قم بمشاركة المقال
دخلت امرأة تعاني من مرض سرطان عنق الرحم إلى قسم الطوارئ بإحدى المستشفيات الأمريكية بسبب مرضها المزمن وعندما أخذ مسعفو الطوارئ عينة دماء منها لتحليلها، فوجئوا بأكبر الألغاز الطبية في التاريخ حيث بدأوا في السقوط على الأرض واحدًا تلو الآخر مما تسبب في إخلاء قسم الطوارئ على وجه السرعة.
كانت جلوريا راميريز، من ريفرسايد كاليفورنيا، تعاني من المرحلة الرابعة من سرطان عنق الرحم وتعرضت لأزمة صحية صعبة ذهبت على إثرها إلى مستشفى ريفرسايد العام في 19 فبراير 1994 حيث كانت تعاني من خفقان شديد في القلب ونظرًا لسوء حالتها قرر المسعفون استخدام جهاز مزيل الرجفان.
اقرأ أيضاً
وعندما قام المسعفون بإزالة قميص جلوريا فوجئوا بوجود كريم زيتي مغطي جسمها تنبعث منه رائحة الثوم. وساءت الأمور أكثر وأكثر عندما أجرت ممرضة فحص دم روتيني لجلوريا وشعرت برائحة الأمونيا. بل وعندما سلمت الحقنة المملوءة بدماء المريضة إلى الدكتورة جولي جورشينسكي؛ فوجئت الطبيبة بوجود جزيئات تشبه الكريستال تطفو حولها.
ثم فقدت الممرضة وعيها، وبعد لحظات بدأت الدكتورة جورشينسكي تشكو من الشعور بالغثيان ثم غادرة غرفة الطوارئ سريعًا قبل أن تفقد وعيها، ثم انهار بعدها الطبيب المسئول عن علاج الجهاز التنفسي لجلوريا بالغرفة.
اقرأ أيضاً
ظلت الدكتورة جورشينسكي في المستشفى لأكثر من أسبوعين وكانت بحاجة إلى جهاز لمساعدتها على التنفس. وأصيبت بالتهاب البنكرياس وخضعت أيضًا لعملية جراحية في الركبة بعد أن بدأ عظم ركبتها في التدهور بسبب نقص الدورة الدموية.
اقرأ أيضاً
وأصر أطبائها على أن سبب حالتها هو استنشاق نوع من الأبخرة السامة حيث لم يجدوا أي سبب آخر لاعتلال صحتها. وكانت الدكتورة جورشينسكي مقتنعة بأن الأبخرة جاءت من دم جلوريا وانتهى بها الأمر برفع دعوى قضائية بقيمة 6 ملايين دولار ضد المستشفى.
لكن في عام 1997، قامت مجموعة من العلماء من مختبر لورانس ليفرمور الوطني بمراجعة الحالة وتوصلوا إلى نظرية أخرى تشير إلى أن التفاعل الكيميائي المتسلسل يمكن أن يكون السبب.
لقد توقعوا أن جلوريا ربما كانت تستخدم المذيب الشائع ثنائي ميثيل سلفون، أو DMSO، كعلاج منزلي للألم الذي كانت تعاني منه.
ثنائي ميثيل سلفون، أو DMSO لا يتسبب في وفاة البشر، ولكن من المعروف أنه ينتج رائحة تشبه رائحة الثوم، وهو على بعد ذرة أكسجين واحدة فقط من كبريتات ثنائي ميثيل شديدة السمية، والتي يمكن أن تكون خطرة للغاية على البشر حتى لو استخدمت بكميات صغيرة.
غاز حرب في الحرب العالمية الأولى
واقترح الباحثون أنه عندما تم إعطاء جلوريا الأكسجين من قبل موظفي المستشفى، تفاعل DMSO الموجود في مجرى الدم مع ثنائي ميثيل سلفون وتحول إلى ثنائي ميثيل سلفات، والذي تم استخدامه كغاز حرب في الحرب العالمية الأولى.
وأشار العلماء إلى أن الأعراض التي ظهرت على موظفو الطوارئ كانت "متوافقة تمامًا" مع التعرض لغاز ثنائي ميثيل السلفات.
لكن نظريتهم واجهت رد فعل عنيفًا من علماء آخرين، الذين أشاروا إلى عدم وجود حالات أخرى تفاعل فيها ثنائي ميثيل سلفون في جسم به فائض من الأكسجين لتكوين ثنائي ميثيل سلفات.
وفي تقريرهم، اعترف علماء مختبر لورانس ليفرمور الوطني أيضًا أن نظريتهم لا تثبت ما حدث، ولكنها تشير ببساطة إلى سبب محتمل. وحتى يومنا هذا لا يمكن لأحد أن يعرف بالضبط ما حدث، ومن المرجح أن اللغز الطبي سيظل لغزا.