العملات الرقمية والمشفرة، موضحا أن هناك أكثر من 100 عملة رقمية في العالم، والعملة الرقمية تختلف عن العملة المشفرة حيث إن العملة الرقمية تخضع للإشراف الكامل للبنك المركزي وهو المسيطر على إصدارها ومتابعتها وقيمتها وكل شيء يتعلق بها، أما العملة المشفرة فهي لا تخضع لسيطرة البنوك المركزية، حيث تدور في السماء تحت سيطرة تقنية "البلوك تشين" لتسجيل المعاملات المالية وتستخدم بحرية وسرية تامة .
100 عملة رقمية
قام البنك المركزي المصري بإجراء دراسة لإصدار «الجنيه الرقمي» بالتعاون مع صندوق النقد والبنك الدولي، في إطار سعيه لتعزيز التحول إلى الاقتصاد الرقمي وتوسيع نطاق المدفوعات الإلكترونية الفورية بين الأفراد والشركات دون الحاجة للوساطة. وينضم الجنيه الرقمي بذلك إلى أكثر من 100 عملة رقمية صادرة عن بنوك مركزية تمر بمرحلة البحث أو التطوير، واثنتان صدرتا بشكل كامل، وهما eNaira في نيجيريا، التي أُصدرت في أكتوبر 2021، وساند دولار في جزر البهاما، الذي ظهر لأول مرة في أكتوبر 2020، بحسب بيانات صندوق النقد الدولي.
ليست متقلبة مثل العملات المشفرة
كانت كريستالينا جورجييفا، المديرة العامة للصندوق، قد أكدت على أهمية العملات الرقمية للبنوك المركزية في توفير كلفة التحويلات المالية عبر الحدود وتعزيز مرونة وكفاءة أنظمة الدفع، موضحة إن التأخر عن ملاحقة ركب العملات المشفرة من خلال البنوك المركزية سيضيّع فرصاً مالية وينذر بمخاطر أكبر على مستقبلنا. وتعد العملات الرقمية نسخا افتراضية من النقود الورقية، التي تصدرها البنوك المركزية وتنظم العمل بها، وبالتالي فإنها ليست متقلبة مثل العملات المشفرة.