"فنانة عربية تجبر عبد الحليم على مغادرة فيلمها وتواجه رد فعل غير متوقع!"

ماري كويني: رائدة السينما المصرية والعربية

تعتبر ماري كويني واحدة من أبرز رائدات السينما المصرية والعربية، وتعد من أجمل النساء في تاريخ الفن العربي. إنها ممثلة ومونتيرة ومنتجة ومخرجة ومركبة أفلام سينمائية.

على الرغم من جمالها وموهبتها الفنية، فضلت ماري كويني العمل خلف الكاميرا. ولدت في حي نتورين في لبنان، وعندما توفي والدها، انتقلت مع والدتها وأختها إلى القاهرة عام 1922 عندما كانت في السادسة من عمرها.

في يوم ولادتها، زارت والدتها صديقتها وأعجبت بجمالها الفائق، فأطلقت عليها لقب "كويني"، وهو تصغير لكلمة "كوين" أي "ملكة"، لأنها وجدتها تشبه الملكة. ومنذ ذلك الحين، أصبح اسمها "ماري كويني".

كانت ماري كويني أول من استوردت معدات مونتاج الأفلام الملونة في الشرق الأوسط عام 1957. وعملت في مجال الإنتاج السينمائي وساهمت في ترسيخ دور المرأة في السينما العربية. وقد سبقتها في ذلك عدد من النساء العربيات مثل عزيزة أمير وبهيجة حافظ وفاطمة رشدي وخالتها أسيا داغر.

بدأت مسيرتها الفنية عندما تبنتها خالتها المنتجة أسيا داغر وأشركتها في فيلم "غادة الصحراء" عام 1929. وعملت بعدها كمونتيرة في فيلم "عندما تحب المرأة". واستقلت بالعمل الفني عن خالتها وتألقت في مجال المونتاج وعملت مع المخرج أحمد جلال حيث جمعت بينهما قصة حب انتهت بالزواج. وأسسا سويًا استوديو جلال عام 1944، وهو أول استوديو لتصوير الأفلام في مصر بعد استوديو مصر الذي أنشأه الاقتصادي طلعت حرب.

وقد حدثت خلافات كبيرة بينها وبين الفنان عبد الحليم حافظ عندما رفضت ظهوره في فيلمها "فجر" بحجة أن وجهه لا يصلح ليكون نجمًا سينمائيًا. وقد أثار هذا الأمر جدلاً كبيرًا، لكنها اكتفت بأن يشارك عبد الحليم بصوته فقط ولم يظهر في الفيلم بصورته.

على الرغم من حبها لفن المونتاج، شاركت ماري كويني أيضًا كممثلة في 19 فيلمًا قبل أن تقرر التفرغ لإدارة الاستوديو وتربية ابنها نادر جلال الذي أصبح مخرجًا شهيرًا فيما بعد. وفي يوم 25 نوفمبر عام 2003، رحلت ماري كويني بعد أكثر من 40 عامًا من العطاء والإبداع في صناعة السينما العربية.