قم بمشاركة المقال
الإفساد الثاني لبني إسرائيل
أكدت سورة الإسراء أن الله سبحانه وتعالى قضى على بني إسرائيل أن سيفسدوا في الأرض مرتين، وأنه سيسلط عليهم عقب كل إفساد من يسومهم سوء العذاب.
رأى أكثر العلماء أن الإفساد الأول لبني إسرائيل مضى وانتهى من زمن بعيد، وأن الإفساد الثاني هو الذي نعيشه الآن مع الاحتلال الصهيوني لبلاد فلسطين وما اقترن به من إفساد وإهلاك للحرث والنسل.
اقرأ أيضاً
مصير اليهود
وذهب أكثر العلماء إلى أن الإفساد الثاني لبني إسرائيل هو احتلال اليهود الحالي لأرض فلسطين وإفسادهم فيها. وقد أكد الشيخ متولي الشعراوي في تفسيره أن الإفساد الثاني لبني إسرائيل هو ما نحن بصدده الآن، حيث سيتجمع اليهود في وطن واحد ليتحقق وَعْد الله بالقضاء عليهم.
وأضاف الشيخ محمد متولى الشعراوي، إمام الدعاة، رحمة الله عليه، أن الله عز وجل قال في كتابه الكريم "وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا"، اختار المولى لفظ "اسكنوا" ولم يحدد مكان الإقامة ليظل اليهود مشردين مبعثرين في الأرض أمما، فلن يكن لهم وطن محدد يجمعهم.
التجمع اليهودي في فلسطين
وتابع الشيخ محمد متولى الشعراوي، قائلاً: فظل اليهود بدون وطن حتى أتت جنود من جنود الباطل وأرادوا أن يقيموا لهم وطن وفي النهاية أقاموا في فلسطين، فأراد الله أن يجمعهم في قطعة أرض واحدة حتى إذا أراد أن يضربهم المسلمين الضربة الإيمانية القاضية بجنود موصوفون بأنهم "عباد الله" تمكنوا منهم.
وأشار إلى أن فكرة التجمع التي نادى بها بلفور وأيدتها بريطانيا وأمريكا وجميع الدول المعادية للإسلام هي في الحقيقة خدمة لقضية الإسلام، وذلك بعدما كانوا مبعثرين يسكنون الأرض جميعها ولا نستطيع أن نتتبعهم في كل الأرض جمعهم في مكان واحد.