قم بمشاركة المقال
سورة الأنعام
سورة الأنعام هي إحدى السور القرآنية التي نزلت في مكة، وتعتبر سورة عظيمة حيث حولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح.
نزول سورة الأنعام
وفقًا لبعض الآثار، فإن سورة الأنعام نزلت جملة واحدة، وقد روى الطبراني بسند ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة، يتبعها سبعون ألف ملك، لهم زجل بالتسبيح والتحميد."
اقرأ أيضاً
سياق سورة الأنعام
جاء السياق الذي نزل به سورة الأنعام في تماسكه وتدافعه وتدفقه، ويعتبر هذا السورة نهرًا يتدفق بلا حواجز ولا فواصل، وهي نموذج كامل للقرآن المكي حيث تحتفظ بشخصيتها الخاصة ومنهجها.
الكون والحياة
تعرض سورة الأنعام في جملتها حقيقة الألوهية في مجال الكون والحياة، والنفس والضمير، ومشاهد القيامة، ومواقف الخلق. وتأخذ السورة النفس البشرية في رحلة في ملكوت السماوات والأرض، وتقف بها على مصارع الأمم الخالية.
قضية العقيدة الأساسية
تعالج سورة الأنعام قضية العقيدة الأساسية، وهي قضية الألوهية والعبودية، وتعريف العباد برب العباد. تسأل السورة من هو رب العباد وما مصدر هذا الوجود ومن هم العباد ومن جاء بهم إلى هذا الوجود ومن يقلب أفئدتهم وأبصارهم ولأي شيء خلقهم.
تفسير سورة الأنعام
المقدمة
تبدأ سورة الأنعام بمواجهة المشركين الذين يعبدون آلهة أخرى مع الله. وتشير الآيات إلى أدلة التوحيد التي تحيط بهم في الآفاق وفي أنفسهم. توضح السورة حقيقة الألوهية بلمسات واسعة تشمل الوجود كله وتعم البشر جميعًا.
حقيقة الألوهية
تبدأ الآيات بتعريف حقيقة الألوهية، وتكشف عن ملكية الله لما في السماوات والأرض، وسيطرته على الليل والنهار. تأكيدًا لهذه الحقيقة، يقول الله: "قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ" [الأنعام: 12].
معرفة أهل الكتاب
تتحدث السورة أيضًا عن معرفة أهل الكتاب بالكتاب الجديد الذي يكذب به المشركون. وتوقف المشركين أمام مشهدهم يوم الحشر وهم يسألون عن شركائهم، ولكنهم ينكرون الشرك ويتخلصون من الافتراء. يقول الله: "وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" [الأنعام: 27].
نصرة النبي صلى الله عليه وسلم
تتحول السورة بعد ذلك لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وتسلية قلبه من تكذيب المشركين له. يؤكد الله للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يكذبونه، وإنما يكذبون آيات الله. يقول الله: "قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ" [الأنعام: 33].