قم بمشاركة المقال
الإسلام: دين السهولة واليسر
العلاقة المباشرة مع الله في الإسلام
إن الإسلام دين يسر وسهولة، وليس بالشيء المعقد أو الصعب. ومن محاسن الدين الإسلامي أن العلاقة فيه بين العبد والربّ ليست فيها وسائط، ولكنها علاقة مباشرة يستطيع العبد التواصل مع خالقه بكل سهولة ويسر. ومن سماحة الإسلام أيضاً أنه لم يترك لنا باباً مغلقاً أبداً، فقد وضح لنا كيف نتواصل مع الله، وكيف نلجأ إليه في أصعب الأوقات، وكيف نستعين به عندما تضيق بنا الدنيا وتكثر علينا الذنوب، ونظن أنه لا وسيلة للنجاة. فترى باب الأمل يفتح أمام عينيك من جديد، وتدرك أنه ما زال هناك فرصة للعودة، وأن الباب ما زال مفتوحاً أمام الجميع مهما ثقل عليهم الذنب.
باب التوبة مفتوح دائماً
علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن باب التوبة مفتوح دائماً، ووضح لنا بعض الأشياء التي يجب اتباعها دائماً حتى يغفر الله لنا جميع ذنوبنا مهما كانت. فقد ذكر في الحديث الشريف "من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات، غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا" (رواه الترمذي حديث حسن).
فضل الدعاء والتوبة
ذكر بعض الفقهاء في تفسير هذا الحديث أن العبد عندما يقول "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم" فهي صفة لله ومدح له وتعظيم في شأنه جلّ وعلا. وعندما يقول "وأتوب إليه" فهنا العبد يلجأ إلى ربه ويطلب منه المغفرة وأن يتوب عليه. وعندما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم كلمة "مثل زبد البحر" فإن المقصود أن الذنوب كثيرة مثل رغوة الماء عندما تعلو إلى الأعلى.
الرحمة العظيمة لله في تكفير الذنوب
وقد وضح الفقهاء أن المقصود بهذا الحديث هو الرحمة العظيمة التي أرسلها الله لنا لكي نستعين بها على تكفير الذنوب. وأن الذنوب مهما بلغت فإن فضل الله عظيم وأنه يغفر لمن يذكر هذا الدعاء قبل النوم. وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" وهذا الدليل الكبير على عظمة الدعاء وقيمته العظيمة في حياة المسلم.