قم بمشاركة المقال
تحدث المواطن السعودي مشاري الذايدي عن زيادة شعبية الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد مشهد إعدامه في عيد الأضحى خلال احتفالية طقوسية. وذلك بالتزامن مع ذكرى حلول إعدامه.
وأشار الذايدي في مقاله المنشور في صحيفة "الشرق الأوسط" بعنوان "جثة صدّام أمام منزل المالكي" إلى أنه في 30 ديسمبر الماضي، حلّت ذكرى إعدام صدام حسين في التوقيت ذاته من عام 2006 في مشهد سيبقى خالدًا في الذاكرة البشرية، أو على الأقل الذاكرة العربية.قال الذايدي إنه في عيد الأضحى، وفي احتفال طقوسي، تجمع الناس حول منصة الإعدام وهتفوا ضد صدام حسين وهو في لحظاته الأخيرة من الحياة. كانت هذه الهتافات انتقامية، لكن الرجل الميت استجاب لها بالسخرية. زادت شعبية صدام بشكل كبير بعد مشهد إعدامه، وتوقع الصحافي غسان شربل ذلك في مقابلته مع الرئيس العراقي السابق نوري المالكي في عام 2010. ولكن المالكي لم يأخذ هذا الرأي على محمل الجد حينها. الأمر المدهش هو أن شعبية الرجل زادت بين الأجيال الصغيرة، رغم أنهم لم يشهدوا حكمه ولا تذوقوا ويلات جرائمه. يعود ذلك إلى غضب الناس من الفساد والميليشيات التابعة لإيران التي تولت حكم العراق. أو ربما يكون السبب هو نهاية مثيرة وسينمائية لمشهد إعدامه، تشبه إعدام عمر المختار على يد الفاشيين الإيطاليين. القاضي الكردي العراقي رؤوف رشيد، الذي أصدر حكم الإعدام، كان منزعجًا من طريقة تنفيذها وما تلاها من أحداث. أشار غسان شربل في مقابلته مع القاضي رشيد في عام 2007 إلى أن الأخير لم يرغب في الكشف عن تفاصيل ما أزعجه، بما في ذلك حمل جثة صدام ووضعها أمام منزل رئيس الوزراء نوري المالكي، كأنهم يريدون أن يرى صدام ميتًا في اللقاء الوحيد بينهما.
في المقابلة التي أجراها غسان شربل مع المالكي، اعترف الأخير بأنه لم ير صدام حيًا، ولكنه اضطر للوقوف أمام جثته لمدة نصف دقيقة بعد الإعدام، بناءً على ضغوط من بعض الأشخاص. قال له في تلك اللحظة: "ما فائدة إعدامك؟ هل ستعيد لنا الشهداء وتعيد البلد الذي دمرته؟". أضاف: "كان صدام رجلًا مخلصًا لفكرة ساذجة ومثالية، وكان يخدمها بإخلاص، حتى وإن كان ذلك يؤدي إلى هلاكه وهلاك رفاقه. وقد يمكن اعتبار صموده أمام خصومه خلال محاكمته ويوم الإعدام على أنه نوع من الشجاعة الفطرية التي ولدت معه، والتي نراها أيضًا في بعض رجال العصابات خارج المجال السياسي. أثار هذا السلوك إعجاب فئات من الناس، حتى من خصومه".
على الرغم من أن صدام حسين ارتكب جريمة القرن بغزوه للكويت، والتي أحدثت حالة من الفوضى في الأمن العربي، وعلى الرغم من حكمه القاسي على العراق بالحديد والنار، إلا أن الأشخاص الذين خلفه أجبروا العراقيين، سواء الشيعة أو السنة، على الترحم على عهد صدام، نظرًا للفوضى التي أحدثتها الأنظمة الجعفرية والمالكية والعباسية والمهدية وغيرها.