قم بمشاركة المقال
كشفت ورقة بحثية جديدة عن وجود ارتباط بين بعض إصابات كوفيد-19 وحالة من مرض البريون، وهو نوع من "الخرف التدريجي السريع"، بحسب ما نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية نقلًا عن الدورية الأميركية لتقارير الحالة American Journal of Case Reports.
تتناول دراسة الحالة تفاصيل ما حدث لرجل يبلغ من العمر 62 عاما، دخل إلى أحد مستشفيات نيويورك، مركز مستشفى ماونت سيناي كوينز، بعد أن واجه صعوبة في المشي وظهور علامات الخرف التدريجي السريع.
اقرأ أيضاً
وجاء في الورقة البحثية أنه "من الناحية السريرية، عانى [المريضٍ] من تدهور الوظيفة العصبية بعد أن كانت نتيجة اختبار كوفيد-19 إيجابية عند وصوله إلى المستشفى".
وفي نهاية المطاف، تم تشخيص إصابته بمرض البريون، وأثارت حالته تساؤلات حول ما إذا كان كوفيد-19 قد تسبب في المرض. ويقول الباحثون إن الظروف توفر دليلاً على وجود "ارتباط محتمل" بين كوفيد والحالات التنكسية العصبية.
اقرأ أيضاً
إن هناك عدة أنواع من مرض البريون، وفقًا لما نشره موقع "جونز هوبكنز ميديسن"، وهي نادرة للغاية، إذ يتم الإبلاغ عن حوالي 300 حالة فقط من المرض في الولايات المتحدة سنويًا. ويسمى النوع الأكثر شيوعًا بين البشر مرض "كروتزفيلد جاكوب".
تحدث أمراض البريون عندما يتحول بروتين البريون الطبيعي، الموجود على سطح الخلايا، إلى شكل غير طبيعي. يتجمع هذا البروتين في الدماغ ويسبب تلفًا فيه، مما يؤدي إلى تغيرات في الشخصية وضعف الذاكرة وصعوبات في الحركة. وتصنف أمراض البريون بأنها مميتة.
اقرأ أيضاً
تعتبر الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للحالة أو الذين أصيبوا بالعدوى عن طريق المعدات الطبية الملوثة من أكثر عرضة للإصابة بمرض البريون. ويمكن تجنب المرض عن طريق تنظيف المعدات الطبية بشكل جيد.
بالإضافة إلى الخرف، تشمل الأعراض تغيرات في المشية والصعوبة في المشي والهلوسة والارتباك وتصلب العضلات والتعب وصعوبة التحدث. لا يوجد علاج لمرض البريون حاليًا، ولكن يمكن استخدام بعض الأدوية لتباطؤ تطور المرض. يتم التركيز في العلاج على تخفيف المتاعب التي يعاني منها المرضى مع تقدم المرض.
عندما يصاب الشخص بمرض البريون، فإنه بحاجة إلى المساعدة بشكل مستمر. قد يتمكن من العيش بمفرده لبعض الوقت، ولكن في النهاية سيحتاج إلى الانتقال إلى مركز رعاية صحية لكبار السن.
وفي حالة واحدة، أصبح المريض صامتًا وصعب البلع بعد ثلاثة أسابيع من دخوله المستشفى. احتاج إلى أنبوب تغذية وتعانى من آلام شديدة. وتوفي المريض بعد ثلاثة أسابيع.
هذه هي رابع حالة تم الإبلاغ عنها بعد الجائحة.
أفاد الباحثون بأن هذه ليست أول حالة مؤكدة لمرض البريون بعد الإصابة بكوفيد-19، حيث سبق وحدثت ثلاث حالات على الأقل من قبل منذ ظهور الفيروس.
وأوضح الباحثون أنه لا يعرف الكثير عن كيفية العلاقة بين فيروس سارس-كوف-2 ومرض البريون. وأشارت الدراسة إلى أن "الأدلة المتاحة في الأدبيات حول العلاقة بين كوفيد-19 والتنكس العصبي غير واضحة. ومع ذلك، يبدو أن حالات التنكس العصبي المتعددة قد تكون نتيجة لأمراض مسببة للأمراض الأكثر شيوعًا مثل اضطرابات البريون."
تعتبر مضاعفات عدوى كوفيد-19، سواء تلك المعروفة بشكل شائع بالفعل مثل كوفيد الطويل الأمد، أو تلك التي لم يتم تحديدها بعد، سببًا آخر للبقاء على دراية دائمة بتطورات الفيروس وسلالاته المتحورة، بالإضافة إلى تطوير لقاحات كوفيد. فاللقاحات يمكن أن تحمي جميع الأشخاص المؤهلين من تدهور حالتهم ودخول المستشفى وحدوث نتائج سلبية.