قم بمشاركة المقال
كشف الصحفي والكاتب السعودي عماد بن محمد العباد عن معلومات مثيرة بشأن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وأكد العباد أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين أدى دوراً كبيراً في التصدي للأطماع الفارسية في المنطقة في فترة مهمة وحساسة، وخلال استعراض كتاب "استجواب الرئيس: التحقيق مع صدام حسين" لمحلل "السي آي أيه" جون نيكسون، يكشف "العباد" عن رأي "صدام" في عدوه اللدود إيران، ووصفه لهم بـ"المنافقين"، وتحذير الأمريكيين منهم.
وفي مقاله "استجواب الرئيس صدام حسين" بصحيفة "الرياض"، يقول "العباد": "صدر قبل بضعة أشهر كتاب "استجواب الرئيس: التحقيق مع صدام حسين"، والذي كتبه محلل الـ"سي آي أيه" جون نيكسون، وضم الكتاب الاستجوابات والحوارات التي خاضها مع الرئيس العراقي السابق بعد القبض عليه.
وحمل الكتاب الكثير من المعلومات والدروس المهمة، والتي قد أتعرض لها بشكل أكثر تفصيلاً في مقالات قادمة؛ وذلك لأن توثيق حديث "صدام" كشاهد على سنوات طويلة في حياة المنطقة، هو عمل مهم لفهم التاريخ والاستفادة منه في المستقبل".
ويتوقف "العباد" بالرصد لعلاقة صدام بإيران ويقول: "إحدى النقاط التي تعرض لها المحقق مع صدام حسين هو رأيه في عدوه اللدود إيران، والحرب التي خاضها العراق مع جارته الفارسية. يقول "نيكسون": "لا يستطيع "صدام" إخفاء كرهه للإيرانيين. سألته ما إذا كان يعرف أن البعض يسمي لوس أنجلس "طهرانجلس"؛ وذلك لكثرة الجالية الإيرانية هناك، ضحك "صدام" من هذه المعلومة، لكن عندما قلت له إن الإيرانيين حملوا الشموع حداداً على أرواح ضحايا الحادي عشر من سبتمبر، استشاط غضباً وقال: يا للنفاق.. اركضوا أيها الأمريكان إلى حضن أصدقائكم الإيرانيين، ضحك بسخرية، وقال: "كونوا أصدقاءهم، لننظر إلى متى ستستمر هذه الصداقة"..
يقول "نيكسون": تحدث بعد ذلك "صدام" عن البيان الصحفي الذي أصدره العراق على لسان طارق عزيز، والذي يعزي فيه ضحايا أحداث سبتمبر، وتم إرسال نسخة منه إلى رامزي كلارك، وقال "صدام": أيهما أهم، طارق عزيز أم عمدة طهران؟".
ويضيف "العباد": "يسترسل "نيكسون": "صدام" رأى في نفسه حارس البوابة العربية ضد الأطماع الفارسية، كان يقول: لذلك يرى العالم أجمع أن العراقيين أشخاص نبلاء، ثم يعود ليهاجم إيران: "الإيرانيون غير صادقين، ويفترضون دائماً أن الناس يكذبون عليهم، يعلنون شيئاً ويفعلون في الخفاء العكس تماماً، هذه هي العقلية الإيرانية..
ويتوقف "العباد" أمام سقوط "صدام" ويقول: "يذكر نيكسون بكل صراحة أن قرار الإدارة الأمريكية بإسقاط صدام حسين كان قراراً خاطئاً، وأن استمراره في الحكم مع كل الجرائم التي ارتكبها، كان من الممكن أن يجنّب المنطقة الكثير من الكوارث التي حلّت عليها بعد رحيله".
وينهي حديثه قائلاً: "رغم الكثير من الحماقات التي ارتكبها صدام حسين سواء غزوه للكويت أو القتل الجماعي والتعذيب لأبناء شعبه، إلا أنه أدى دوراً لا يستهان به في لجم الأطماع الفارسية في فترة بالغة الحساسية. كما أن شهادته على التاريخ مهمة للغاية. بقي أن أقول إن الكتاب صدر قبل أيام قليلة باللغة العربية، ولعلي أتحدث عن جوانب أخرى من الكتاب في مقالات قادمة".